شؤون دولية
ترودو يقود الليبراليين لفوز كاسح في انتخابات كندا التشريعية
وأحرز الليبراليون اكثرية مطلقة مع 184 مقعدا (نتائج جزئية) من 338 في غرفة العموم في اوتاوا، ستجيز لهم تنفيذ سياسة تستند الى برنامجهم الانتخابي وتهدف إلى إعادة كندا إلى الساحة الدولية.
وتعهد رئيس الوزراء المنتخب الحريص على مكافحة تغير المناخ بالتحلي بمزيد من المبادرة والسخاء في ملفي البيئة واستقبال اللاجئين السوريين، أما بالنسبة إلى المحافظين فإن الهزيمة تتعلق بشكل خاص بزعيمهم ستيفن هاربر الذي أعيد انتخابه في كالغاري لكنه استقال ليلا من قيادة الحزب.
ونال المحافظون 99 مقعدا مع الاحتفاظ بمعاقلهم غربا، وباتوا في المرتبة الثانية قبل الاشتراكيين الديموقراطيين في الحزب الديموقراطي الجديد الذين احرزوا 44 مقعدا.
وشارك الكنديون بكثافة اكبر في هذا الاستحقاق ما يعكس إرادة تغيير حقيقي. وتجاوزت نسبة المشاركة بقليل 68% مقابل 61% قبل 4 سنوات، وعبر مؤيدو ترودو الذين تجمعوا داخل احد الفنادق الكبيرة في مونتريال عن فرحتهم بعد اعلان التوقعات عبر التلفزيونات.
على الطرف الآخر، أثار رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بعض الارتباك امس حين لم يتطرق الى مستقبله السياسي وهو يلقي كلمة أمام أنصاره إثر هزيمته الانتخابية رغم أن حزبه أعلن انه سيستقيل.
وبعد وقت قصير من اتصال هاربر بجوستين ترودو زعيم الحزب الليبرالي الفائز ليعلن هزيمته في الانتخابات التي جرت الاثنين، قال حزب المحافظين الذي ينتمي له هاربر في بيان إنه سيستقيل من زعامة الحزب عقب الهزيمة الساحقة أمام الحزب الليبرالي.
وأضاف الحزب أنه سيعين زعيما مؤقتا للحزب خلال عملية اختيار القيادة الجديدة، لكن حين تحدث هاربر الى حشد من أنصاره في موطنه كالغاري لم يشر الى تنحيه عن زعامة الحزب.
وأثار هذا ارتباك الصحافيين الذين شكوا في ان بيان الحزب مفبرك وتطلب الامر وقتا من مسؤولي الحزب ليؤكدوا صحة البيان.
وقال مساعد لهاربر إنه لا يعتزم الالتقاء بوسائل الاعلام وسيعود رئيس الوزراء المنتهية ولايته على الارجح الى اوتاوا قريبا ليستعد لتسليم السلطة رسميا لترودو خلال بضعة أسابيع.
وقالت محطة «سي.تي.في نيوز» الكندية الاثنين إن رئيس الوزراء الكندي المحافظ احتفظ بمقعده في البرلمان بعد أن حقق الحزب الليبرالي فوزا كبيرا في الانتخابات وأسقط حزبه الحاكم.
وتولى هاربر رئاسة الوزراء لنحو 10 سنوات وانتخب عضوا في البرلمان في كالغاري بولاية ألبرتا الغنية بالنفط في مارس 2004.
رئيس الوزراء الجديد يسير على خطى والده
جاستن ترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه حقق في الـ 43 من عمره فوزا مفاجئا ليصبح رئيسا للحكومة الكندية على خطى والده.
ونجح نجل رئيس الوزراء الاسبق بيار اليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) في تجاوز الهزيمة الساحقة التي لحقت بالليبراليين في انتخابات 2011، بعد عامين فقط على توليه قيادة الحزب.
وبعد 9 اعوام من حكم المحافظين، تتحول كندا الى سلطة الليبراليين بقيادة سياسي شاب لم يكن يراهن احد على فوزه في الحملة التي استمرت 78 يوما في مواجهة خصمين اكثر حنكة هما المحافظ ستيفن هاربر والاشتراكي الديموقراطي توماس ماكلير.
ويقول اعلان للمحافظين «جاستن ليس جاهزا»، معتبرين انه لا يملك الخامة ولا الخبرة الضروريتين لرئاسة الحكومة وانه باختصار شاب مدلل لا يتمتع بالعمق.