مقالات وكتاب

هل ترث المرأة عند اليهود؟!

بقلم: د. عصام عبداللطيف الفليج

يتشدق البعض بالغرب لاحترامهم المرأة، دون معرفة كثير من التفاصيل في حياتهم الاجتماعية، وبالمقابل يغبط الغربيون المرأة الشرقية بشكل عام، والمسلمة بشكل خاص لما تتميز به من حياة أكثر احتراما واستقرارا.
يغيب عن كثير من الناس وضع “الميراث” لدى الأديان الأخرى، ولن يجدوا أعدل من الإسلام في ذلك، فمع يقيننا بأن جميع الأديان السماوية السابقة للإسلام محرفة، إلا أن التحريف أكد ظلمهم للمرأة في نواحي عديدة، كالطلاق والميراث، فاختلقوا النظام المدني هروبا من ذلك الظلم المحرف، فازداد الظلم.
وقد اطلعت على نظام الإرث عند اليهود، وتفاجأت بحرمان المرأة من العديد من حقوقها الإنسانية، وإليكم التفاصيل باختصار، كما ذكرها د.محمد يوسف موسى في كتاب “التركة والميراث في الإسلام”:
1) إذا توفي الأب، كان ميراثه لأبنائه الذكور فقط، ولا ترث الزوجة ولا البنات.
2) للولد البكر سهمين.
3) للزوجة الأرملة حق في أن تعيش من تركة زوجها المتوفى.
4) للبنت حق النفقة من تركة والدها حتى تتزوج، أو تبلغ سن البلوغ.
5) للبنت حق دفع المهر من تركة والدها.
6) لا ترث الأم من أبنائها.
7) إذا توفيت الزوجة؛ ورثها زوجها فقط.
8) إذا ماتت الأم الأرملة؛ يكون ميراثها لأبنائها الذكور، وإلا كان الميراث لبناتها، فإن لم يكن لها أبناء؛ فميراثها يكون لأبيها إن كان موجودا، ثم لأبي أبيها إن كان حيا، وإلا فلجد أبيها.
9) إذا توفي الابن وليس له أبناء، يرثه الأب إن كان موجوداً، وإلا فلإخوة المتوفي الذكور، وإلا فلأخوته الإناث.
يعني آخر من يفكرون بأنه يرث هي المرأة، هذا إن ورثت!
وخروجا من هذا الحرج الشرعي، أوجدوا الإرث المدني أو القسام المدني، كما هو الحال في الزواج الشرعي والزواج المدني، وهذا التقسيم أعطى حقوقا أكثر للمرأة في الإرث، ولكنه في النهاية لا يعتبر تقسيما شرعيا، ولا يلتزم به المتدينون. وهذا يؤكد أن الشريعة اليهودية محرفة، وهم يقرون بذلك من خلال استحداث القوانين المدنية في الأحوال الشخصية، ومثلهم المسيحية، ولكن من يجرؤ على المجاهرة.
ومع ذلك.. لا تسمع من يهاجم نظامهم الإرثي الظالم للمرأة من دعاة المساواة بين الجنسين وأدعياء حقوق الإنسان، كما هو الحال عندنا من المتطرفين الليبراليين، فأيهما أكثر عدلا وأنصف للمرأة.. نظام الإرث اليهودي، أم نظام الإرث الإسلامي؟!
دعوها فإنها منتنة، واعتزوا بدينكم بكل ما فيه، فوالله لم تكن لكم العزة إلا بالإسلام، ولم تكن الذلة إلا بضعف الإسلام في الصدور.

الوسوم
إغلاق
إغلاق