محليات

مدير (الدبلوماسي) الكويتي: القيم الراقية وتنفيذ سياسة الكويت بأفضل صورة أساس عملنا

(كونا) — قال مدير معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي السفير عبدالعزيز الشارخ إن الأهداف الأساسية التي يسعى المعهد إلى ترسيخها لدى الدبلوماسي الكويتي تتمثل في قيم العمل الراقية وإظهار الولاء المطلق للسياسة الخارجية لدولة الكويت.
وأضاف الشارخ اليوم الأحد بمناسبة تخريج المعهد الدفعة الخامسة من متدربيه واستقباله الدفعة السادسة من المتدربين الجدد أن المعهد يسعى إلى ترسيخ أمرين أساسيين لدى الدبلوماسي الكويتي الأول قيم العمل الممثلة في الأخلاق والحرص على تطوير الذات والانضباط.
وأوضح في هذا الشأن “أننا نبدأ أولا تعليم الدبلوماسي في بداية الدورة التدريبية من خلال الخبراء والمتخصصين بالجوانب السلوكية والشرعية والقانونية والتطبيقية الذين يستقدمهم المعهد لتقديم دورة متخصصة بهذا الشأن”.
وذكر أن الهدف الأساسي الثاني هو الإيضاح للدبلوماسيين الجدد بأن “الدبلوماسي الناجح هو الذي يعمل على تنفيذ السياسة الخارجية المعلنة لبلده بأفضل صورة ممكنة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدبلوماسي منفذ وليس صانعا للسياسة الدبلوماسية لبلده”.
ولفت إلى أن السياسة الخارجية بحسب الأطر الدستورية والأعراف في الكويت هي مهمة مناطة بصاحب السمو أمير البلاد ومجلس الوزراء ووزير الخارجية مبينا أن الدبلوماسي الكويتي لابد أن يملك أيضا وفاء لوزارة الخارجية لاسيما أنها تحتضن الدبلوماسي كبيته الثاني فطبيعة العمل متواصلة طوال اليوم بالنسبة له.
وقال إن “سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه حين استقبل مجلس إدارة المعهد برئاسة الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية رئيس مجلس إدارة المعهد في إحدى المناسبات لخص سموه تجربته العريقة الدبلوماسية كما عرفها بأنها تتمحور حول ثلاثة أمور أولها الأخلاق وثانيا الثقافة وثالثا النشاط بمعنى أن العناصر الثلاثة هذه تتفاعل لتنتج دبلوماسيا متميزا وقد لخص سموه بهذه العناصر البرنامج التدريبي الذي يعطى في المعهد.
وأفاد الشارخ بأن الدولة توسعت في افتتاح البعثات الدبلوماسية في مختلف الدول ووصل عددها إلى 104 بعثات مما يزيد الحاجة إلى موظفين جدد معدين جيدا للاعتماد عليهم في مهامهم مبينا أن عدد البعثات كان 65 بعثة دبلوماسية في فترة الغزو العراقي.
وأشار إلى أنه عقب تخرج الدفعة الخامسة من متدربي المعهد الدبلوماسي أخيرا وصلت نسبة خريجي المعهد إلى 40 في المئة من عدد دبلوماسيي البلاد “ونأمل أن تزيد هذه النسبة في المستقبل القريب ليظل هذا المعهد منارة علم وثقافة والتدريب الراقي المحترف لأبنائنا وبناتنا الدبلوماسيين”.
وعن طريقة القبول في وزارة الخارجية أوضح أنها تكون عبر التقدم للامتحان التحريري إذا ما انطبقت على المتقدم الشروط المطلوبة المحددة في إعلان التوظيف مبينا أن وزارة الخارجية ربما هي الجهة الوحيدة التي تعلن عن مواد الامتحان في إعلان التوظيف.
ولفت إلى انعدام التمييز بين الذكور والإناث في هذا الجانب حيث إن الوزارة تعلن عن رغبتها في توظيف عدد من الملحقين الدبلوماسيين من الجنسين وبهذا تكون (الخارجية) منسجمة تماما مع مقاييس المساواة والعدالة التي كفلها دستور الكويت.
