مقالات وكتاب
بيت “آخر” العمر…
بقلم: م. مهدي الدخيل
بعد اول ليلة قضاها في “بيت العمر”، جلس أيوب كالديك المبلول منتوف الريش وقد شاب ما تبقى من شعر رأسه.. بيده استكانة الشاي.. يجول بنظرة الى ما حوله من كنبة هنا وكرسي هناك ولمبة متدلية من السقف واوراق صحف تغطي الشبابيك.. وعاد به شريط الذكريات ليتذكر جريه مسرعا بعد توثيق عقد زواجه “قبل عشرين عاما” الى وزارة الاسكان لطلب “عش الزوجية” وسعادته الغامرة باستلام كرت التسجيل لينضم الى قائمة المنتظرين.. تذكر أيوب ما عانى في تنقلاته من شقة الى شقة ومن منطقة الى منطقة.. وشعوره الغريب يوم انجبت له ابنته الكبرى حفيده الأول وقد اصبح جد وهو مازال ينتظر عِش الزوجية!!
عاد أيوب الى واقع حاله المؤلم مستذكرا ما آل اليه من وضع اقتصادي صعب، فأمامه نحو خمسة عشر سنة لسداد الديون والقروض التي تكبّدها مرغما لتصليح وترميم وترقيع تشطيبات بيت العمر وعيوبه الانشائية والمعمارية.. وقد أصبح لا يقدر من معاشه على شيء.. فهز أيوب رأسه، وهو يرتشف الشاي الذي قد برد، متمتما بمرارة.. تبا لكم “بالانجليزي”!!