مقالات وكتاب
اكاديمية الكويت.. المجانية
بقلم: م. مهدي الدخيل
يتوافدون اليها من كل حدب وصوب.. من غياهب الغابات ومجاهل القرى.. من الحقول النائية والمراعي.. ليتعلموا بالمجان فيصبح هذا ميكانيكي وهو لم ير من السيارة دولابها في بلاده.. ويضحى ذاك كهربائي وقريتهم لم تعرف الكهرباء حتى الان.. ويمسي الاخر معلم تشطيبات وهو قادم للتو من (عشة)!.. ومثلهم الحداد والنجار والسباك والصباغ والقصاب والحلاق والزراع والطباخ.. والقائمة تطول.
فيتمرنون ويجربون بهذا تارة وبذاك تارة غير عابئين بما يسببون للزبائن المخدوعين من خسائر وأضرار، بل ويأخذون اتعاب مقابل ذلك!! .. ويستمرون، في غفلة من الرقابة، بالتعلم والتجارب والتدريب الميداني، دون حساب او عقاب، الى ان يصبح كل منهم “معلم” في مهنة ما “على حسابنا” بعد ان اتلف ما اتلف وافسد ما افسد.
لقد آن الاوان لتنظيم وتقنين مختلف انواع المهن والترخيص بممارستها للمحترفين فقط بعد اختبارهم كل فيما يدعي معرفته من مجال وفق مهنته المذكورة في جواز السفر.. ليطمئن الزبون، بعد ان يتأكد من رخصة مزاولة المهنة، انه لم يسلم رقبته “لعليمي” يزيد العطل خرابا ويجهز تماما على ما كان ممكنا اصلاحه.
ان لتقنين المهن منافع على الاقتصاد والمجتمع أهمها، في نظري المتواضع، حماية المستهلك من ان يكون حقل تجارب، وعرقلة نشاط سوق تجارة الإقامات بالتضييق على العمالة السائبة والغير ماهرة في البلد.