سياسة دولية
الخالد: نحتاج إطاراً مؤسسياً لتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية

ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الجلسة الأولى التي جمعت بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية تحت بند (التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلم والأمن الدوليين) وذلك ضمن فعاليات وأنشطة رئاسة الكويت لمجلس الأمن الدولي للشهر الجاري حيث شارك كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في هذه الجلسة.
هذا، وقد أصدرت الكويت في هذا الإطار بيانا رئاسيا يشدد على أهمية تعزيز أوجه التعاون والعمل المشترك بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وجعلها أكثر فاعلية وشمولية من خلال اتخاذ خطوات أكثر تقدما لتطوير هذه العلاقة وفق إطار مؤسسي تشاوري متكامل يهدف إلى تحقيق الغايات والأهداف المشتركة تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين. وقد ألقى الخالد كلمة خلال الجلسة قال فيها: أود بداية أن أغتنم هذه المناسبة لأرحب بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لمشاركتهما معنا في الجلسة، مثمنا إحاطتاهما المهمة والقيمة وتأكيدهما على أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
إن الهدف من دعوة الكويت لعقد اجتماعنا هذا وكما أوضحنا في الورقة المفاهيمية التي وزعت عليكم، يأتي ترسيخا للمبدأ الهام الذي وضع أسسه ميثاق الأمم المتحدة في فصله الثامن والذي يشجع التنظيمات الإقليمية على معالجة الأمور والأزمات الإقليمية، طالما اتسقت مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مع اللجوء إلى مجلس الأمن لإيجاد الحلول الكفيلة لحل النزاعات وصيانة السلم والأمن الدوليين، كما تطلب الفقرة الثالثة من المادة الثانية والخمسين من الميثاق من مجلس الأمن وأقتبس «التشجيع على الاستكثار من الحل السلمي لهذه المنازعات المحلية عن طريق هذه التنظيمات الإقليمية أو بواسطة تلك الوكالات الإقليمية» (انتهى الاقتباس).
ورحب الخالد بقرب افتتاح مكتب الارتباط للأمم المتحدة لدى جامعة الدول العربية وذلك تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في البروتوكول المعدل المذكور سالفا وقرار الجمعية العامة 267 الذي اعتمد في الدورة الحالية الـ 73 والذي يؤكد على أن فتح المكتب سالف الذكر سيزيد من فاعلية التعاون بين أمانتي المنظمتين، كما يقر بأهمية وضرورة مواصلة تعزيز التعاون بينهما سعيا لتحقيق الغايات والأهداف المشتركة، فالرغبة الصادقة متبادلة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية للنهوض بالتعاون والشراكة بين المنظمتين، وأن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في أعمال اجتماعات جامعة الدول العربية على مستوى القمة ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية في أعمال الجزء رفيع المستوى للدورات العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة بصورة متواصلة، تعد أبلغ دليل على حرص الجانبين على مواصلة تعزيز التعاون بين المنظمتين.
وقال الخالد: إن تعزيز التعاون بين المنظمتين والنهوض بهما يتطلب وجود إطار مؤسسي يؤطر هذه العلاقة ويمنحها القاعدة والمرجعية القانونية، وقد بذلت الكويت جهودا من أجل التوصل إلى إطار مؤسسي قانوني يمهد الطريق لمرحلة تعاون جديدة بينهما ويحدونا الأمل أن يتحقق قبل انتهاء عضويتنا في مجلس الأمن، لافتا إلى أن التطورات في المنطقة تؤكد مرة أخرى على ضرورة احترام المبادئ الأساسية المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة ويأتي على رأسها احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ويتطلب منا تقديم المزيد من التعاون وتوسيع آفاقه والعمل على تقريب واختصار المسافة بين ما تتخذه المنظمات الإقليمية ومجلس الأمن من قرارات والعمل على تنفيذها ونحن على يقين بأن جامعة الدول العربية بإمكانها أن تساهم بشكل إيجابي في دعم جهود الأمم المتحدة في التغلب على التحديات التي تواجه دول المنطقة.
هذا وقد ضم وفد الكويت المشارك في أعمال الجلسة مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ومندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة سعادة السفير منصور عياد العتيبي ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية سعادة الوزير المفوض ناصر عبدالله الهين وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
(الأنباء)