مال وأعمال
إنتاج النفط الثقيل في الكويت بين الأكبر بالشرق الأوسط.. بـ 4 مليارات دولار
قالت شركة بتروفاك البريطانية للخدمات النفطية انها فازت في 2015 بعقد من شركة نفط الكويت يتعلق بالمرحلة الأولى من برنامج تطوير إنتاج النفط الثقيل من حقل فارس السفلي الواقع شمالي الكويت، وتقود بتروفاك تحالفا مع شركة المقاولين المتحدين من اجل تنفيذ المشروع الذي تتجاوز قيمته 4 مليارات دولار، وتبلغ حصتها منها أكثر من 3 مليارات دولار. ويغطي نطاق العمل بناء مرافق جديدة وصيانة المرافق القائمة، بالإضافة الى تنفيذ مهام الهندسة والتوريد والبناء والتشغيل المسبق وبدء التشغيل الفعلي وأعمال الصيانة لوحدة المعالجة المركزية الرئيسية والبنية التحتية المرتبطة بها، ويشمل ذلك بناء خط أنابيب بطول 162 كم إلى مزرعة الصهاريج في الأحمدي، ويتضمن المشروع تشييد مجمع لدعم الإنتاج وفقا لنظام الهندسة والتوريد والبناء EPC.
حقل فارس السفلي
وقالت الشركة إن مشروع تطوير إنتاج النفط الثقيل في حقل فارس السفلي، يعتبر واحدا من أكبر مشاريع إنتاج النفط في الشرق الأوسط، حيث تستعرض بتروفاك ما تنطوي عليه عملية استخراج النفط الثقيل من تعقيدات، وأضافت ان وحدة المعالجة المركزية التي شيدتها قبل خمس سنوات تنتشر على مساحة تبلغ حوالي 7 كيلومترات مربعة ـ او ما يقرب من حجم جبل طارق. ويعتبر مشروع حقل فارس السفلي الأول من نوعه في الكويت، وثمة تقديرات بأن حقل نفط الرتقة يحتوي على كميات هائلة من النفط الثقيل، ومع ان استخراج هذا النوع من النفط قد يكون أكثر استهلاكا للوقت والمال من النفط الخفيف بسبب لزوجته، إلا ان الإمكانات التي ينطوي عليها هائلة. وهناك شبكة من عدة خطوط رئيسية، حيث تتصل وحدة المعالجة المركزية بمواقع الآبار في الحقل على بعد حوالي 7 كيلومترات عبر هذه الخطوط الرئيسية، وبموجب نظام ثنائي الاتجاه، تحمل بعض الخطوط البخار الذي تم توليده في وحدة المعالجة المركزية إلى الآبار، بينما ينقل البعض الآخر من هذه الخطوط النفط الخام من الآبار لتنظيفه ومعالجته في الوحدة. ومع المعلوم ان النفط الثقيل كثيف بشكل استثنائي، ما يعني أنه لن يتدفق تلقائيا، بل لا بد من حقنه بالبخار حتى يتم ضخه خارج الآبار.
وهناك 930 بئرا في الحقل البالغة مساحته 45 كيلومترا مربعا تنقسم الى منطقتين تضم كل منهما كتلة من الآبار. تعمل هاتان الكتلتان من الآبار أساسا كنقطة لتوزيع البخار المتدفق والتجميع الأولي للنفط، علاوة على ان العمل في الآبار الفيروزية العديدة بالغ الصعوبة.
وتقع الآبار في تسلسل معين داخل منطقة مخصصة من المكمن النفطي، ويشار إلى هذا التجمع باسم «النمط». ويحتوي كل نمط على 36 أو 42 بئرا. حيث تتم عملية الفصل الأولى للنفط عن الماء في هذه المرحلة قبل ضخ النفط الى وحدة المعالجة المركزية. ويستخدم الغاز من الآبار أيضا لتشغيل مولدات البخار في الوحدة.
صهاريج تخزين المياه
تعد إدارة جودة وكمية المياه إحدى السمات الرئيسية لإطار عمل وحدة المعالجة المركزية، ويتم الحصول على المياه لعمليات الحقول من محطة الصليبية على بعد 123 كم. ثم يمر عبر محطة معالجة يمكنها معالجة 1350 مترا مكعبا من الماء في الساعة والتي تستخدم مياه الغلايات في مولدات البخار. وربما تكون المولدات البخارية الشاهقة هي أكثر المعدات لفتا للانتباه في الموقع وهي مصنوعة من الفولاذ الكربوني وبطاقة بخار تبلغ 57 طنا في الساعة، وهي عنصر محوري تماما في المشروع، لأنها تولد البخار اللازم للحقن في الآبار وتقليل لزوجة النفط. وتتم إزالة الرمل والتخلص من اي مياه متبقية. ويضخ النفط المستخرج في أنابيب إلى جنوب الكويت ليتم شحنه للدول المستوردة، لذا فهذه مرحلة حاسمة لتجنب أي تآكل في خط الأنابيب هذا. وفي الوقت نفسه، تتم إعادة ضخ المياه التي تحمل آثارا هيدروكربونية في آبار مخصصة للتخلص منها في الصحراء، بينما يتم التخلص من الرمال في منطقة محددة. وسيتم في المستقبل إنشاء محطة إضافية لمعالجة وإعادة تدوير هذه المياه لأغراض توليد البخار.
وقالت الشركة إن كل واحد من صهاريج التخزين يتسع لنحو 60 ألف برميل من النفط. وبمجرد تنظيفه، يصار الى تخزين النفط في خزانات التصدير هذه الى ان ينقل إلى مزرعة صهاريج أخرى في جنوب الكويت.
وأخيرا قالت بتروفاك انه يتم نقل النفط الخام الثقيل من وحدة المعالجة المركزية إلى مزرعة صهاريج على بعد 162 كم في الأحمدي، بحيث يمكن شحن النفط من الموانئ القريبة. وإنها قامت بتحديث التكنولوجيا والمعدات في مركز التحكم في النفط الخام في الجنوب.
كما يتحكم هذا المركز في مزيج النفط الثقيل من حقل الرتقة في الشمال مع خامات أخف من الجنوب باستخدام حزمة مزج تقدمها بتروفاك، ونقلت الشركة مرافق التحكم الحالية لعمليات الكويت بأكملها إلى هذا المبنى الجديد، باستخدام أحدث عمليات Orion ووحدات التحكم والمراقبة لتحسين فعالية العمليات.
المصدر: الأنباء الكويتية