مقالات وكتاب
قضية البدون والغزو المجنون

الأديب والشاعر اللبناني الراحل جبران خليل جبران له عبارة تقول
( الحقيقة كالنجوم ﻻتبدو إﻻ من وراء ظلمة الليل ) وﻻشك ان ظلمة الغزو البربري المجنون ﻻنه ﻻيمكن ان يفكر في القيام به اﻻ طاغية متهور مجنون وهذه الصفات تنطبق علي المقبور صدام تبدو من وراء ظلمة الغزو حقيقة ساطعة كما تسطع في الليل النجوم وهي ان كارثة الغزو كانت فرصة ذهبية لبناء كويت جديدة وحل جميع القضايا العالقة والمزمنة في ذلك الوقت بضربة واحدة او كما يقولون يصيد عدة عصافير بحجر واحد ولكن هذه الفرصة للاسف ضاعت بل ان اﻻوضاع بعد الغزو ازدادت سوءا وتدهورت الخدمات الصحية والتعليمية وزاد معدل الجريمة وبرزت ظاهرة اﻻزدحام المروري وكل هذه القضايا تسبب فبها حفنة من المواطنين الذين استغلوا الفوضي واﻻنفلات بعد التحرير وقاموا باستقدام الملايين من العمالة السائبة والتي غادرت اثناء ايام اﻻحتلال الي دولهم وسقطت اقامتهم القانونية ولكن تجار اﻻقامات اغرقوا البلد بهذه العمالة التي ضغطت علي كل الخدمات الحكومية مثل الصحة والتعليم وشبكة الطرق وكذلك اجارات السكن وعادت حليمة لسيرتها القديمة من أجل حفنة دنانير. اتذكر لقاء تلفزيوني للمغفور له الشيخ سعود الناصر رحمه الله وقد ارتبط اسمه بالغزو العراقي الغاشم وحرب تحرير الكويت حيث كان وقتها يعمل سفيرا للكويت في الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية وقد بذل جهود مضنيه طيلة فترة اﻻحتلال وهي سبعة شهور حتي تحررت الكويت في 1991/2/26 ويعتبر من أبطال التحرير وقد تم تعيينه وزيرا للاعلام في اول حكومة تشكلت بعد التحرير وقد كان ضمن ماقاله في اللقاء التلفزيوني انه كانت هناك فرصة لبناء كويت جديدة فقد تقدمت عدة شركات امريكية بعروض لإعادة اعمار الكويت في جميع المجاﻻت علي ان تكون تكاليف اعادة اﻻعمار مهما بلغت تدفع علي شكل اقساط لمدة عشرين عام وقد قدم المغفور له هذا العرض للحكومة الكويتية ولكنها رفضت ﻻنه هناك حفنة من المتنفذين وتجار الحروب يريدون ان يحتكروا كيكة اعادة اﻻعمال التي وصلت الي عشرات المليارات بينهم وكذلك يغرقون البلد بالعمالة السائبة وبهذا عادت الكويت أسوا مما كانت عليه قبل الغزو وحتي ﻻنهضم حق التجار الشرفاء نقول ان هؤﻻء ﻻيريدون جزاء وﻻ شكورا فهم قد فتحوا مخازنهم وصرفوا من اموالهم الخاصة علي الشعب الكويتي سواء داخل الكويت او خارجها والتاريخ يشهد علي ماقدموه من خدمات للكويت . هناك قضية مزمنة كان الغزو المجنون فرصة ذهبية لحلها بصوره جذرية وهي قضيه البدون ﻻن هذه الفئة قد انكشفت علي حقيقتها فمن تعاون مع الجيش العراقي وانضم للجيش الشعبي او تعامل مع الغزاه فهو اما قتل في حرب تحرير الكويت أو فر هاربا منها بعد التحرير ومن صمد في الكويت هو الذي شارك في مقاومة اﻻحتلال أو قدم خدمات للكويتيين الصامدين في الكويت وبذلك تكون الحكومة لديها معلومات مؤكدة عن انتماء ووﻻء هذه الفئة للكويت وﻻيخفي علي احد ان بعضهم قد استشهد دفاعا عن الكويت والجدير بالذكر ان عدد البدون كان قبل الغزو قد وصل إلي 200 الف شخص. اخر تصريح لرئيس الجهاز المركزي وقد كان قبل اشهر ان عدد المسحقين للجنسية الكويتية قد انخفض الي عشرة اﻻف ويمكن ينخفض هذا العدد في موسم التنزيلات في اخر السنة . ان هذه الفئة بعضهم كان من مؤسسي الجيش الكويتي في الخمسينيات من القرن الماضي وبعضهم كان من مؤسسي شركة نفط الكويت في اﻻحمدي وكلهم معروفون لدي الحكومة ولكن الحكومة تطبق اﻻغنية المشهورة للمطربة الراحله ام كلثوم ( حسيبك للزمن ﻻعتاب وﻻ شجن ) وﻻنقول للجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية والذي تسميته غير قانونية فكيف يسمح للمنتمين لفئة البدون باﻻقامة بصورة غير مشروعة عشرات السنين وعددهم في تزايد وليس هناك أي امل يلوح باﻻفق لحل هذه القضية المنسية ونذكرهم بالحديث الشريف ( الظلم ظلمات يوم القيامة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ) فاتقوا دعوة المظلوم واعطوا كل صاحب حق حقه وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا . احمد بودستور |
|
|