وبين أن الامتحان التحريري يعقبه امتحان آخر شفوي وعدد من المقابلات ثم يرسل المتقدم إذا ما نجح في هذه الاختبارات إلى المعهد الدبلوماسي للالتحاق ببرنامج تدريبي يتواصل عاما كاملا ويغطي ما لا يقل عن 18 مهارة ويستوجب وفقا للقانون النجاح في هذه الدورة بمعدل (جيد جدا) فما فوق وهو ما طبق تماما على خريجي الدفعة الخامسة للمعهد.
وذكر الشارخ أن “البرنامج التدريبي الذي تبناه المعهد كويتي بنسبة 100 في المئة وصحيح أن بعض المواد التي ندرسها في البرنامج تدرس في بعض المعاهد الأخرى وهو محض صدفة فنحن لم نقصد أن نقلدهم أو نتجنبهم بل صممنا البرنامج للدبلوماسيين الكويتيين والذي تبلور ب 18 مهارة تنفذ في البرنامج”.
وذكر أن هذه المهارات التي تعد كل منها دورة في البرنامج التدريبي تتمثل في ترسيخ قيم العمل والثقافة الاقتصادية والثقافة الأمنية للدبلوماسيين وسياسة الكويت الخارجية والتنظيم الهيكلي للدولة وطريقة عمله في إطار الدستور وأساسيات القانون الدولي وتاريخ العلاقات الدولية.
وأشار إلى بعض هذه المهارات التي تعطى للادارة مثل آلية العمل في إدارات الوزارة وعلاقاتها ببعثاتها في الخارج والسفارات الأجنبية في الكويت والمعلومات الأساسية عن الكويت ومحاضرات عملية للدبلوماسيين الكويتيين العاملين في الخارج والسفراء السابقين واللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وفقا لحاجة المتدربين.
وقال الشارخ إن بقية المهارات التي تعطى للمتدربين تتلخص في الثقافة الإعلامية للدبلوماسيين واللباقة (الاتيكيت) والبروتوكول وإعداد وكتابة التقارير السياسية ومهارات اللغة العربية للدبلوماسيين وفن التفاوض والإقناع وفن الإدارة والقيادة والتفكير الاستراتيجي ومهارات الخطابة والعرض والتقديم علاوة على حضور المحاضرات والندوات العامة التي يقيمها المعهد وزيارات ميدانية للمؤسسات الوطنية.
وأفاد بأنه بعدما يتخرج متدربو ومتدربات المعهد يؤدون القسم الدبلوماسي المحدد في قانون السلكين الدبلوماسي والقنصلي أمام وزير الخارجية وهو ما فعله خريجو المعهد أمام الشيخ صباح الخالد يوم الأحد الماضي.
وأشار إلى أن من بين الزيارات الميدانية “المفيدة جدا للمتدربين كان لقاؤنا الماضي برئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم الذي كان كريما جدا في طرحه مع متدربي المعهد”.
وأكد أن البرلمان الكويتي مستمر في دوره الدبلوماسي الشعبي الداعم للسياسة الخارجية للبلاد مشيدا بالدور النشيط الذي يضطلع به رئيس مجلس الأمة على المستوى الخارجي.
وحول فكرة إنشاء المعهد قال الشارخ إن الفكرة كانت تراود أذهان المسؤولين وعلى رأسهم سمو أمير البلاد حفظه الله عندما كان يتولى حقيبة وزارة الخارجية لكنها انتقلت إلى حيز التنفيذ في عهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.
ولفت الشارخ إلى أنه بعد انتهاء مهمة عمله في الخارج سفيرا للكويت في الاتحاد الأوروبي ومملكة بلجيكا وضابط الاتصال بين الكويت وحلف (الناتو) كلفه الشيخ محمد الصباح بالعمل على إنشاء معهد دبلوماسي وإدارته “لعلمه بمدى حرصي وحثي الوزارة على الاهتمام بموضوع تدريب الدبلوماسيين”.
