شؤون دولية
الكوريتان تسحبان فتيل الحرب وتجلسان على مائدة التفاوض
وأعلن عن هذا اللقاء قبل ساعتين من انتهاء مهلة انذار وجهه الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ-اون ظهر أمس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية ان اللقاء عقد في قرية بانمونغوم حيث جرت في اكتوبر الماضي محادثات ثنائية.
ومثل الجنوب في هذه المفاوضات وزير التوحيد هونغ يونغ- بيو والمستشار لشؤون الامن القومي كيم كوان-جيم.
اما الشمال فمثله المسؤول الكبير في وزارة الدفاع هوانغ بيونغ-سو الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام، والامين العام لحزب العمال كيم يونغ-غون المكلف العلاقات مع الجنوب.
وكانت القوات الكورية الجنوبية وضعت في حالة تأهب قصوى أمس، بعد اعلان يونغ اون وضع جيشه في حالة التأهب القتالي.
وسبق أن حذر وزير الخارجية الكوري الشمالي من ان الوضع «وصل الى شفير الحرب»، مؤكدا ان «جيشنا وشعبنا على استعداد للمجازفة بحرب شاملة ليس فقط كرد فعل، بل للدفاع عن النظام الذي اختاره شعبنا».
من جهته، اكد ميونغ هون مساعد المندوب الدائم لبيونغ يانغ في الامم المتحدة «اذا لم تستجب كوريا الجنوبية لانذارنا (بوقف الدعاية) فان رد فعلنا العسكري سيصبح حتميا وسيكون قويا جدا».
وتملك الاسرة الدولية خبرة طويلة مع تهديدات كوريا الشمالية لكنها تخشى تصعيدا ممكنا مع ان كثيرين يرون ان ذلك ليس سوى محاولة جديدة من بيونغ يانغ للفت الانظار.
وقال جيمس كين الباحث في مركز المعهد الآسيوي الفطري في سيول «نظرا لماضيهم في اسلوب التفاوض والتهديدات، احتمال ان ينفذوا تهديداتهم بعمل عسكري ضئيل».
لكنه اكد في الوقت نفسه ان هذه التهديدات خطيرة ولا يمكن استبعاد ان توجه كوريا الشمالية ضربة ما.
وقال «اذا حدث ذلك، فان كوريا الجنوبية يجب ان تكون حازمة وترد فورا لتؤكد انها لن تخضع للترهيب»، مؤكدا ان «اي شىء اقل من ذلك سيشكل دعوة لمزيد من الاستفزاز».
وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية «نحن مستعدون للرد بقوة على اي عمل استفزازي كوري شمالي».
ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مصادر عسكرية قولها ان بيونغ يانغ نشرت وحداتها المدفعية على الحدود لتوجيه ضربة محتملة الى مكبرات الصوت الكورية الجنوبية التي تبث دعاية عبر الحدود.
وأضاف ان ثماني مقاتلات اميركية وكورية جنوبية قامت بمناورات لمحاكاة عمليات قصف «يمكن ان تشكل انذارا لكوريا الشمالية».
ولم تظهر اي مخاوف في صفوف السكان الكوريين الجنوبيين الذين اعتادوا لسنوات على تهديدات الشمال بحرب وشيكة لا تقع.
والكوريتان تقنيا في حالة حرب منذ 65 عاما اذ ان الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف لإطلاق النار ولم يوقع اتفاق سلام رسمي.
ويعود آخر هجوم مباشر من الشمال على الجنوب الى 2010 عندما قصفت بيونغ يانغ جزيرة يونبيونغ الحدودية الكورية الجنوبية مما ادى الى مقتل مدنيين اثنين وجنديين.