مال وأعمال
«الوطني»: إنتاج الكويت النفطي لأقل مستوى في عامين
- أسعار النفط لأقل مستوى في 6 سنوات ونصف بواقع 19% في المتوسط
- إنتاج «أوپيك» لأعلى مستوى في 22 شهراً عند 31.9 مليون برميل يومياً خلال يوليو
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار وفرة الإنتاج حتى النصف الثاني من 2016
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني ان القلق بشأن تراجع نمو الأسواق الناشئة، لاسيما في الصين تسبب في تراجع أسعار النفط بصورة أكبر خلال أغسطس، إذ تراجع مزيج برنت ومزيج غرب تكساس المتوسط إلى أقل مستوى لهما منذ ست سنوات ونصف بواقع 19% في المتوسط، فقد تراجع مزيج برنت ليبلغ 41.9 دولارا للبرميل، كما تراجع مزيج غرب تكساس ليبلغ 38.5 دولارا للبرميل، وذلك بحلول 26 من أغسطس.
وقد شهدت الأسعار انتعاشا في نهاية أغسطس ما ساهم في تعويض المزيجين عن خسائرهما لينهيا الشهر عند مستوى 49 دولارا للبرميل.
إنتاج أوپيك
وأضاف التقرير أن تأثير وفرة الإنتاج وقوة الدولار استمر على أسعار النفط خلال الشهر، حيث حافظ إنتاج أوپيك على ارتفاع مستوياته.
كما شهد النفط الصخري في أميركا مرونة في الإنتاج وقد كانت المخاوف بشأن نمو اقتصاد الصين السبب الرئيسي في ذلك التراجع.
وقد ظهرت العديد من المؤشرات التي تنذر بتراجع نمو الاقتصاد الصيني، وبالتالي تراجع الطلب على النفط في ثاني أكبر الدول استهلاكا للنفط في العالم، كالتراجع المفاجئ في قيمة اليوان وبيانات التصنيع التي أظهرت تراجع النشاط لأقل مستوى له منذ ست سنوات ونصف.
وقد أدى ظهور تلك المؤشرات إلى قيام الأسواق المالية العالمية بتصفية أسهمها فيما تم تسميته بـ «الاثنين الأسود» مع تراجع أسعار النفط بصورة أكبر.
النفط الصخري
وأوضح التقرير أن ارتفاع في إنتاج النفط الصخري الأميركي جاء مفاجئا في ظل خفض الإنفاق الرأسمالي وتراجع عدد حفارات التنقيب، إلا أن البيانات الأخيرة التابعة لوكالة الطاقة الدولية أثبتت أن النمو قد بدأ بالتباطؤ خلال شهر مايو.
وبعد أن ارتفع الإنتاج ليصل إلى أعلى مستوى له منذ ما بعد العام 1970 عند 9.6 ملايين برميل يوميا في أبريل، عاد وتراجع في نهاية شهر يونيو بواقع 300 ألف برميل يوميا (3%) ليصل إلى 9.3 ملايين برميل يوميا.
وبالمقابل، شهد إنتاج منظمة أوپيك ارتفاعا خلال شهر يوليو ليصل إلى أعلى مستوى له منذ اثنين وعشرين شهرا عند 31.9 مليون برميل يوميا وفق بيانات أوپيك المستقاة من مصادر وطنية. وقد ارتفع إنتاج المنظمة بواقع 1.5 مليون برميل يوميا منذ أن اتخذت قرارا في نوفمبر الماضي بشأن إبقاء سقف الإنتاج الرسمي عند 30 مليون برميل يوميا.
الكويت والسعودية
وذكر التقرير على الرغم من تراجع الإنتاج في يوليو بواقع 200 ألف برميل يوميا، استمر الإنتاج السعودي بتجاوز 10 ملايين برميل يوميا للشهر الخامس على التوالي. كما ارتفع إنتاج العراق، الذي يشمل إنتاج الحقول التابعة لحكومة كردستان الإقليمية، ليحقق أعلى مستوى له عند 3.7 مليون برميل يوميا.
وارتفع أيضا إنتاج إيران خلال شهر يوليو، وشهد إنتاج الإمارات أيضا ارتفاعا ليصل إلى 3 ملايين برميل يوميا، بينما شهد إنتاج الكويت تراجعا طفيفا ليصل إلى 2.8 مليون برميل يوميا.
وقد بلغ إنتاج الكويت أقل مستوى له منذ عامين متأثرا بانقطاع الإنتاج من حقلي الخفجي والوفرة الواقعين في المنطقة المشتركة بين الكويت والسعودية نتيجة ظهور بعض الخلافات فيما يخص عمليات التشغيل.
وأكد التقرير أنه من غير الواضح حتى الآن مدى سرعة الكويت بالاستجابة لهذه الخسارة في الإنتاج من خلال زيادة إنتاجها في حقولها الأخرى كما فعلت السعودية.
ومن المحتمل أن يكون الإنتاج الاحتياطي محدودا لحين قيام السلطات بزيادة الإنتاج من حقول أخرى كحقل الرتقة الذي يضم حاليا مشروع النفط الثقيل.
وقد تم التوقيع على المرحلة الأولى من المشروع في بداية العام مع شركة «بتروفاك»، ومن المفترض أن ينتج 60 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل بحلول 2018.
وتتطلع الكويت للتوسع في إنتاجها وفق استراتيجيتها للعام 2030 بواقع مليون برميل يوميا ليصل إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول 2020.
تراجع أسعار النفط حتى الربع الثالث من 2016
رأى تقرير «الوطني» أن الاتساع المستمر في الفارق بين الطلب والإنتاج يشير إلى استمرار تراجع أسعار النفط لفترة أطول دخولا بالربع الثالث من العام 2016 على أقل تقدير، وذلك وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقد جاءت أسعار العقود الآجلة لتعكس هذه المؤشرات في نهاية أغسطس.
وقد بلغت أسعار التوصيل لمزيج برنت لشهر ديسمبر 55 دولارا للبرميل هذا العام و61 دولارا للبرميل للعام القادم و65 دولارا للبرميل في 2017.
وبينما من المتوقع أن تتراجع وفرة الإنتاج من مستواها الضخم الذي بلغ 3 ملايين برميل يوميا خلال الربع الثاني من 2015 وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، وتماشيا مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال ما تبقى من العام فإنه لايزال من المتوقع أن يتجاوز الإنتاج مستوى الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام بافتراض عدم وجود أي تغيير في مستوى إنتاج أوپيك الحالي.
وليس من المتوقع أن يتراجع فائض الإنتاج قبل بداية إلى منتصف 2016 عندما يظهر تأثير خفض الإنفاق الرأسمالي على إنتاج الدول من خارج منظمة أوپيك ولاسيما إنتاج أميركا للنفط الصخري.