منوعات
أهالي “غوطة دمشق” متمسكون بأجواء رمضان رغم الحصار
يتمسك أهالي غوطة دمشق الشرقية، بممارسة طقوسهم الرمضانية، برغم القصف والحصار الخانق، الذي يفرضه عليهم نظام الرئيس بشار الأسد، منذ أكثر من سنتين.
ويتجلّى التأثير الأكبر للحصار، في غلاء الأسعار وظهور سلع جديدة، مثل الخبز المرقق، وقوالب الثلج المستخدمة في تبريد الماء، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، بسبب انقطاع الكهرباء عن المنطقة، منذ فترة طويلة.
كما دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، سكان الغوطة، نحو الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية والأطعمة، ما أدّى إلى انخفاض الازدحام في الأسواق بشكل ملحوظ، بالتزامن مع تناقص تنوع أصناف الأطعمة التي كانت تعج بها موائد رمضان قبل الحصار.
كاميرا الأناضول رصدت السوق الرئيسية في مدينة “كفر بطنا”، والتقت عدداً من المواطنين، الذين أوضحوا أن طول أمد الحصار، جعلهم يتأقلمون معه ويعتادون عليه، و يبنون حياتهم على أساسه، مؤكدين أن الحصار لم يمنعهم من إحياء أجواء شهر رمضان المبارك.
إلى ذلك، لفت “محمد البحش”، وهو بائع قوالب ثلج في السوق، إلى رواج بيع قطع الثلج في المدينة، بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، مشيراً أن الحصار أجبر الناس على تناول الأطعمة الرخيصة، مثل الفول المدمس والتسقية (فتة)، في الوقت الذي كانت تذخر فيه الموائد الرمضانية قبل الحصار بمختلف أنواع الأطعمة التقليدية الدمشقية.
من جانبه، أوضح المواطن “أيمن كوجك”، أن رمضان لا يزال يحافظ على خصوصيته في الغوطة الشرقية، وأن الناس تجتمع ليلًا في المقاهي، وتتسامر غير آبهة بقصف محتمل لطائرات النظام، لافتاً إلى أن “عدم عيش سكان الغوطة تحت سلطة نظام الأسد، كانت العزاء الأكبر الذي يخفف عنهم وطأة كل الصعوبات التي يكابدونها يوميًا”.
تجدر الإشارة أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث. ويتبع قسم من الغوطة لمحافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر لمحافظة ريف دمشق/ كما تنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.
تضم الغوطة الغربية عدة مناطق في العاصمة وريفها أبرزها “الربوة”، و”المزة”، و”كفرسوسة”، و”داريا”، و”ببيلا”، و”صحنايا” و”الأشرفية”. فيما تضم الغوطة الشرقية، مناطق أبرزها مدينة “دوما”، و”جرمانا”، و”المليحة”، و”عقربا” و”كفربطنا”، و”عربين”.
يعيش سكان الغوطة أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل النظام السوري، منذ أكثر من عامين، حيث فقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات.