أخبار

«بلومبيرغ»: ثروة الكويت الطائلة.. لم تصنع تقدماً

تحت عنوان «لا يمكن لأموال النفط الطائلة شراء التقدم للكويت»، أفردت وكالة بلومبيرغ تقريراً كبيراً عن البلاد تتحدث فيه عن تأخر الكويت في مجالات عدة والتركيز على «قضايا ثانوية» بدلاً من التركيز على الاقتصاد وعلى التنمية، فيما تتقدم دول خليجية مجاورة في هذين المجالين، مذكرة بأنه في حين تستخدم دول خليجية ثرواتها الطائلة من النفط والغاز لإحداث تغييرات اقتصادية جذرية، إلا أن هناك قلقاً من تراجع الكويت إلى الوراء في عدة مجالات.

وأشار تقرير بلومبيرغ إلى شوارع الكويت الممتلئة بالحفر رغم أنها واحدة من أغنى دول العالم، ونقلت الوكالة عن ناشطة كويتية أن بلادها تعاني من أزمات ذات أولوية مثل ضعف التعليم وضعف القطاع الطبي ومن غياب التنمية.

وزاد التقرير: في منطقة الخليج التي تمضي قدماً في كل المجالات بدءاً من استضافة الأحداث الرياضية العالمية وبناء مدن جديدة بالكامل في وسط الصحراء، تبرز الكويت أكثر فيما لا تفعله مقارنة بدول الخليج.

مصالح خاصة

ونقل التقرير عن خبراء وناشطين كويتيين إلقاء اللوم على السياسيين الذين يخدمون مصالحهم الخاصة، وأن مشكلة الكويت ليست مالية، بل على العكس، إذ تشكل الكويت موطناً لواحد من أغنى صناديق الثروة السيادية عالمياً، والكويت واحدة من أقل الدول مديونية في العالم، ويمتلك نظامها المصرفي القوي تاريخياً سيولة وفيرة.

ونقلت عن ريم العيدان التي تدير شركة استشارية لتدريب رائدات الأعمال القول: أننا نكافح لتأمين استثمارات لدعم المشاريع التي قد تساعد في بناء اقتصاد غير نفطي، وهو أمر ينظر إليه على أنه أمر مهم جداً في الخليج لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر الدخل من النفط فقط.

وأضافت: نشعر بالغيرة والإحباط من نجاح دول محيطة بنا، نحن بحاجة إلى فتح الباب أمام العولمة والاستثمار. وأن صبر كثير من الكويتيين بدأ ينفد من الأحوال في البلاد، وقد أخبرني العديد من الكويتيين من أنهم ينوون السفر إلى الخارج.

«كويت 2035».. مجرد إعلان!

قالت «بلومبيرغ» إنه بينما ضخت دول خليجية أخرى مليارات الدولارات لتطوير قطاعات غير نفطية، وأقرت قوانين لجذب الاستثمارات الأجنبية، ركزت الكويت على إجراءات حمائية، مشيرة إلى أن أقلية اقتصادية وشركات عدة فقط تفضل التنويع الاقتصادي في البلاد.

وأوضحت أن الكويت ابتعدت عن الإصلاحات لتنويع الاقتصاد ولم تتجاوز طموحها في «كويت 2035» أكثر من مجرد إعلان تلك الخطة لتحويل البلاد إلى مركز تجاري، إلا أن الكويت الأكثر ديموقراطية في الخليج أصبحت الأقل تقدماً.

أمان مالي

نقلت الوكالة عن حمد البحر، الشريك في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا القول: إن نظام الرعاية الاجتماعية في الكويت يشبه الأب الذي ينفق على أولاده، لكنه لا يتوقع منهم أن يعملوا، مشيراً إلى جهود السعودية لتخفيف الدعم ببطء عن مواطنيها.

ومع ذلك، يعتقد البحر أن الإصلاحات الاقتصادية ستتحقق قريبا في الكويت، ويؤكد أن الأعمال التجارية تزدهر في الكويت رغم التحديات، مضيفا: أعيش في أمان مالي وجسدي في الكويت.

ابتعاد المستثمرين

ونقلت «بلومبيرغ» عن مسؤول تنفيذي في شركة كويتية أن تحركات أخيرة لفرض ضوابط على الأسعار أضرت بثقة المستثمرين الدوليين والشركات المحليين، وأن بعض الشركات الأجنبية المعتمدة على استيراد السلع الإستهلاكية تبتعد عن السوق الكويتية أو تخفض الشحنات وتركز بدلاً من ذلك على أسواق إقليمية أخرى.

المصدر : القبس

إغلاق
إغلاق