مقالات وكتاب
أما آن الأوان..

بقلم: محمد عبدالله الغانم
أما آن الأوان لنلحق بركب العالم المتقدم ، ونترك العالم الثالث . بالرغم من اعتراضي على هذا التصنيف ولكنه أمر واقع ، فنحن دولة تستهلك أكثر من ما تنتج . فلا نحسب ان استخراج النفط الخام وتصديره صناعة ، فأنا أقصد ما الذي أضفناه إلى العالم في مجال الابحاث والعلوم بجميع انواعها . إلى متى لا نعطي كل ذي حق حقه ، فليس فقط خريجوا الهندسة والطب والمحاماة هم وحدهم من يعول عليهم بالبناء . فقد وصل العالم إلى قناعة ، بل ويمارس بالفعل التخصص الدقيق في كل شيء . فكل علم من العلوم صار بحرا في حد ذاته ، وأصبحت شهادة الدكتوراه ليست هي الغاية والهدف بل أصبح الكثير يبتعد عنها لمشوارها الطويل والمكلف . و منذ سنين تحول إلى الشهادات المهنية ، والتي تستطيع الانتهاء منها بوقت أقصر بكثير من الدكتوراه وتكون بعائدات تتجاوزها .
ولنا في اليابان خير مثال ، فهذا البلد فقير الموارد الطبيعية ولكنه استثمر في أهم مورد متوفر لديه وهو عقول البشر . فبعد خسارتها في الحرب العالمية الثانية نهضت اليابان من بين للرماد ومن تحت الحصار ، لغزو العالم ولكن من بوابة العلوم والصناعة . واليوم لا يوجد بيت واحد لم تصل إليه اليابان بعلومها.
فلابد ان نستيقظ من السبات الذي طال امده وننشغل بالعلم والتعلم وتطوير قدرات الشباب في كل الميادين ، علنا نلحق بالأمم الأخرى فنكون مع منتجيه ولا نبقى كالعالة نأكل ونشرب ثم ننام .