أخبار
الدرس الأول.. من مونديال قطر
بقلم : سالم السبيعي
مازلنا تحت تأثير الإنجاز الرائع لسياسة دولة قطر الشقيقة، طبعا لكل إنسان رأي ومبدأ وهدف يسعى لتحقيقه، وهناك هدف مشترك يجمعنا ويسعى الجميع لتحقيقه إنه «الهدف الوطني»، لكننا نختلف بالوسائل التي توصلنا لهذا الهدف، لنبدأ بقصة ذلك التاجر الشامي الذي حمل بضاعته على حماره وذهب مع ابنه إلى السوق، وبعد أن باع بضاعته جلس تحت الشجرة وأعطى ابنه ليرة وقال له: أحضر لنا شيئا يسلينا، ويطفئ ظمأنا ويغذينا ويغذي حمارنا، ففهم الابن واشترى «رقية» بطيخة، أكلوا منها وارتووا وأعطوا حمارهم القشور وتسلوا ببذورها، وهذا دليل على الوصول لعدة أهداف «أكل وشرب وتسلى هو وابنه وأطعم حماره، بفعل واحد ببطيخة واحدة» وهذا ما فعلته دولة قطر الشقيقة ضربت عشرة عصافير بحجر واحد.
يعتقد البعض أن الرياضة «لعب» وفي الواقع هي كالهرم نراه مثلثا، بينما هو له أربعة أجناب «أسطح» وقمة وقاعدة = 5D، ولكل جنب فيه قصة وعالم آخر، كرة القدم جزء من عالم الرياضة، عناصرها:
1- البشر: لاعب موهوب، مدرب قدير، إدارة مبدعة.
2- الحجر: منشآت، وملاعب، وأدوات وملابس، ومصحات رياضية على أعلى مستوى.
3- مرآة صادقة تعطي صورة واضحة لما تراه دون تزييف وهي:
أ- الجماهير (الشعوب الإقليمية والعالمية) .
ب- الإعلام بكل وسائله.
مما سبق نجد أن بروز أي لاعب هو هبة من الله عز وجل، وليست مكتسبة، فشكل الإنسان وصوته الجميل، وأنامله المبدعة من عزف وخط، هبة من الله عز وجل، فالموهبة تصقل لكنها لا تصنع، أما المنشآت والملاعب والأدوات والمدربون.. الخ، فتشترى، فما دمت تملك المال تستطيع إيجادها وامتلاكها خلال أشهر، كذلك الإعلام والكاميرات الإلكترونية ووسائل التصوير المختلفة والكرة الإلكترونية، ما دمت تملك المال تستطيع توفيرها خلال أيام.
السؤال: من يستمتع ويستفيد من الرياضة؟
الجواب: اثنان هما الشعوب، والأوطان فالبرازيل والأرجنتين اشتهرتا بالرياضة ولديهما مواهب كثيرة.. لاعبون ثم اصبحوا مدربين يغذون العالم رغم انهما من الدول الفقيرة إلا انهما جعلتا من الرياضة صناعة، وهدفا.
من هنا رأت قطر أنه من الصعب أن يولد 11 لاعبا موهوبا أو يكتشفوه بنفس العام ليكونوا منتخبا، يوصلهم لكأس العالم، فلو تم (كما حصل لنا) سيكون إنجازا وقتيا وينسى، أما الأصعب والاهم والأشمل لكل المجالات فهو ما تم.
وبدل إرسال وفد رياضي محدود يمثل قطر، جعلوا من قطر قبلة رياضية لكل شعوب العالم، يسعون للتواجد بها ليتزودوا بالمعرفة والثقافة القطرية وينشروها بأوطانهم، عملا تعجز كل السفارات بأدائه.
لذلك أناشد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح أن يجعل من الرياضة الكويتية أداة استثمارية لصقل المواهب، والمنافسة الجادة والحماسية، والترفيه، ووسيلة للتعريف بالوطن، فنرجو من سموه توجيه وزارة الإعلام إلى الشراء الفوري لعدد كبير جدا من الكاميرات الإلكترونية الحديثة، والكرات الإلكترونية، والمخرجين والمصورين الأفذاذ، لنستمتع على الأقل بما نراه من منشآت وما نشاهده من مباريات بأحدث الوسائل الحديثة، تمكننا وتمكن حكام VAR من لذة الاستمتاع بإمكانات تلفزيونهم الوطني، فهذه لا تعجز الكويت بما رزقها الله من خير «لا تحرمونا من فضله» فإن عجزنا عن توفير اللاعب الموهوب (والهبة من الله) فبمقدورنا أن نبني المنشآت والبنية التحتية، والإعلام المتميز في مدة قصيرة، ونكون جاهزين أمام العالم لاستضافة أي حدث، ولا ننسى تشجيع الصغار والكبار على الرياضة.
تذكرت قول أحدهم، رحمه الله، حين سمع كلمة «مشكلة» فقبل أن يعرف ما المشكلة يسأل: «هل يمكن حلها بالفلوس»؟ فإذا كان الجواب: نعم. قال: إذن ليست بمشكلة..
لو طبقنا هذا الرأي في الكويت لوجدنا حلولا لأغلب مشاكلنا، فنحن نحل مشاكل العالم، ونعجز عن حل مشاكلنا.