مجلس الأمة

الجيران: لا يوجد شعور لدى دوائر صنع القرار العربي والإسلامي لمعالجة أزمة الهوية لأجيال الشباب

6

قال النائب د.عبدالرحمن الجيران إن العديد من القضايا التي تثير الشباب وتحركهم لن تسير نحو الأفضل في القريب العاجل وهذه نتيجة طبيعية لغياب الهدف وفقدان الهوية وتهلهل برامج الأحزاب السياسية التي تعثرت وتميزت بالفوضى الـفكرية والاخلاقية خلال الـعقود الثلاثة الماضية وغدا نشاطها المبذول لا يعني أي شيء لأجيال الشباب بحيث تساوى الحراك وعـدمه فـي الـقيمة، مضيفا ان السـلوك السياسي اصبح روتينـا تقلـيديا لا يرجى من نتائجه أي فائدة تذكر وهذا بالتأكيد لا يؤدي بالشباب أو المجتمع الى أي تغيير أو اصلاح أو تطور فكري أو ثقافي أو حضاري.واضاف ان افلاس الأفكار السياسية مع تصارع الايديولوجيات الحائرة في العالم العربي والاسلامي أدى الى ظهور مصطلح «الشبيحة» وهو اتجاه قومي يميني متطرف قابله ظهور اتجاه معاكس يعرف الآن بمصطلح «داعش» وهو رجعي متشدد في كل من العراق ومصر وسورية وليبيا وغيرها، دون تحرك عربي جاد لصده.

وزاد: والقضية الأبرز إعلاميا وتربويا وفكريا هي: ما افضل السبل لمنع أجيال الشباب من الانزلاق في هوة التطرف والعنف؟ أو السقوط بدائرة الرذيلة والانحلال الأخلاقي والمخدرات؟

وقال: وفي تقديري المتواضع لا يبدو في المستقبل المنظور وجود أدنى شعور من دوائر صنع القرار في العالم العربي والاسلامي بأهمية معالجة أزمة الهوية لدى أجيال الشباب بل الملاحظ ترك الساحة للعابثين في كل اتجاه، وما يؤسف له عدم وجود تنسيق عربي وإسلامي جماعي لتوجيه الجهود نحو ابراز الهدف الأسمى لهذه الأمة العربية الاسلامية ذات الرسالة الخالدة التي طال تاريخها في البطولات والمآثر على الصعيد الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي والعسكري، ذلك الهدف هو الاستقامة على شريعة الله، قال تعالى: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير.. 112).

وأشار الجيران في ختام تصريحه الى اهم آثار فقدان الهدف والهوية لدى شباب المسلم اليوم وهي: عدم معرفة الأولويات والحياة بلانظام، وعدم المقدرة على تحديد المستقبل، وفقدان الاتزان والاضطراب، وانفصام الشخصية.

وزاد بأن العيش في ثقافة الآخرين سمه تميز بها أجيال الفضائيات وأبناء وسائل التواصل الاجتماعي في ظل غياب الثوابت المجتمعية واهتزاز مقومات الدولة الحديثة، وضعف الثقافة العامة.

وأضاف انه لن يجدي نفعا اتباع سياسة ترميم بقايا الأحزاب التي أصبحت كالرميم وما زالت تدير مصالحها مع الشركات العالمية العابرة للقارات وحكومات الظل واستمرار نهب ثروات ومقدرات دول الربيع العربي مع ترك الشعوب المستضعفة، والنازحين في العراء تضربها موجات الحر والبرد ويدميها الفقر والمرض والحرمان من التعلم، وسط تزايد أعداد اللاجئين من المسلمين الى بلاد أوروبا لتلتهمهم أمواج البحار العاتية.

إغلاق
إغلاق