أخبارغير مصنف

ميساك العواصف الرملية والغبارية من أهم الكوارث الطبيعية في الكويت

باستثناء منطقة المزارع لا توجد أحزمة خضراء من أشجار قوية لها القدرة على كسر سرعة الرياح

نحتاج لأحزمة خضراء حدودية وأخرى لحماية المدن السكنية الواقعة في المناطق الصحراوية

70 % من الطرق الصحراوية السريعة في الكويت جرداء مكشوفة لا تحدها أشجار من الجانبين

مزارع العبدلي تشكل عائقاً للعواصف القادمة من العراق وتخفض سرعة الرياح وتشتت العواصف

يجب تسوير حقول النفط بأحزمة خضراء للحد من تلوث الهواء والطرق السريعة لحمايتها من الرمال

تنقية الهواء وتخفيف سرعة الرياح وتخفيض درجات الحرارة أبرز عوائد الأحزمة الخضراء

تعد العواصف الرملية والغبارية من أهم الكوارث الطبيعية التي تضرب الكويت والمنطقة العربية عموما.

ففي تقرير خاص أعده عضو لجنة حماية الحياة الفطرية في الجمعية الكويتية لحماية البيئة المدير التنفيذي لشركة الرؤية الكويتية لإدارة المشاريع البيئية والأستاذ المتفرغ بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة د.رأفت ميساك خص به «الأنباء» حصر فيه العواصف الترابية الشديدة التي تعرضت لها البلاد خلال الفترة الأخيرة، حدد فيه المواقع الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية للعواصف الترابية وأكثر المواقع حاجة لزراعة أحزمة خضراء. وأوضح ميساك انه بين عامي 2011 – 2022 تعرضت الكويت لعدد من العواصف الترابية كان من أهمها وأشدها تأثيرا: عاصفة

25 مارس 2011 وعواصف يونيو 2012 وعواصف يونيو 2013 وعواصف يونيو- يوليو 2015 وعواصف مايو، يونيو وأكتوبر 2017 وعواصف يونيو- أغسطس 2018 وعواصف أبريل 2020 وعواصف يونيو 2021 وعواصف مايو 2022.

تحدث ميساك عن السياسات والأطر الأممية للتخفيف من مخاطر العواصف الرملية والغبارية. أولا: إطار سينداي للتخفيف من مخاطر الكوارث الطبيعية (2015-2030)

يرتكز إطار سينداي للتخفيف من مخاطر الكوارث الطبيعية على ركيزتين أساسيتين للحد من تداعيات العواصف الرملية والغبارية هما:

٭ الفهم العميق للعواصف الرملية والغبارية، وهذا يتأتى من الفهم العميق للعواصف الرملية والغبارية من خلال التصنيف والتوصيف وتقييم المخاطر وفحص وتحليل عينات الغبار وحصر وتحديد أولويات آثار التغيرات المناخية، فضلا عن عمليات الرصد والمراقبة والتنبؤ والنمذجة.

٭ الاستثمار في التخفيف من مخاطر العواصف من أجل الصمود (استثمارات في نظم الإنذار المبكر وبرامج الرصد والمراقبة والزراعة المستدامة والأحزمة الخضراء وتنمية الوعي البيئي وتطوير الكوادر البشرية).

ثانيا: منظومة التخفيف من العواصف الرملية والغبارية، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف (2017). وتتكون منظومة التخفيف من العواصف الرملية والغبارية التي صممتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف (2017) من ثلاثة محاور هي:

٭ الرصد والإنذار المبكر.

٭ الصمود أمام العواصف الرملية والغبارية.

٭ إدارة المصادر المحلية للعواصف الرملية التي تشمل، في حالة الكويت، الكثبان الرملية وفرشات الرمال والسبخات الجافة، فضلا عن المصادر المحلية الناتجة عن الأنشطة البشرية.

ريادة في الدراسات

ولفت ميساك إلى أن الكويت تعتبر من أولى الدول المهتمة بدراسة العواصف الرملية والغبارية منذ قرابة نصف قرن من الزمان، ولها سجل حافل من الكتب والمراجع العلمية والدراسات والتقارير والأبحاث والأوراق العلمية المنشورة عالميا وإقليميا ومحليا، فضلا عن تنظيم المؤتمرات وورش العمل وحلقات النقاش وأصبحت الكويت مرجعية عالمية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف في مجال العواصف الرملية والغبارية اعتبارا من شهر سبتمبر 2017 وكان ذلك في اجتماع الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر رقم 13 في الصين، وكانت الكويت وراء صدور قرار رقم 31/ COP 13 الذي يدعو إلى التنسيق بين الجهود التي تبذلها هيئات الأمم المتحدة والدول للتخفيف من مخاطر العواصف الرملية والغبارية وحث المجتمع الدولي على تبادل المعلومات والخبرات في مجالات التخفيف من مخاطر العواصف الرملية والغبارية.