وأشار إلى أنه استعدادا لمهمة إنشاء المعهد قام بزيارة 14 معهدا مماثلا في مختلف مناطق العالم “لئلا نبدأ من الصفر بل تكون لدينا حصيلة ثرية من المعلومات والانطباعات حول كيفية هيكلة المعاهد الدبلوماسية حول العالم مع مراعاة ظروف الكويت وطبيعتها”.

وذكر الشارخ أن وزير الخارجية ونائبه ومسؤولي الوزارة كافة كانوا على قناعة بضرورة أن يكون البرنامج التدريبي متعلقا باحتياجات الدبلوماسي الكويتي مبينا أن مسؤولي الوزارة بعد تعاملهم مع أجيال من الدبلوماسيين الكويتيين عرفوا مكامن القصور والاحتياجات التدريبية المطلوبة له لذلك وضع البرنامج وفقا لهذا الأساس.
وشدد على سعي المعهد الدائم إلى تطوير تدريب الدبلوماسيين فبعد كل دورة تدريبية يطلب من المتدربين تقييم البرنامج التدريبي إضافة إلى استطلاع آراء ضيوف المعهد ممن لهم خبرة في هذا المجال بعد اطلاعهم على البرنامج التدريبي وبينهم بعض أساتذة جامعة هارفارد العريقة الذين أكدوا لنا تناسب البرنامج مع الأهداف التي وضعها المعهد للدبلوماسيين الكويتيين.
وفيما يتعلق بالأنشطة والندوات التي ينظمها المعهد أوضح أن المعهد يقيم ندوات متخصصة بناء على طلبات بعض الجهات ومن أبرزها طلبات حلف (الناتو) عن طريق جهاز الأمن الوطني الكويتي بتنظيم ندوة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في الكويت وأحيانا أخرى حول الأوضاع بالمنطقة والدليل على استفادتهم هو تكرارهم للطلب بحضور مكثف من ضباط الحلف وصل عددهم في الندوة الاخيرة الى 110 ضباط.
وبين أن إحدى الدورات التدريبية “الشيقة” التي قدمها المعهد هي دورة لتعليم اللغة العربية لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى البلاد وزوجاتهم لمدة ثلاثة أشهر.
وبين الشارخ أن بعض هؤلاء الدبلوماسيين “عبروا عن سعادتهم بهذه الدورة قائلين على سبيل الملاطفة إن الكويت هي الدولة الوحيدة التي تدرس لغتها الوطنية للاجانب على حسابها الخاص”.
وأفاد بأن المعهد أقام دورتين لتعليم اللغة العربية ويعتزم افتتاح الدورة الثالثة بناء على رغبة رؤساء البعثات الدبلوماسية ويرتكز التعليم في هذه الدورة على اللغة العربية المنطوقة ليستطيع الدبلوماسي الأجنبي أن يتدبر أموره في البلاد بما فيها بعض العبارات باللهجة الكويتية أما من يريد أن يستزيد ويتعلم اللغة العربية بأصولها وقواعدها فيمكن أن نرتب له هذا التعليم بالترتيب مع الجهات المعنية في جامعة الكويت.
وأشار إلى أنه من بين الأنشطة التي ينظمها المعهد اقامة ندوات منها ندوة قيمة ومفيدة جدا تحت عنوان “الولايات المتحدة وشرق أوسط متغير” بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن الأمريكية التي تملك فيها الكويت كرسيا تموله في وحدة الدراسات الاستراتيجية الخليجية التابع للجامعة التي يرأسها سفير الولايات المتحدة الاسبق لدى البلاد ادوارد غنيم.
