شؤون دولية

إرث القذافي يثقل ليبيا بعد 4 سنوات على مقتله

17
لايزال ارث الديكتاتور معمر القذافي الذي قتل قبل 4 سنوات في انتفاضة شعبية، يخيم على ليبيا التي فشلت حتى الآن في استبدال نظام حكم الفرد والعائلة بدولة مؤسسات فعالة.

ويقول مايكل نايبي-اوسكوي، الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مؤسسة ستراتفور الاستشارية الامنية الاميركية، لوكالة فرانس برس: «اختار القذافي ان يبني دولة تتمحور حول شخصه، ثم استخدم العامل العسكري معتمدا على عائدات النفط لقمع اي معارضة، بدل ان يبني دولة مؤسسات يمكن ان تستمر في غيابه».

ويضيف: «لم تكن هناك دولة مؤسسات في ليبيا، الأمر الذي دفع نحو السقوط في الفوضى عقب الإطاحة بالقذافي»، مشيرا الى ان تبعات سياسات «الدولة المفككة» التي اوجدها القذافي ستتواصل لعقود.

وقتل القذافي الذي عرف بتصرفاته غير المتوقعة وملابسه البدوية وخطاباته المطولة، في 20 اكتوبر 2011 على يد مجموعة مسلحة في مدينة سرت، مسقط رأسه، بعدما حكم البلاد منذ كان في السابعة والعشرين من عمره اثر انقلاب عسكري، ولاكثر من اربعة عقود.

ومنذ مقتله، تشهد ليبيا فوضى امنية وسياسية واقتصادية، اذ لم تستطع الحكومات المتعاقبة منذ الاعلان عن «التحرير الكامل» من نظام القذافي في 23 اكتوبر 2011، ترسيخ حكم ديموقراطي بمؤسسات فعالة، وهي عناوين نادت بها «الثورة».

ومنذ اكثر من سنة، تتقاسم الحكم سلطتان، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي مستقرة في شرق البلاد، واخرى لا تحظى بالاعتراف وتسيطر على معظم مدن غرب ليبيا، وبينها العاصمة طرابلس، بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا»، ولم تؤت الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع الطرفين ثمارا حتى الآن.

ويقول نايبي-اوسكوي «اسم القذافي سيبقى عنوانا رئيسيا، خصوصا مع محاكمة رموز نظامه وافراد عائلته، وعودة حوادث معينة الى الواجهة، مثل تفجير لوكربي».

إغلاق
إغلاق