أخبارشؤون دولية
زيارة أمير الكويت للقاهرة.. رسائل قوية ودعم كبير لاقتصاد مصر
تأتي زيارة سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر اليوم، لتؤكد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وتُمثل دفعة قوية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصةً الاقتصادية.. كما أنها تحمل في طياتها رسائل قوية.
وبلا مبالغة أقول إن العلاقات المصرية الكويتية تعد نموذجاً فريدًا للأخوة والتضامن العربي، حيث تمتد جذورها إلى ما قبل عهد استقلال دولة الكويت عام 1961. وتتميز هذه العلاقات بخصوصية فريدة، نابعة من الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المشتركة بين الشعبين الشقيقين.
إذ يتجاوز الأمر حدود العلاقات الرسمية، فمصر والكويت تربطهما علاقات أخوية راسخة، وثقها التاريخ بأحرف من نور، عندما خرج الجيش الكويتي لأول مرة خارج أرضه للمشاركة في الدفاع عن أرض الكنانة في حرب 1967.
كما شارك لواء اليرموك، الذي كان يمثل ثلث الجيش الكويتي في ذلك الوقت، بكامل أسلحته وعتاده، ممّا يدل على عمق الروابط الأخوية بين البلدين.
وليس هناك أدل على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين من أنه قد ارتقى من الجيش الكويتي خلال حرب أكتوبر، 42 شهيدا على الجبهة المصرية وهم يدافعون عن سيناء.
ولا أحد ينسى دور مصر الواضح الذي إنحازت فيه إلى الحق، عندما شاركت في حرب تحرير الكويت، وأظهرت موقفا ثابتا وشجاعا لا مكان فيه للإمساك بالعصا من المنتصف، وهو الأمر الذي ينظر إليه كل كويتي بتقدير وإعزاز.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى للشيخ مشعل إلى مصر منذ توليه مسند الإمارة في ديسمبر الماضي، وتأتى مع بداية تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الولاية الرئاسية الثالثة.
كما أنها ثاني زيارة للأمير خارج حدود دول مجلس التعاون الخليجي، إذ قام سموه بزيارة المملكة الأردنية الهاشمية، وها نحن في القاهرة ما يعكس أهمية مصر لسموه وتقديره للشقيقة التي كانت ولا زالت دوما حاضرة في كل المواقف العربية والأحداث الكبرى.
وفي رأيي الشخصي، تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة على عدة مستويات، أولاً تعزيز العلاقات الثنائية: فمن المتوقع أن تُساهم الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والثقافية.
ثانياً، دعم الاقتصاد المصري: إذ تُعد الكويت من أهم الدول الداعمة للاقتصاد المصري، حيث تحتل مرتبة متقدمة جدًا من حيث الاستثمارات العربية المباشرة في مصر. ونأمل أن تُساهم هذه الزيارة في زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في مصر، وجذب المزيد من الاستثمارات الخليجية والعربية بشكل عام.
ثالثاً: تعزيز التعاون العربي: حيث تأتي هذه الزيارة في وقتٍ هامٍ تواجه فيه المنطقة العربية العديد من التحديات، مما يتطلب تعاوناً عربياً وثيقاً لمواجهتها. ونأمل أن تُساهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون العربي، وإيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها المنطقة.
وختاماً، فإن زيارة أمير الكويت إلى مصر تُعد حدثاً مهما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويساهم في تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصةً الاقتصادية، وكلي أمل أن تُثمر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية تصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
والله من وراء القصد
المصدر : خليجيون