وذكر أن الشيخ صباح الخالد قام بدعوة عدد من زملائه وزراء الخارجية السابقين لإلقاء ندوات في المعهد ومنهم على سبيل المثال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي ووزير الخارجية التونسي السابق وأمين عام الاتحاد المغاربي حاليا الطيب البكوش ووكيل وزارة الخارجية الامريكية السابق وكان آخرها ندوة لرئيس وزراء إيطاليا السابق انريكو ليتا.
وأكد الحرص على إرفاق البرنامج الأكاديمي والتعليمي للمعهد الخبرات العملية عبر استقدام السفراء الكويتيين المتقاعدين أو الذين ما زالوا على رأس عملهم لإلقاء المحاضرات في المعهد وحتى الاتيان بدبلوماسيين ليسوا من رتب كبيرة حتى يتكون لدى الدبلوماسي المتدرب فكرة شاملة عن مختلف مراحل عمل الدبلوماسي.
وقال الشارخ إن المعهد يتعاون مع عدد من الجهات الحكومية منها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عبر مشاركتها في عدد من الندوات وجزء من تمويل المعهد علاوة على ما توفره المؤسسة من برامج تدريبية راقية لكبار المسؤولين في جامعة هارفرد بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي.
وأثنى على التعاون الذي يربط المعهد بجامعة الكويت معربا عن الشكر والامتنان للعميدين المتعاقبين لكلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدكتور عبدالرضا أسيري والدكتور حمود القشعان إضافة الى بعض اساتذة الجامعة الاعضاء في مجلس ادارة المعهد ومنهم على سبيل المثال الدكتور راشد العجمي والدكتور جاسم خلف والدكتور أسيري.
وأشار في السياق ذاته إلى أن وجود بعض أساتذة الجامعة في مجلس الادارة يتيح لهم فرصة الاطلاع المباشر على جميع برامج وأنشطة المعهد مفيدا بأن مجلس الإدارة يرأسه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ونائبه في الوزارة وفي رئاسة مجلس إدارة المعهد خالد سليمان الجارالله وبصفتي مديرا للمعهد موجود في مجلس إدارته.
وقال الشارخ إن المعهد يتعاون مع بعض المعاهد ذات الطبيعة المماثلة في تبادل المحاضرين بمناسبات مختلفة ومنهم معهد الدراسات المصرفية مبينا أن المعهد وقع مذكرات تفاهم للتعاون مع المعاهد المماثلة في دول شقيقة وصديقة وصل عددها إلى حوالي 16 مذكرة.
ولفت إلى حرص الشيخ صباح الخالد على تفعيل هذه الاتفاقيات في اطار تطوير العلاقات مع هذه الدول “ومن صور تفعيل هذا التعاون تبادل المحاضرين مع هذه المعاهد حيث طلب عدد من هذه المعاهد عددا من الاساتذة للسفر وتقديم محاضرات لديهم باسم المعهد الدبلوماسي الكويتي”.
وأعرب عن الفخر والاعتزاز بالكفاءات الوطنية المتميزة العاملة في المعهد من محاضرين ومدربي المعهد الذين يشكلون أغلبية لدينا علما أننا نستهدف الكفاءة والجودة وليس الجنسية”.
وكان معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي قد نظم برعاية وحضور سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفل تخريج الدفعة الخامسة لمتدربي المعهد في 16 فبراير الجاري.
ووفقا لنص المادة الثانية من مرسوم انشاء المعهد فإنه يتولى تلبية احتياجات وزارة الخارجية في مجال تأهيل وتدريب أعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي ويجري البحوث وينظم الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية ويقدم الاستشارات ذات الصلة بمهام المعهد.
ونصت المادة الثالثة منه على أن “يكون للمعهد مجلس إدارة برئاسة وزير الخارجية ووكيل وزارة الخارجية نائبا للرئيس وعضوية المدير العام للمعهد وستة أعضاء يختارهم الوزير ممن لهم علاقة بالعمل في وزارة الخارجية وغيرهم من ذوي الخبرة والاختصاص والشخصيات العامة ويحل نائب الرئيس محل الرئيس عند غيابه”.

إغلاق
إغلاق