مقالات وكتاب
كيفان وأنا من آل كيفان
بقلم: عمار العجمي
تحتفل الكويت هذه الايام بذكرى استقلالها وتحريرها ، وتسترجع في هذه الايام ما مر به الوطن من تقدم وتطور منذ الإستقلال ، وما عاناه تحت براثن الاحتلال العراقي الغاشم .
إننا لا نستطيع أن ننسى رجالا صنعوا تاريخا لهذه الوطن قبل الإستقلال وبعده ، كما أننا لا نستطيع أن ننسى من قدم روحه فداء لهذا الوطن ، فسالت دماء أبناءه الطاهرة بإستشهاد وأسر زهرة شباب الوطن من قبل غزاة ظلمة لم يراعوا ديناً او انتماءً .
وقدم أهل الكويت بتنوع مشاربهم وتباين أعمارهم درسا للطغاة الغزاة ، حتى شهد لهم العالم بما سطروه من ملاحم الوفاء للوطن والفداء للأرض والولاء للقيادة .
إن المحتل لم يجد كويتيا واحد يقبل ويرضى حتى التعامل معه ، فذاق المجرمون وبال ظلمهم وأنتصر الحق بطرد الغزاة أذلاء من هذه الارض الطيبة التي نبذتهم كما تنبذ كل خبيث يسعى في الارض الفساد .
لقد مر الوطن بأزمات كثيرة ومنعطفات خطيرة ، إلا أن خير وعطاء أبناءه الذي إمتد للعالم أجمع كان الدرع الذي به حفظ الله عز وجل هذا البلد وأهله ، فكان البلاء إبتلاء صبر به الكويتيون وأحتسبوا وبذلوا الغالي والنفيس إنتصارا للحق والدين والمشروعية ، فتحررت الارض ورجع الحق لاهله .
إن أهل الكويت إذ يستذكرون هذا كله ، فإنهم لم ولن ينسوا من إنتصر للحق ووقف مع قضيتهم العادلة وعلى الأخص إخوانهم بدول مجلس التعاون الخليجي ، إذ تسابق إخوانهم على إستضافتهم وخدمتهم ، حتى خُيل للناس أنهم الضيوف في وطنهم ونحن أهل الدار ، ولن تفيهم الكلمات حقهم ولن تغطي فضلهم بعد الله ، فهم نعم الإخوان والأهل والأقارب .
إن الكويت ودول مجلس التعاون إخوة في الدين والدم ، ولا يستبان معدنهم إلا في الشدائد ، فهم أهل دين وشرف ومروءة ، وما يجمعهم تاريخ ومستقبل مشترك ، ووحدة مصير لا يمكن تجاوزه أو تناسيه .
اللهم إرحم شهدائنا الأبرار وإغفر لهم وأرفع درجتهم ، وأدم نعمة الأمن والأمان علينا وعلى إخواننا دول مجلس التعاون وعلي الأمة الإسلامية .