سياسة دولية
لقاء رئيس الوزراء بالبابا فرانشيسكو تتويج لعلاقات الكويت التاريخية بالفاتيكان
توج لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بالبابا فرانشيسكو وزيارته المهمة لدولة الفاتيكان عقودا من العلاقات الوثيقة والتي شهدت توقيع اتفاقية تعزز التعاون في تعميق الحوار ونبذ الفرقة والصراع في العالم.
وذكرت سفارتنا لدى دولة الفاتيكان في بيان
لـ (كونا) في ختام زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق للفاتيكان ان سموه اجتمع بنظيره رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وبحث كافة أوجه التعاون الثنائي وسبل تعزيزها.
واضاف البيان أن سمو رئيس مجلس الوزراء عبر عن تقدير الكويت وامتنانها للمساعي التي يبذلها البابا في مد جسور التعاون والتواصل بين شعوب العالم والعمل على تحقيق التقارب فيما بينها تحت مظلة التسامح والسلام.
وأكد سموه وقوف الكويت الى جانب الفاتيكان في دعم هذه المساعي والعمل معا على مواجهة كافة المحاولات الرامية الى زرع الفرقة والفتنة والشقاق بين شعوب العالم حيث تم التأكيد في هذا الصدد على أهمية تواصل الزيارات المتبادلة.
وسلم سمو رئيس مجلس الوزراء الى البابا فرانشيسكو خلال لقائهما الودي رسالة خطية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تضمنت تحيات سموه وتطلعه للقاء البابا في الكويت.
وأشار البيان الى أنه تم التطرق خلال اللقاء الى «العلاقات الودية التاريخية التي تجمع دولتي الكويت والفاتيكان وأهمية تعزيزها».
وأشاد البابا فرانشيسكو بدور سمو الأمير الانساني الكبير معربا عن تقديره لجهود الكويت في المجالات الانسانية وثنائه على دورها البارز تجاه القضايا المصيرية والتحديات العالمية خاصة في مجال مكافحة الارهاب والتطرف والعمل على نشر أفكار التسامح والحوار بين الاديان.
وأعرب البابا عن «استعداد الفاتيكان لدعم هذه التوجهات ومساندة كافة المساعي التي تهدف الى تعزيز مفاهيم التعايش بين الأديان» لافتا الى التوافق الكامل مع الكويت في حمل وتجسيد تلك القيم النبيلة حيث كانت أول دولة خليجية تقيم عام 1969 علاقات ديبلوماسية مع دولة الفاتيكان.
وحول اجتماع سمو رئيس الوزراء والوفد المرافق برئيس وزراء الفاتيكان ووزير خارجيته ذكر البيان ان الجانبين أكدا استمرار التعاون في مجال مكافحة الارهاب «الذي يعد اليوم الخطر الذي يستهدف الجميع دون استثناء».
وشدد الجانبان على أهمية التصدي لخطر التنظيمات الارهابية كتنظيم ما يسمى بداعش وغيره من التنظيمات الارهابية بالعمل على تجفيف موارد تمويلها ومنع محاولات الترويج لفكرها مؤكدا أهمية نشر الوعي بأفكارها الهدامة وأعمالها الاجرامية.
وقال ان الجانبين استعرضا كذلك المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية حيث اتفقا على أهمية دعم كافة الجهود الرامية الى تحقيق السلام والأمن لاسيما في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين.
وفي هذا السياق أشاد رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بارولين بجهود الكويت الانسانية الكبيرة من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين.
وذكر أن الجانبين اتفقا على أهمية المسار الانساني الذي لا يقل أثرا عن المسار السياسي في نجاح الجهود الرامية لتخفيف المعاناة التي يرزح تحت وطأتها الشعب السوري في الداخل والخارج كما تطرقا الى تطورات ازمة اللاجئين الأخيرة التي أضحت أزمة انسانية تستدعي التعامل مع تداعياتها الأليمة.
وفي هذا الصدد أثنى سمو رئيس مجلس الوزراء على المبادرة التي أطلقها البابا فرانشيسكو داعيا المؤسسات والكنائس المسيحية وأتباعها الى استضافة اللاجئين «ليسطر بذلك نموذجا رائعا للتعاطف والتضامن الانساني تجاه هؤلاء الضحايا».
في ختام المحادثات وقع معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عن الجانب الكويتي ووزير خارجية البابا المطران بول غالاغر عن الفاتيكان على مذكرة تفاهم في مجال المشاورات الثنائية.