مقالات وكتاب
للكتف اعتبار..
بقلم: م. مهدي الدخيل
يعتريك شعور وانت تقود على الطرق “السريعة” في الكويت بأنك تسير في احد دبايات الصمان في مشهد عبثي لا تراه الا في اكثر القرى تخلُّفا..ان حجم الفوضى المرورية وانتهاك أغلب مستخدمي الطرق للخطوط الارضيّة والقوانين والاعراف وحتى القواعد الاخلاقية يجعل من القيادة في الكويت بمثابة معركة يومية عليك خوضها صباحا ومساءا..
ان من أسوأ القرارات المرورية أو اسؤها على الإطلاق هو قرار السماح بالقيادة على كتف الطريق أو حارة “الأمان”.. ففقدت وفقد الطريق صفة الأمان في القيادة عليه.. فلم تعد تعلم من سيفاجأك بالتجاوز مسرعا عن اليمين أو الشمال دون اعتبار لحدود السرعة أو جغرافيا الطريق..
من المضحك في القرار سيّء الذكر تحديد مواعيد وسرعة للسير على كتف الطريق.. فمن الواضح عجز رجال المرور عن فرض تطبيق تلك الشروط على ارض الواقع أو الزام المستخدمين بالتقيد بها.. فمن يسير على كتف الطريق مضطر الى زيادة السرعة لتقليل اثر المطبات على مركبته مثيرا الأتربة والحصى لتتلف من خلفه من المركبات..
لقد اعتاد الغالبية على انتهاك كتف الطريق وأصبح أمر عادي جدا على مدار الساعة وفِي جميع الطرق والمناسبات.. واضحت القيادة في طرق الكويت مثيرة للتوتر ومستفزه للأعصاب فلابد ان تشخص البصر وتحاول جاهدا الانتباه للحركة خارج الطريق بقدر انتباهك لما يجري داخله متوقعا غير المتوقع.. ولعلك تسلم! فقد اصبح البقاء للأقوى والأولوية للأكثر دفاشة ورعونة!!
لابد من اعادة الأمان للطرق فما يحصل حاليا هو مجازفة بسلامة البشر..
على المعنيين الاختيار بين احد قرارين وتنفيذه على وجه السرعة فإما ان يتم رصف وتأهيل الكتف وتحويله الى حارة رسمية تزيد من الطاقة الاستيعابية للطريق.. أو ان تمنع القيادة على جوانب الطريق بتاتا.. ويعود للكتف دوره واعتباره.