مقالات وكتاب

فوضى التذمّر… والإبر المخدرة!

بقلم: وليد إبراهيم الأحمد

وضع البلد هذه الأيام يدور في اتجاهين بين (الشعب والحكومة)، الأول شعبي يتمثل في الاستياء العام والتذمّر ونقد الفساد المستشري في البلد، من دون طرح حلول وآلية واقعية لانتشالنا من الوحل… والاتجاه الآخر يتمثل في الحكومة ويدور حول ردة الفعل من أصحاب القرار الذين في كل مرة يُسمعون المتذمرين البشارات الكاذبة بالفرج القريب، فيكتشفون في النهاية أنها تسير بلا خطة، بل كانت عبارة عن وعود أشبه بإبر مخدرة!

هذا الواقع المؤلم ما بين التذمر الشامل وعدم حل مشكلات البلد، ذكرني بتلك القصة المنقولة التي تقول:

(يُحكى أنّه كان هناك رجل يأتي إليه الناس من كلّ مكان، ليبدوا تذمرهم من أوضاع البلد، لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن المشاكل والمصاعب نفسها التي تواجههم، من دون طرح الحلول المنطقية القابلة للتطبيق، حتى سئم منهم.

وفي يوم من الأيام، جمعهم هذا الرجل وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين وبعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد. عندها ابتسم أحدهم وقال: «لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون في التذمّر والبكاء على المشاكل نفسها في كلّ مرة»)؟!

كل ما نريد قوله بعد ذلك إن أوضاع البلد على الصعيدين تسير نحو الهاوية، فوضى التذمّر تتسع بلا حدود، والحلول من قبل الحكومة عبارة عن حبوب مهدئة تارة… وتارة أخرى منشطات مُحرّمة!

على الطاير:

– كلاكيت عاشر مرة… يا حكومة متى يصل فهد الجوعان بالسلامة؟!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع… بإذن الله نلقاكم!

إغلاق
إغلاق