البريكست من أهم الأحداث الاقتصادية تأثيراً على العالم في 2016

في عالم مترابط على نحو متزايد، وخاصة حين يتعلق الأمر بالشأن الاقتصادي، تصبح أغلب البلدان عرضة لتأثير الأحداث في مناطق أخرى من العالم، والتي ربما تبعد عنها مئات الآلاف من الأميال.
ومع نهاية 2016، استعرض تقرير اقتصادي متخصص بعض أهم الأحداث التي كان لها تأثير كبير عالميا.
اضطراب سوق الأسهم الصينية.. يناير
في يناير من عام 2016 شهد سوق الأسهم الصينية عمليات بيع حادة، دفعت الهيئات التنظيمية إلى إيقاف التداول في اليومين الرابع والسابع من ذلك الشهر عقب تراجع السوق بحوالي 7% في غضون 30 دقيقة من الافتتاح.
وفي الفترة ما بين الرابع وحتى الخامس عشر من الشهر امتدت خسائر البورصة الصينية لتقترب من نحو 18%، وانخفض اليوان إلى أدنى مستوى له منذ مارس عام 2011، وهو ما جعل الصادرات الصينية أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، في حين جعل الاستثمارت الخارجية أكثر تكلفة.
الاضطرابات التي شهدتها السوق الصينية في ذلك الوقت، أدت إلى انتشار حالة من الصدمة في كل الأسواق العالمية تقريباً، حيث شهدت الأسواق الأوروبية والاميركية هي الأخرى تقلبات حادة على إثر ذلك، وهو ما يشير بوضوح إلى مدى تأثير الأداء الاقتصادي الصيني على النشاط الاقتصادي العالمي بشكل عام.
وتأثير هذه الاضطرابات امتد أيضاً إلى أسواق السلع، وخاصة النفط الخام، حيث إن الصين هي ثاني أكبر مستورد للسلع والخدمات التجارية في العالم، وأدت حالة القلق بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني إلى إضافة مزيد من الضغوط على الخام.

رفع العقوبات عن طهران
في السادس عشر من يناير الماضي، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام طهران ببنود الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين طهران ومجموعة 5+1 في يونيو عام 2015، لتعود إيران مرة أخرى إلى الاقتصاد العالمي بعد عزلة استمرت لنحو 10 سنوات.
على إثر ذلك الإعلان بدأت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة على طهران، وهي الأخبار التي أثرت سلبياً على أسعار النفط، حيث انتشرت حالة من القلق بين الأسواق خوفاً من تفاقم مشكلة وفرة الإمدادات العالمية.
والقلق بشأن عودة إيران إلى السوق النفطية من جديد يعود بشكل رئيسي إلى حجم إنتاجها من الخام، والتأثير السلبي الذي كان متوقعاً لتلك الخطوة على الأسعار، حيث إن إيران تمتلك رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم وثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي، في حين تعتبر من كبار منتجي أوبك بعد المملكة العربية السعودية والعراق.
وفي فبراير من العام الحالي أعلنت الحكومة الإيرانية أنها أصبحت قادرة على التصرف في أكثر من 100 مليار دولار من أصولها المجمدة في الخارج، والتي يتراكم الجزء الأكبر منها لدى بنوك في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا.

البريكست . . يونيو
في الثالث والعشرين من يونيو صوت 52% من الناخبين في بريطانيا لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، بعد عضوية استمرت لما يقرب من 42 عاماً، الأمر الذي نتج عنه تغيرات سياسية واقتصادية في المملكة المتحدة ودول أخرى.
ما يعقد من مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عملياً، هو أن المادة 50 ضمن قانون الاتحاد والتي تنظم عملية الخروج من الكتلة الأوروبية لم يتم تفعيلها من قبل، وما لم تتم الموافقة من جانب مسؤولي الاتحاد على تمديد المدة فإن موعد المغادرة هو سنتان اعتبارا من تقديم بريطانيا إشعارا رسمياً برغبتها في الخروج.
أهم الأسباب الأسباب التي دفعت البريطانيين إلى التصويت لصالح الخروج، كانت الهجرة الأوروبية نحو المملكة المتحدة، وخاصة أولئك القادمين من شرق القارة الأوروبية 183 ألفا عام 2015، بالإضافة إلى الرسوم التي يفرضها الاتحاد على بريطانيا.
رغم أنه إلى الآن لم يتأثر الاقتصاد البريطاني بشكل كبير بالـالبريكست، إلا أن هناك قدرا من الضرر سيلحق به وفقاً لمراقبين في المدى المتوسط والطويل، حيث إن الاتحاد الأوروبي هو وجهة أكثر من نصف الصادرات البريطانية، في حين ترتبط 63% من الصادرات السلعية لها بعضوية الاتحاد.

ترامب رئيساً للولايات المتحدة.. نوفمبر
في الثامن من شهر نوفمبر، فاز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في نتيجة مهد لها المحللون بكونها صادمة بالنسبة للأسواق العالمية والتي كانت تميل إلى كلينتون باعتبارها تمثل خيارا أكثر أماناً.
والملياردير الجمهوري يريد إعادة التفاوض أو ربما حتى إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع دول المحيط الهادي نافتا والتي تخفض الحواجز التجارية بين بلاده وكندا والمكسيك، حيث يريد الرئيس الجديد صفقة أفضل بالنسبة للاميركيين رافضاً مزاعم خصومه بأن الاتفاقية قد ساعدت بالفعل الاقتصاد الاميركي من خلال فتح أسواق للتصدير.
تداعيات فوز ترامب امتدت أيضاً إلى الاقتصاد المكسيكي، حيث إن واحداً من تعهدات الرئيس المنتخب خلال حملته الرئاسية هو بناء جدار بمليارات الدولارات على الحدود بين البلدين، تدفع المكسيك مرغمة تكلفته، ليشهد البيزو المكسيكي هبوطاً حادا في قيمته مع الإعلان عن فوز ترامب. وترامب أعرب أيضاً عن غضبه من الصين، حيث أشار إلى مسؤولية البلد الآسيوي عن إغلاق أكثر من 50 ألف مصنع في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فقدان الملايين من الاميركيين لوظائفهم، بسبب تلاعبها في قيمة عملتها المحلية.

اتفاق أوبك.. نوفمبر
للمرة الأولى منذ ديسمبر عام 2008، نجحت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك في 30 نوفمبر في التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج، وسرعان ما تبعه اتفاق آخر التزم خلاله المنتجون من خارجها بزعامة روسيا على تخفيض إنتاجهم من الخام.
وبموجب الاتفاق الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في يناير المقبل، تعهد أعضاء أوبك بخفض إنتاجهم بنحو 1.2 مليون برميل/يومياً، في حين تعهد 11 من المنتجين من خارجها بخفض إنتاجهم بمقدار 558 ألف برميل، ليمثل إجمالي الخفض ما يقرب من 2% من الإنتاج العالمي.
أسهم هذا الاتفاق في تعزيز أسعار النفط لتستقر حالياً فوق مستوى 50 دولارا للبرميل، وهو ما كان يحتاج إليه عدد من المنتجين الذين يواجهون مشكلات اقتصادية وسياسية كبيرة مثل فنزويلا ونيجيريا.
التزمت السعودية ضمن الاتفاق بتخفيض إنتاجها بحوالي 486 ألف برميل/يومياً إلى 10.058 ملايين برميل.