مقالات وكتاب
تدليس موشيه شارون للتاريخ الإسلامي (5 والأخيرة)
بقلم: د.عصام عبداللطيف الفليج
نستكمل اليوم تعليق أ.فيصل الزامل على تدليس الباحث الإسرائيلي د.موشيه شارون للتاريخ الإسلامي..
10) التعليق الأخير: الصهيونية متوحشة بطبيعتها، وهذا نموذجا من لسان يهودي:
– “نعيم جلعادي” عراقي يهودي وعضو سابق في الحركة الصهيونية السرية، غادر الى اسرائيل عام 1950م، وشارك في حرب عام 1967م، ثم هاجر الى أمريكا، تحدث عن كيفية تنفيذ إسرائيل لخطة ترحيل 125 ألف يهودي من العراق الى إسرائيل عام 1941م حسب رؤية بن غوريون؛ كون العراق بلد زراعي واسرائيل بحاجة لمزارعين يهود بدلا من المزارعين الفلسطينيين الذين تم طردهم من مدنهم وقراهم الزراعية؛ تارة بالقتل، وتارة بوضع علب مليئة بفيروسات “التيفوس والزحار” في آبار مياه الفلسطينيين للفتك بهم، لهذا تم افتعال أحداث عنف في العراق بالتنسيق مع السلطات البريطانية عام 1941م، التي كان لديها هدف آخر موازي، يتعلق بإزاحة حكومة رشيد عالي الكيلاني غير الموالية للإنجليز.
ويمثل الصهيونية في العراق في تلك الأحداث ويدير مجرياتها شخص يدعى يوسف مائير، وكشف هذا التنسيق بين الانجليز والصهيونية مدير الخارجية البريطانية ديفيد كمحي عام 1982م حينما كان يلقي خطابا أمام منتدى المعهد البريطاني للشؤون الدولية في لندن، فقال: “يجب أن تتذكروا أن القوات البريطانية عبر وحدات الجورخا الهندية التابعة لها شاركت عام 1941م بقتل 500 من اليهود في العراق”.
كانت محصلة تلك الاعمال مع تفجيرات أخرى لاحقة تهجير125 ألف يهودي عراقي الى إسرائيل، الذين صدموا بأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، ولا يحصلون على ما يحصل عليه اليهود القادمون من أوربا وروسيا من امتيازات في السكن والوظيفة.
ومعروف أن غالب اليهود العراقيين لا يعملون بالزراعة، إنما بالتجارة والمهن العامة والوظائف المحترمة، ولكنها النظرة الدنيا من الإسرائيليين لليهود الشرقيين.
وخلص نعيم الى القول: إن الصهيونية زرعت الشقاق بين اليهود والعرب، وبريطانيا أعطت الصهاينة في فلسطين ذريعة لنشر المشاعر الصهيونية بين اليهود في سائر مدن العراق، وكانت اسرائيل تريد الاستفادة من اليهود في الدول الإسلامية بمثابة توريد العمالة الرخيصة، ولهذا أشعر بخيبة أمل في مشروع أرض الميعاد، حينما وجدت العنصرية المؤسسية التي صنعتها الصهيونية الوحشية.
– فاسيرشتاين ديفيد: كتب في جريدة ها آرتس الإسرائيلية مقالا بعنوان “فضل الإسلام على اليهود واليهودية” بتاريخ 16/4/2016م؛ ملخصه:
عندما ولد محمد (ﷺ) كان اليهود واليهودية في طريقهما الى السقوط في هاوية النسيان بعد أن حولت الإمبراطورية الرومانية اليهود الى المسيحية بالإكراه، وتجريدهم من قوانينهم، وتصاعد الصراع العسكري مع الإمبراطورية الفارسية، فتمزقت بقايا اليهود القاطنين في الامبراطوريتين، فلم تكن بينهما صلة تقريبا، حيث فقدوا جميعا اللغة التي ميزتاهما (العبرية والآرامية) واستبدلوها باللاتينية واليونانية، ولولا بروز الاسلام لاضمحلت اليهودية بشكل تدريجي واختفت كديانة، واعتبر بقاياها مجرد طائفة عرقية لا هوية لها، لكن بظهور الإسلام الذي قضى على الامبراطوريتين؛ تغيرت الأمور تماما بالنسبة لليهودية كديانة ولليهود كشعب، وتحسنت أوضاعهم من جميع النواحي القانونية والديموغرافية والاجتماعية والدينية والسياسية والجغرافية والاقتصادية واللغوية والثقافية.
– الاسلام لم يقتل ٤ ملايين انسان كما حدث خلال الحروب الصليبية، والاسلام لم يذبح 50 مليون انسان باسم الصليب في فترة الكشوف الجغرافية ومحاكم التفتيش، وما تلاها من استعمار للشعوب، والاسلام ليس مسؤولا عن مقتل 70 مليون خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية، والاسلام لم يقتل 6 ملايين يهودي في ألمانيا النازية! انتهى.
هذا ملخص تعليق أ.فيصل الزامل على محاضرة د.موشيه شارون، ونتمنى أن يتابع المسلمون ما يتم من تشويه للإسلام والمسلمين، والرد عليه وتفنيده، إعلاميا وثقافيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تعيش فيه الأمة ضعفا تاريخيا.
نحن نحترم الدين اليهودي عقيدة، ونحترم اليهود إنسانية، ونحترم السامية نسبا، لكننا لا نقبل الظلم في أي اتجاه.