تشهد دول عربية من ضمنها الكويت، في الأيام المقبلة، موجة حر غير مسبوقة، إذ ترتفع درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية وهو ما يعرف بظاهرة «القبة الحرارية».
وقد تستمر هذه القبة الحرارية لأيام أو أسابيع، وقد تؤثر على صحة الانسان وعلى المحاصيل والغذاء أو تسبب حرائق في مناطق الأشجار حيث نصح خبراء الطقس بتجنب الأنشطة الخارجية خلال فترات النهار، والحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كثير من السوائل.
وأرجع الخبراء هذا الارتفاع في درجات الحرارة إلى تعزيز الكتل الهوائية الحارة في طبقات الجو العليا، والتي تنتج عن كتل هوائية حارة ناشئة عن تراكم الاحتباس الحراري، وهو ما يتزامن مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن العالم بأسره يشهد أعلى درجات حرارة في تاريخه، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط». وقال خبير الارصاد الجوية عيسى رمضان، إن «ارتفاع درجات الحرارة خلال العام الماضي كان ملحوظا».
وأوضح لوكالة «فرانس برس»: «يتوقع أنه اعتبارا من منتصف الشهر حتى 24 أغسطس، سيكون هناك ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة التي قد تتعدى 50 درجة مئوية في الظل».
وفي تصريح لـ«النهار» قال رمضان، ان اليوم يبدأ موسم الجوزاء الثانية من فصل الصيف وفيه الايام حارة جدا وهو ما نسميه «جمرة القيظ». واوضح، ان القبة الحرارية مصطلح لتكون مرتفع جوي في طبقات الجو العليا مما يجعل المنطقة تتأثر بثبات الحرارة وارتفاعها على منطقة الشرق الاوسط والكويت، كذلك وجود المنخفض الموسمي الهندي الذي يحرك الكتل الهوائية السطحية الحارة من جنوب الجزيرة العربية شمالا، فهذان العاملين من اهم العوامل المسببة لارتفاع درجات الحرارة اكثر.
وتابع: «كما ان الرياح الهابطة الحارة والجافة تؤدي الى زيادة ارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن ان النهار يكون طويلا وتكون اشعة الشمس شبه العمودية وكل هذه العوامل ترفع من درجات الحرارة». وأكد ان الفترة المقبلة الاشد حرارة ارتفاعا في الكويت والمنطقة الى ايام تكون قبل ظهور نجم سهيل في 24 شهر اغسطس المقبل.
وبحسب منصة «طقس العرب»، فإن الخرائط الجوية تشير إلى أن الكتلة الحارة ستؤثر على دول عربية، وهي: مصر والعراق والسعودية والكويت وسورية ولبنان والأردن وفلسطين، بدءًا من هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تتحول الأجواء إلى الحارة في تلك الدول، وتصبح شديدة الحرارة حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى نحو 50 درجة مئوية.
وتنجم ظاهرة «القبة الحرارية»، عن تمركز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية، الذي يسبب بدوره هبوط الهواء أسفله، ولذلك لا يمكن للحرارة الناجمة عن التسخين النهاري الصعود إلى الأعلى، ويمنع من ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي، ما يجعلها حبيسة الطبقات السفلية ضمن إطار هذه القبة الحرارية.
ويشار إلى أن «القبة الحرارية» ليست مصطلحا علميا قياسيا، ولكنها تصف بفاعلية أنظمة الضغط الجوي المرتفعة القمعية، التي تتسبب في دفع الهواء الدافئ إلى السطح وإبقائه هناك لفترات طويلة من الزمن ويكون من يعيش تحتها كأنه في فرن.
وتحتجز القبة الحرارية الهواء العالي الضغط في مكان واحد، مثل «غطاء القدر»، وتؤدي هذه المساحات الكبيرة من الهواء الساخن إلى مزيج من درجات الحرارة الشديدة، وحرائق الغابات المدمرة، وظروف الجفاف.
المصدر: جريدة النهار