مقالات وكتاب
تجسس في بلادي
بقلم: السفير جمال النصافي
قرار الوزير الشعلة بإيقاف أي مناقصة تمس الحريات وتتعارض مع المفاهيم والثوابت التي كفلها الدستور أمر مستحق، وإيضاً إنبراء النائبة جنان بوشهري في الدفاع عن الحريات وحرصها على الذود عنها بتخوفها من المناقصة التي أشارت لها باحتوائها على بعض البنود التي تقيد الحريات وتتعارض مع ثوابت الدستور أمر مستوجب لتبر بقسمها وهو دور كل مشرع اختاره الشعب لتمثيله في مجلس الأمة.
الشعلة قريبي وجنان أخت عزيزة وكلاهما تعامل مع هذه المسألة بروح المسؤولية وما جبلوا عليه من قيم وثوابت وهذا ماننتظره من الجميع، وليس فقط من الشعلة وجنان!!
“التجسس” وسيله تلجأ لها جميع دول العالم بل حتى الأفراد العاديين، وهي وسيلة قذرة بدون أدنى شك من مفهوم أخلاقي، إلا أنها تكون ضرورية للدفاع عن الأمن الوطني وأي مخاطر تهدد كيان الدولة وإستقرارها، إلا أن هناك جهات وأنظمة تستمرئ “التجسس”وتتلذذ لقمع وكبت الحريات والتفرد بالحكم بالقوة بحجة الأمن الوطني، وتستغل الأفراد والأسر لتهديدهم واستغلالهم وتدمير مستقبلهم وحياتهم تميزت بها عدة أنظمة كستالين في الاتحاد السوفيتي وصدام حسين في العراق والقذافي في ليبيا وغيرهم!!
وللأسف كل هؤلاء كان مصيرهم تدمير شعوبهم وبلدانهم وأنفسهم، ولم تساعدهم هذه الأساليب على الحفاظ على أمنهم الوطني، بل دمرته!!
وهناك دول متقدمة معروفة بالديمقراطية والذود عن الحريات حرصت أيضاً أن تنتهج التجسس في إطار محدد لها، دون الخروج عن الخطوط الحمراء، و إلا ستكون الأمور وخيمة عليها متى ما انكشف أمره اي تجاوز، وأصبحت كفضيحة “ووترغيت” في أميركا وغيرها.