مقالات وكتاب

دور أولياء الأمور الحقيقي

بقلم: د. محمد المطيري

عند ظهور المشكلة للطالب في المدرسة ، وأيًّا كانت هذه المشكلة يبرز للساحة شخص تمنت الإدارة المدرسية وجوده قبل حدوثها ، و كم تشوَّق العاملون في المدرسة لظهوره في الميدان المدرسي قبل هذه اللحظة.
يتساءل الجميع من هذا الشخص ؟

إنه باختصار أحد أهم الأضلاع في العمل المدرسي ، إنه ولي الأمر .
ولا يدرك العديد من أفراد المجتمع الدور الحيوي لولي الأمر في تحقيق المؤسسات التعليمية لأهدافها وأدائها لرسائلها ، وكذلك من ضمن الذين لا يدركون هذا الدور للأسف بعض أولياء الأمور .
يسيء البعض فهم دور ولي الأمر ، ويرون أن دوره يكون عند ظهور المشكلة فقط باختلاف نوع هذه المشكلة تحصيلية كانت أو سلوكية أو غيرها من المشكلات التي تحدث للطالب داخل أسوار المؤسسة التعليمية .
وهذا أمر مستغرب ولا يحدث إلا في مجتمعاتنا .

إنَّ لولي الأمر دور حيوي في تكوين شخصية الطالب ولا تقع هذه المهمة على كاهل المدرسة فحسب ،فالعبارة المشهورة والمقولة الدارجة ( الطالب أمانة عندكم ) يجب أن تمحى من أذهان الجميع . لأن الأسرة من المؤسسات الاجتماعية المهمة في تنشئة الفرد ، ويجب أن يظهر دور ولي الأمر في كل فترة من فترات العام الدراسي ، وليس فقط عند اقتراب فترات التقويم ، أو عند ظهور نتيجة الطالب التي لم تعجب ولي الأمر ، أو عند وقوع الطالب في مشكلة فقط.
إن مجالس أولياء الأمور وضعت لهدف فذ لا يدركه العديد من الأشخاص سواءً في الأسرة أو في المدرسة ، وهو أن يكون ولي الأمر في وسط الميدان الذي يُنشَّأ فيه ابنه ، و يدعم فريق العمل المدرسي ، و يقترح ، و يثني على ما أعجبه ، و يبيِّن ما لم يعجبه ، و يشارك في الأنشطة المدرسية المختلفة .
كل تلك الأعمال سيكون لها الأثر الفعال على الإداري والمعلم داخل المؤسسة التعليمية ، بل على الطالب نفسه لأنه سيدرك أنه محاط بولي أمر يهتم لشأنه ، وولي أمر يرغب في تحقيقه لأعلى الأهداف التي التحق بهذه المؤسسة التعليمية من أجلها .

هذا القصور لا يتحمله ولي الأمر فقط ، على الجهاز التربوي بمختلف قطاعاته إبراز دور ولي الأمر وتوضيحه للجميع عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، والاستئناس برأي أولياء الأمور في أمور عدة تخص العملية التعليمية ، وخير مثال على ذلك ( منهج الكفايات ) هل استشار واضعو المنهج عدد لا بأس به من أولياء الأمور كما استشاروا الأكاديميين ؟!
ما المانع من تشكيل جمعيات أولياء أمور في كل منطقة تعليمية ؟! كما هو الحال في بعض الدول التي تدرك أن كسب رضا أولياء الأمور أمر جوهري في كل صغيرة وكبيرة في العمل التربوي ، لماذا ؟ لأن جمعيات أولياء الأمور هي من أول الجهات التي ستلومهم عند حدوث الخلل .
للعلم ولي الأمر في مجتمعات أخرى يستشار عند اختيار وإعداد وتطبيق البرامج التعليمية ، بل يؤخذ رأي مجموعة لا يستهان بها من أولياء الأمور عند بناء المناهج الدراسية ، وعند وضع الأهداف واختيار المحتوى لتلك المناهج.
السؤال : هل زرع الجهاز التربوي لدينا الثقة لدى أولياء الأمور ليصبحوا كهؤلاء ؟

إغلاق
إغلاق