مواقع مقترحة للأحزمة الخضراء

أوضح ميساك أن الجمعية الكويتية لحماية البيئة اقترحت في دراسة أعدت عام 2021 عددا من المواقع لزراعة أحزمة خضراء في معظم صحراء الكويت، فباستثناء المناطق الزراعية بالعبدلي وكبد والوفرة وشمال مدينة الجهراء ومنطقة المطلاع، لا توجد أحزمة خضراء من أشجار قوية لها القدرة الكبيرة على كسر السرعة العالية للرياح وتغيير مسارها، ومن ثم التخفيف من الآثار الضارة للعواصف الرملية والغبارية.

وأوضح أن الرياح الشمالية الغربية التي تراوحت سرعتها بين 108 و119 كم/ ساعة، يوم 13 يونيو2021 والمحملة بالرمال الدقيقة والغبار اجتاحت الحدود الشمالية للكويت دون عوائق، باستثناء أشجار منطقة العبدلي المرتفعة، في الجزء الشمالي من الكويت.

وقال انه يستدل من الصور الفضائية الحديثة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية بتاريخ يونيو 2021 إن مزارع العبدلي تشكل عائقا للعواصف القادمة من العراق، حيث تتسبب في خفض سرعة الرياح وارباك وتشتيت العواصف.

أما الأماكن المقترحة من الجمعية الكويتية لحماية البيئة زراعة لأحزمة خضراء في المواقع التالية:

٭ أحزمة خضراء حدودية (مثال: حزام خباري العوازم – الهويملية).

٭ أحزمة خضراء لحماية المدن السكنية الصحراوية (مثل مدن صباح الأحمد والصبية والمطلاع والوفرة الجديدة وغيرها).

٭ أحزمة خضراء حول الحقول النفطية (للحد من تلوث الهواء الجوي).

٭ أحزمة خضراء لوقاية الطرق السريعة (طريق الجهراء – الصبية، طريق الوفرة – ميناء عبدالله، طريق الوفرة – الزور، طريق الوفرة – كبد، طريق السالمي، طريق العبدلي).

الطرق الصحراوية السريعة

صنف ميساك الطرق الصحراوية في البلاد من الجانب البيئي والواقعة تحت التهديد المباشر للرمال الزاحفة الى المجموعات التالية:

٭ الطرق المكشوفة أو الجرداء: طرق لا تحدها من الجانبين أشجار منزرعة او مساحات خضراء او محميات طبيعية. تشكل تلك الطرق قرابة 70% من الطول الإجمالي للطرق بالكويت، وتنطبق هذه الحالة على الطرق الآتية: (طريق الوفرة – ميناء عبدالله – وصلات من طريق الزور- الوفرة – وصلات طويلة من طريق كبد – الوفرة).

٭ الطرق المظللة: طرق تحدها من الجانبين أحزمة خضراء من 3-4 صفوف مع وجود الأشجار بالجزيرة الوسطى الفاصلة بين الاتجاهين، وتنطبق هذه الحالة فقط على طريق السالمي السريع البالغ طوله 100 كم.

٭ الطرق المظللة جزئيا: طرق تحدها وصلات منها مناطق زراعية او مناطق محمية، وتنطبق هذه الحالة على الطرق التالية:

٭ وصلة من طريق الجهراء – الصبية تحدها من الجانب الشمالي محمية صباح الأحمد الطبيعية.

٭ وصلات من طريق العبدلي تحدها المزارع.

٭ وصلات من طريق النويصيب.

المناطق الأشد تأثراً

وأورد ان المناطق الأشد تأثرا بالعواصف الرملية والغبارية والتي تتراكم فوقها أطنان من الرمال المتحركة، وهي كما يلي:

٭ وصلة بطول 30 كم تقريبا، ما بين قاعدة علي السالم الجوية واللواء 35 المدرع، طريق السالمي السريع.

٭ مناطق حدودية: جريشان- خباري العوازم- الهويملية (الصمود)- الصقيهية.

٭ منطقة بحرة – رأس الصبية – أم نقا.

٭ الوفرة – ميناء عبدالله.

٭ الوفرة – الزور.

٭ وصلة من طريق كبد – الوفرة.

برنامج الأحزمة الخضراء

وحول برامج الأحزمة الخضراء وكيف وأين يمكن أن يبدأ؟ قال إن الإجابة المنطقية ان تكون البداية بإقامة احزمة خضراء على جوانب الطرق المكشوفة على ان يتم تصميم الأحزمة وفقا لظروف كل طريق من الطرق المكشوفة، اذ يجب ان يرتكز تصميم الأحزمة الخضراء على نتائج تجارب النفق الهوائي والنمذجة الرياضية. وتتلخص عوائد الأحزمة الخضراء في الآتي:

٭ تنقية الهواء (امتصاص كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع 20 كغم/ سنة للشجرة كاملة النمو).

