منوعات

مسلمات سياسية

 

في السياسة لدي عدة مسلّمات:

*أولاً*: أؤمن بأن السّاسة لهم مناطق يلعبون بها مع بعضهم البعض منها ماهو أحمر ومنها ماهو أخضر ومنها ماهو أسود ومنها ماهو رمادي ولكن ليس لهم مناطق بيضاء.
يسمحون لشعوبهم بمشاركتهم اللعب في كل المناطق عدا الحمراء منها وهي مايُعنى بالكرسي والحكم والأمن والمال والعلاقات الخارجية.
وعليه؛ فلست بسائل ما دمتُ حيّاً
أسار الخيل أم ركب الأمير

*ثانياً*: أؤمن بأن السّياسة لها دهاليزها وسراديبها الخاصة ومنعطفاتها الخفية الملغومة كما لها أسلحتها الخاصة من الدبلوماسية والتورية والكذب والممالأة والمماطلة والتصنع والتحالفات والدسائس والاعتقالات والاختطافات والاستخبارات.
وعليه؛ فليترفع صفوة الناس من أهل العلم والإيمان والدعوة عن الخوض فيها؛ فالصمت متعة في زمن الثرثرة.
قال ابن سيرين: “هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله عشرة آلاف فما خفّ فيها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين”.

*ثالثاً*: أن دقائق الحقائق في السياسة لاتظهر للجيل المعاصر لها فكلنا يعرف الوثائق السياسية التي لايفرج عنها إلا بعد مرور 50 عاماً عليها حين المعرفة بها لا تقدم ولا تؤخر.

*رابعاً*: لاتهتم بالتفاصيل ولاتغرق في تحليل ماترى وتسمع فوراء الأكمة ماوراءها. (ويذيق بعضكم بأس بعض).
دع المقادير تجري في أعنّتها
ولا تبيتنّ إلا خالي البالِ

*خامساً*: من قال في السياسة برأيه ولو أصاب فقد أخطأ.
حتى ولو خطرت لك الحقيقة وتبدت؛ فلا تجاهر بها لأنها في عرف الساسة كبيرة لا مكفر لها، وفِي عرف العامة رجمٌ بالغيب وتسورٌ للمحراب.
على حدّ قول القائل:
في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء.

*سادساً*: لا تدع ماجريات الأحداث تخطفك بعيداً عما خلقت له أو تشغلك عن بناء نفسك علمياً وعملياً وعبادياً. فالعبادة في الفتن كهجرة إليّ.

*سابعاً*: قراءة السنن الكونية والشرعية في كل حدث يجد للناس وربطها ببعض مما يزيد الإيمان ويثبت اليقين في القلب بأن الله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.

*ثامناً*: يحسن الإكثار من هذا الدعاء في أوقات الابتلاء والاضطراب والفتن. وبالمناسبة فقد كان يفتتح به النبي صلى الله عليه وسلم صلاته من *الليل*

“اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”.

الوسوم
إغلاق
إغلاق