مقالات وكتاب

ثروات الخليج القادمة

بقلم: م. جمال عبدالحميد الحمود

لي صديق له مني كل التقدير والاحترام فهو شخص داعم لتطوير الأجيال وله مبادرات عدة لإرشادهم وتطويرهم ونتشارك نفس الشغف في هذا المجال، في لقائنا الأخير قال لي مقولة أحببتها “كما أسهمت دول الخليج في دعم العالم في ثرواتها الطبيعية (النفط) تحت الأرض، اليوم آن الأوان بأن تسهم في عقولها لتطوير العالم وأتوقع بأن يتطور الجيل الخليجي ليصبح بؤرة الابتكار وسوف نشهد مساهماته قريبا في قيادة العالم الجديد”، أحببت هذا الحماس منه خاصة وأنه يتكلم من منطلق علمي وبحثي وقناعة يملكها نابعة من تجاربه في هذا المجال.

أنعم الله على دول الخليج العربي بالثروات النفطية التي أسهمت بتطور الصناعات حول العالم، كما وأسهمت برفع مستوى حياتنا وأصبح التعليم حقا للجميع ووصلنا إلى الذروة وحان الوقت كي نقطف ثمار استثمارنا بالعنصر البشري، واليوم الشواهد تؤكد بأننا نملك من المبدعين والموهوبين العدد الكبير، لكن السؤال المهم كيف لنا معرفتهم ومن ثم تشجيعهم للمبادرة والإنجاز؟

للتوضيح أنا لا أتكلم عن المتفوقين بالدراسة بل أتكلم عن من يمتلك مهارات عقلية غير مكتشفه وصعب تمييزها عن طريق مناهجنا التقليدية، وكم هي خسارتنا فقد يكون منهم شخص حولنا أو حتى من أقاربنا لكن للأسف لم نكتشف قدراتهم وقد تكون أنت منهم ولكن لم تتح لك الفرصة، تصوروا معي حجم الفائدة على مستوى الفرد والمجتمع والبلد لو اكتشفنا هؤلاء المبدعين منذ الصغر وسخرنا الأنظمة والمناهج لرعايتهم وتطويرهم والاستثمار بهم للإبداع والابتكار فمن المؤكد بأنهم سيغيرون خريطة العالم المتقدم، والتاريخ يشهد أثر العلماء العرب والمسلمين على العالم حتى ان بعض ابتكاراتهم ما زالت تتطور فالخوارزميات مثلا الى يومنا تفتح أبواب التكنولوجيا بفضل الخوارزمي وغيره من العلماء الذين وضعوا أساس العلم الحديث، وتحولت بعدها الموجة الى الغرب الذي برز منهم من علماء ووصلنا اليوم إلى أثر ما فعله ستيف جوبز بتحويلنا الى الهاتف الذكي وبيل غيتس الذي فتح النافذه الرقمية وأيون ماسك الذي حول العالم الى السيارات الكهربائية والتقنية‏ العصبية وغيرهم تغلغلوا بحياة الفرد والشركات والدول، والمستقبل القريب سيتأثر بعباقرة قادمون ونراهن بأن يكونوا من جلدتنا.

نأخذ نفسا عميقا،،،

لتحقيق هذا الطموح نحتاج جهودا جبارة وسوف ألخص ما أراه في عناصر أربعة:

1.   إيمان القادة بأن شبابنا هم الثروة الحقيقية والإيعاز للجهات المتخصصة للعمل على اكتشافهم.

2.   إسناد المسؤولية إلى هيئة متخصصة تتبنى آلية معتمدة لاكتشافهم.

4.   إشراك المؤسسات العلمية والبحثية في رعايتهم وتطويرهم.

5.   العمل على صناعة بيئة إبداعية في المراحل التعليمية والعملية.

طموح لا يخلو من التحديات فنمط الفكر التقليدي يجب أن يتطور في ضوء المعطيات التي أهلت الأجيال الخليجية للتعاطي مع العلم والبحث والتقنية‏ والابتكار وكل ما ينقصهم هو ثقة الناس وفتح أبواب الفرص لهم كي يثبتوا لنا بأنهم الثروة الحقيقية لدول الخليج.

إغلاق
إغلاق