٭ خفض درجة الحرارة وتخفيف السرعات العالية للرياح بنسب لا تقل عن 15%.

٭ الوقاية من الرمال الزاحفة.

٭ تنمية التنوع البيولوجي.

لمحة أممية بيئية: 151 بلداً تعاني من أزمة الجفاف والتصحر

تحدث ميساك في تقريره عن موقف الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية من التصحر، حيث أشار الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف (UNCCD) أن العواصف الرملية والترابية ظاهرة تلحق ضررا شديدا ومتزايدا بـ 151 بلدا ومنطقة في أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية وأستراليا. وأضاف: «إنها أزمة عالمية».

في اجتماع الدول الأعضاء لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف في العام 2019 (COP 14) تم تأسيس تحالف دولي جديد لتعزيز تنسيق الأنشطة المتعلقة بالعواصف الرملية والترابية، التي لها آثار ضارة على صحة الإنسان والبيئة والموارد الطبيعية وبرامج التنمية، ويضم هذا التحالف: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، والبنك الدولي.

الكويت تؤكد حرصها على تحسين البيئة الصحراوية وزيادة التخضير

تشارك الكويت دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف الذي يصادف اليوم الجمعة وسط حرص كويتي على مختلف المستويات على التحسين التدريجي للبيئة الصحراوية وزيادة التخضير وتحقيق عوائد تنموية اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا. وقالت الهيئة العامة للبيئة في بيان صحافي بهذه المناسبة: إن المجتمع الدولي في منتصف التسعينيات ممثلا ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة حقق إنجازا تاريخيا بإعداد وصياغة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني الجفاف الشديد والتصحر وخصوصا الدول الافريقية.

وأضافت أنه في 17 يونيو عام 1994 تمت دعوة الدول للتوقيع والانضمام للاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر، واعتبر هذا اليوم يوما عالميا لمكافحة التصحر والجفاف ووقعت الكويت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في 22 سبتمبر 1995 وأصبحت الاتفاقية نافذة بالنسبة للبلاد في 25 سبتمبر 1997.

وأوضحت الهيئة أن المجتمع الدولي يحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر سنويا بهدف التوعية بمخاطر التصحر وآليات رصده وتقييمه وإدارته وكيفية مكافحته، كما يتم التركيز على دور الإنسان في التخفيف من حدة التصحر إذا توافرت لديه المعرفة الكاملة بطبيعة وظروف وتطور التصحر وآليات عكس مساره.

وذكرت أنه كل عام يتم اختيار شعار للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر وهناك توافق بين اليوم العالمي للبيئة (5 يونيو) واليوم العالمي لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف (17 يونيو) حيث شعار اليوم العالمي للبيئة لعام 2022 هو «لا نملك سوى أرض واحدة» وشعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف لنفس العام هو «الخروج من الجفاف معا».

ولفتت «البيئة» إلى أن مفهوم الشعارين واحد وهو الاستغلال الأمثل والرشيد للموارد والاستخدام المستدام للأراضي مما يترتب عليه دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل القومي ومساندة برامج الأمن الغذائي فضلا عن تحسن الظروف المعيشية والنوعية البيئية.

وبينت أنه سيترتب على تنفيذ خطة تحييد ظاهرة تدهور الأراضي في الكويت خلال الفترة من (2015 -2040) التي أقرتها سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تحسن تدريجي في البيئة الصحراوية وتبدل ملموس في المشاهد على الأرض فضلا عن تحقيق عوائد تنموية واضحة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مشيرة إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر في الكويت حددت أهدافا لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف وهو تقليص مساحة الأراضي المتدهورة والمتصحرة من 72% عام 2016 إلى ما بين 35 و40% بحلول عام 2040.

وقالت الهيئة إن ذلك من شأنه الوصول إلى عالم محايد من تدهور الأراضي من خلال تنفيذ عدة برامج هي برنامج إعادة تأهيل الأراضي وزيادة نسبة المحميات الطبيعية وبرنامج إدارة المعلومات ودعم اتخاذ القرار (قاعدة معلومات تدهور الأراضي) والبرنامج المستدام لإدارة المراعي وتحديث خريطة الرعي.

وأفادت «البيئة» بأن البرامج تضم كذلك البرنامج المستدام لإدارة مياه السيول والحد من ظاهرة الانجراف المائي للتربة بالتنسيق مع الجهات المعنية والبرنامج المستدام للتوعية البيئية وتنمية القدرات والمشاركة الجماهيرية بما فيها منظمات المجتمع المدني علاوة على البرنامج المستدام للتخضير.

المصدر : الانباء

إغلاق
إغلاق