مقالات وكتاب
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
بقلم: أ. يحيى الدخيل
قصة جميلة لا زلت اذكرها تعلمناها في المرحلة المتوسطة بمادة اللغة العربية .
وهي أن أسدا هاجم قطيعا من ثلاث ثيران أبيض وأحمر وأسود فصدوه ومنعوه مجتمعين. فاستخدم حيلته وجاء للثورين الأسود والأحمر فقال لهما: اني لا أريدكما ولكن اريد ان آكل الثور الأبيض فقط وسأترككما تنعمان بالحياة وانا سيكفيني اكل الثور الأبيض . فوافقا لحبهما للراحة وعدم القتال ولخوفهما من الأسد .
وعندما أكل الأسد الثور الأبيض مكث اياما ثم عاد وكرر الأمر ونفس الحيلة مع الأحمر وأكله وعندما بقي الأسود .
وجاء دوره قال للأسد :
( أكلت يوم اكل الثور الأبيض )
اي منذ تخليت عن قوتنا مجتمعين وتركنا الدفاع والقتال ورضيت أن تأكل بني جلدتي وفصيلتي . وبسبب ركوننا للراحة !!
ألا تذكركم القصة بشيء يدور حولنا شمالا وجنوبا !!
ألن نتعظ من أكل:
فلسطين
الأحواز العربية
أفغانستان
العراق
ليبيا
اليمن
سوريا .
المقدرات والثروات العربية والإسلامية والقوى العسكرية تأكل يوما بعد
يوم، وبقية الدول تنتظر دورها، ولا زالت تثق بالثعالب والافاعي التي تاريخها مليء بالمكر .
محاكم التفتيش بالأندلس.
التتار، ان من يقرأ التاريخ يجد فيه العبر فغالبا ما يعيد نفسه:
الحروب الصليبية والصليبين
الاستعمار .
التحالف الأممي…
ان المسميات لأعداء الإسلام متعددة وتشتت الذهن ولكن علينا ارجاعها لأصلها لكي لا نتشتت.
هي المعركة والحرب المستمرة منذ بدأ الخليقة بين الخير والشر..
لذلك نجد الأساليب تتشابه
كما قال تعالى عز وجل في كتابه ( أتواصوا به )
من سبق ومن سيأتي يتبعون خطوات الشيطان لذا تجد التشابه مهما اختلفت المسميات .
فأي دولة أو جماعة أو جيش او قوة مهما تم تمييع الحقائق وتغيير اسمها ، ارجعها لأصلها . أين تصنفها إما في خانة الخير او الشر .
إن الوطن العربي ، و العالم الإسلامي يمكنه أن يعود
لقيادة العالم كما كان سابقا .
بكل بساطة بثلاث أمور
1- بالتكامل والترابط
2- التناصر
3- العودة لله سبحانه والتوكل عليه .
فالغرب أو الشرق لا يحترم إلا القوي والقوة تأتي من التكامل والتناصر بالحق .
أما أن لا يفكر الكويتي إلا بالكويتي ولا يهتم الإماراتي إلا بالإماراتي ولا يدخل النازح المسلم من بلده ومن الحرب للبلدان المسلمة إلا بألف واسطة .
ونرى المدن العربية العريقة تتهاوى واحدة بعد الأخرى ،
فعندها تكون أحداث قصة قطيع الثيران الثلاثة مع الأسد واقع نعيشه تدريجيا .