مقالات وكتاب

من يقبل سباب البرلمان؟

بقلم: د. عصام الفليج

ساءني كما ساء الجميع الانحدار اللفظي والسلوكي تحت قبة عبدالله السالم الاسبوع الماضي، من تراشق لفظي غير مقبول، وصل الى حد الإهانة والسب، وادخال الأسرة في التعليقات والشتائم، وكأن مستقبل الوطن والتنمية الذي يفترض أن يعملون لأجله لا يمر إلا من خلال الدخول في الأعراض!
وللأسف.. فقد وُجد من يفرح لهذا الأمر ويشعل النار فيه؛ لأجل تصفيات شخصية، وإملاءات مصلحية!
ولا ينبغي أن يمر مثل هذا الأمر مرور الكرام، وصمت اللجان، حتى لا تصبح سابقة تاريخية في نوعها وشكلها، وأرى أنه على المجلس الآتي:
١) شطب كل ما قيل من هرطقات وسباب وكلام غير لائق من المضبطة والتسجيلات الصوتية والمرئية.
٢) تشكيل لجنة تحقيق من الأعضاء، لمحاسبة المتطاولين والمتجاوزين.
٣) تفعيل اللوائح الداخلية في مثل هذه الأمور.
٤) استعداد الرئاسة لتكرار مثل هذه الأمور مستقبلاً، لذات الأهداف، وضبطها قبل بدايتها، ووأدها في مهدها.
لا شك عندي أن هناك من يحاول إفشال هذا المجلس من الخارج، وهناك من يحاول إحراج الرئاسة من الداخل، وهناك من يحاول دك أسفين الفتنة بين النواب، وهناك من يحاول تقصير عمر المجلس.. حلاً أو إبطالاً أو غير ذلك، فهل ننقاد لهم؟!
أتكلم عن مبادئ لا عن أشخاص، وأتكلم عن قيم لا عن خلافات، فمتى سكتنا عن الخطأ، ولم ننبه المخطيء، ولم نحاسب المتجاوز، فأبشروا بالمزيد المزيد، وسيصل الشتم والتطاول الجميع بلا استثناء، لأنها قضية أخلاق.. إن فُقدت؛ فسيمس سوؤها الجميع، وتُكشف سوءة الجميع.
أتمنى ألا نتهاون في ذلك، حتى لا يستفحل الأمر، وأن نئد الفتنة في مهدها، فالكويت لا تستحمل ذلك كله، خصوصاً وأن الحشد الشعبي يهوسون عند خور عبدالله!
وكما استطاع الرئيس مرزوق الغانم الاصلاح بين نواب في مشاكل سابقة، وكما استطاع إدارة أصعب الجلسات بكل اقتدار، فأعتقد أنه قادر على معرفة مكمن الخلل، وضبط الأمور، وإصلاح ذات البين.
وأخيراً.. أقول لمن لديه ذرة مرجلة وكرامة، عليه ألا يدخل النساء في خلاف الرجال، فما لا ترضاه لأمك وزوجتك وأختك وابنتك، الناس لا يرضونه أيضاً لأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وبناتهم، فأنتم أبناء عوائل وحمايل وقبائل، ولا ترضون ذلك، أليس كذلك؟!!
أسأل الله أن يهديء النفوس، وتصفى القلوب، وأن يتفرغ النواب للتشريع لا للتقريع.
*
قَالَ النَّبِي ﷺ: “إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ”.

د.عصام عبداللطيف الفليج

الوسوم
إغلاق
إغلاق