سياسة دولية
ترامب يفتتح السباق «الجمهوري» نحو الرئاسة بتصريحات مثيرة.. وزملاؤه الجمهوريون يتحدون ضده وكلينتون
انطلقت أول مناظرة طال انتظارها للحزب الجمهوري بالولايات المتحدة في سباق انتخابات الرئاسة الامريكية 2016 بلفتة مثيرة من جانب الملياردير دونالد ترامب.
واتجهت جميع الانظار إلى ترامب الذي صعد إلى القمة في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تبلغ 3. 24 %، حيث خطف الاضواء من منافسيه التسعة الذين شاركوا في المناظرة، بتصريحاته المثيرة للجدل. فقد رفض اعلان الولاء المطلق للحزب الجمهـــوري مؤكدا انه لا يستبعد الترشح للانتخابات الرئاسية كمستقل اذا هزم في الاقتراع التمهيدي للحزب. واثار الضحك عندما ذكر بانه في الماضي قدم اموالا حتى لبيل وهيلاري كلينتون واستطرد: «اعطيت الكثير من الاموال لمعظم الناس الموجودين على هذه المنصة الآن» لشراء دعمهم.
وقد تواترت شائعات وان كانت غير مؤكدة ان الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون هو الذي أوعز الى المرشح الجمهوري دونالد ترامب بخوض المعركة الانتخابية الرئاسية بهدف ارباك حسابات الجمهوريين لحساب زوجته هيلاري كلينتون،
ومع أن ترامب يتصدر جميع استطلاعات الرأي العام حول المرشح المفضل لدى الجمهوريين فإن المرشحين زملاءه الأكثر جدية في الحزب قرروا العمل معا لشن هجوم على ترامب يفضي الى ابعاده من السباق.
وبينما كان من الطبيعي ان يهاجم الجمهوريون كلينتون فقد كان مشهدا طريفا ان يوجهوا جماعة هجومهم على عضو في الحزب يخوض الانتخابات برايته متجنبين تبادل أي انتقادات فيما بينهم.
ويعتقد استراتيجيون أميركيون متخصصون في الانتخابات الرئاسية ان التفاف القاعدة الجمهورية حول ترامب هي تعبير عما يسمى بالصوت الاحتجاجي اي تعبير عن امتعاض الجمهوريين من حالة التشرذم التي وصل إليها الحزب وعن الغضب من الخيارات المحدودة التي يقدمها بمرشحيه، وكانت استطلاعات الرأي العام قد برهنت على ان شعبية الحزب الجمهوري في أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات.
وشارك في المناظرة بالإضافة الى كارلي فلورينا أمام حاكم تكساس السابق ريك بيري وكل من ليندسي غراهام وجيم غليمور وبوبي جيندال وريك سانتورم وجورج باتاكي.
ويعد هذا الصف من المرشحين صفا ثانويا بالمقارنة مع المرشحين الكبار أمثال جيب بوش وتيد كروز وماركو روبيو.
واكد قطب العقارات في المناظرة التي جرت في ملعب لكرة السلة، انه لا يستبعد الترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر 2016 كمستقل اذا هزم في الاقتراع التمهيدي.
وهو المرشح الجمهوري الوحيد الذي يفكر في هذا الخيار الذي سيعود بالفائدة بالتأكيد على مرشح الحزب الديموقراطي.
وقال دونالد ترامب «لن أقطع هذا الوعد في المرحلة الحالية»، مثيرا غضب مرشح آخر وهتافات مناهضة من قبل ناشطين حضروا المناظرة التي استمرت ساعتين.
لكن رجل الأعمال أثار الضحك عندما ذكر أنه في الماضي «أعطى الكثير من الأموال لمعظم الناس الموجودين على هذه المنصة الآن» لشراء دعمهم.
وتحدث عن منحه أموالا حتى لهيلاري كلينتون.
وردا على أسئلة صحافيي قناة فوكس نيوز التي نظمت المناظرة عن السبب، قال «طلبت منها ان تحضر حفل زفافي وحضرت، لم يكن لديها خيار آخر».
ومنذ بدء حملته الانتخابية في يونيو، احتل ترامب الطليعة في استطلاعات الرأي.
وقد سببت له شعبيته انتقادات من خصومه الذين يتهمونه بالتقلب في مواقفه على مر السنين حول قضايا مهمة للمحافظين مثل حق الإجهاض والهجرة والتأمين الصحي الذي أراد تأميمه في الماضي.
وقالت كارلي فيورينا الرئيسة السابق لمجموعة هوليت باكارد في مناظرة سابقة شارك فيها المرشحون السبعة الأقل شعبية في استطلاعات الرأي «بما انه غير رأيه حول قرارات العفو عن المهاجرين السريين وحول الصحة وحول الحق في الإجهاض، أريد فقط أن اعرف المبادئ التي سيحكم بموجبها».
وكان المرشحون الجمهوريون الـ 17 برهنوا على وحدة عقائدية واضحة بإدانتهم «عهد اوباما ـ كلينتون» وتعهدهم التراجع عن العديد من القرارات التي اتخذت في عهد الرئيس الديموقراطي حول ايران والصحة والبيئة والأنظمة المصرفية.
ويبدو ان قضية الهجرة الساخنة ومصير 11 مليونا من الذين يقيمون بطريقة غير مشروعة في الولايات المتحدة شكلت جبهة مواجهة بين المرشحين.
فقد اقترح بوش شقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش وابن الرئيس الاسبق جورج بوش تنظيم أوضاع هؤلاء تدريجيا مقابل دفع غرامة وشروط أخرى وهو أمر مرفوض من قبل العديد من المحافظين.
وقال «أعتقد ان غالبية الناس الذين يأتون بطريقة غير مشروعة لا خيار آخر لديهم، انهم يريدون مساعدة عائلاتهم».
وكشفت مناقشات سادها التوتر حول حجم برامج المراقبة الأميركية، الهوة التي تفصل بين الجناح المدافع عن الحريات المدنية في الحزب وأنصار إبقاء الآليات الحالية للمراقبة.
وسعى كل من المرشحين الـ 17 الى إثبات انه الوحيد القادر على التغلب على هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية الأوفر حظا في انتخابات نوفمبر 2016.
وعندما طلب صحافي شبكة فوكس من المرشحين وصف هيلاري كلينتون ببضع كلمات، رددوا «غير جديرة بالثقة» و«لا تتمتع بأي رؤية» و«اشتراكية».
وكانت كلينتون وجهت خلال المناظرة رسالة الى مؤيديها.
وقالت «في هذه اللحظة يتشاجر عشرة رجال ديبلوماسيين على شاشة التلفزيون لمعرفة من سيكون الأفضل لإعادة بلدنا الى الوراء، لا أتابعهم ولا احتاج الى ذلك».
وتأتي هذه المناظرة قبل ستة اشهر من بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.