مقالات وكتاب
العنف الأسري وتدني التحصيل الدراسي.. وجهان لعملة واحدة
أظهرت دراسة ميدانية اجريت على طالبات الصف السادس الابتدائي في مدارس منطقة الجهراء التعليمية ان العنف الاسري بكل أشكاله وأنواعه يؤثر بشكل سلبي وملحوظ على التحصيل الدراسي للأبناء باختلاف المناطق السكنية، كما انه يؤثر وبشكل كبير على زيادة السلوك العدواني لدى التلميذة وعلى علاقتها بزميلاتها.
وقد اجرت هذه الدراسة الباحثة الكويتية لولوة الجاسر كرسالة علمية نالت من خلالها درجة الماجستير في التربية، ونشرت في كتاب بعنوان« العنف الاسري وأثره في التحصيل الدراسي» صدر مؤخرا عن دار سعاد الصباح، التي أسهمت في طباعة هذا الكتاب ونشره انطلاقا من رعاية العلم ودعم البحث العلمي ونشر الانتاج الثقافي على اوسع نطاق ممكن، وبخاصة ان هذا الكتاب يتعلق بدراسة تختص بالمجتمع الكويتي أسريا وتعليميا ويعالج جوانب لها أثر واضح على بنية المجتمع الكويتي الثقافية والعلمية والتربوية، حيث ان المجتمع الكويتي يمر بتحولات عميقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي بسبب وتيرة التحديث والمعاصرة، مما يعني حدوث تحولات في النظم الاجتماعية ومنها نظام الاسرة، وعليه فانه من الاهمية بمكان الالتفات الى ما يحمي دور الاسرة في ظل هذه التغيرات ويعزز مكانتها.
وقد قسمت الجاسر الدراسة الى قسمين الاول نظري والآخر ميداني، وفي القسم النظري من الدراسة لفتت الباحثة الى ان حدة الآثار النفسية تزداد لدى الابناء خصوصا في سن 9 الى 15 سنة عن باقي الشرائح الاخرى التي تتعرض للعنف لان نفوسهم الضعيفة لا تحتمل ما يقع عليها او امامها من مشاهد للعنف الاسري الذي يحدث داخل الاسرة، مما قد يؤدي الى اصابتهم بالعقد النفسية التي ربما تتطور الى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو اجرامية، فيتدنى عندها تحصيلهم الدراسي وتقل الدافعية للانجاز والابتكار.
ولاحظت الدراسة أن استمرار العنف الاسري قد يدفع الابناء الذكور الى ما يعرف بالسلوك الانسحابي، اي انه يفضل قضاء الوقت خارج المنزل ليريح نفسه من «وجع الدماغ» أما الاناث فإما يلجأن الى البكاء لاستعطاف الطرف المعتدي، أو تعاطفا مع الطرف المعتدى عليه، وفي الحالتين فان البنت تكون عرضة لكراهية الحياة الزوجية برمتها.
وشددت على انه من واجب الآباء ان يفرقوا بين تأديب الابناء وتهذيب سلوكهم وبين العنف المبالغ فيه أو غير الطبيعي وغير المنطقي في تهذيبهم، لأن ما يحدث في محيط الاسرة يؤثر بالتأكيد على افرادها وعلى سلوكياتهم وعلى تحصيلهم الدراسي، فالتحصيل الدراسي المرتفع ينبع اساسا من داخل الاسرة لكونها احد المقومات الرئيسية لنجاح الابناء.
العنف الاسري في الكويت
وبينت الدراسة ان من ابرز السلبيات في المجتمع الكويتي انتشار العنف على نطاق ليس بالقليل، لافتة الى ان هذا المجتمع يحمل في طياته الكثير من التعقيدات بسبب طبيعة المجتمع القبلي وعاداته الصارمة المتعلقة بمعرفة الآخرين لما يدور في محيط اسرته الصغيرة ومدى السماح لهم بحلها سواء، كان الآخرون جهات رسمية او اهلية دولية، مما ينعكس على المعنف وعلى المتسبب بذلك.
وأوضحت ان ضحايا العنف الاسري ذكورا كانوا أو اناثا قد يعذرون في عدم التبليغ عما يلحق بهم من أذى وذلك لأن الاجهزة الضبطية في البلاد كالشرطة مثلا وأجهزة القضاء، تتعامل مع قضايا العنف الاسري كقضايا جنائية وليس اسرية تستوجب السرية في تناولها، لافتة الى ان هذه الاجهزة معذورة بسبب غياب الاطر التشريعية والتنظيمية المناسبة والتي يتم بموجبها عزل قضايا العنف الاسري عن سائر القضايا الجنائية كالسرقة والقتل وترويج المخدرات والجرائم الاخلاقية.
ونبهت الدراسة إلى أن العنف الذي يحصل خلف الأبواب الموصدة يجعل المسألة غاية في الصعوبة فإذا لم يتقدم الضحية بشكوى إلى أي جهة سواء جهات ضبطية أو مراكز نفسية أو حتى الإخصائية الاجتماعية أو النفسية الموجودة في المدرسة، فإن العنف الأسري في البيت يظل غير مرئي بل وغير ذي أهمية أو انه لا يشكل أولوية لأجهزة الدولة والمعنيين بقضايا الأسرة وذلك بغياب جهات متخصصة في العنف الأسري وغياب الأطر التنظيمية التي تحدد طرق التعامل معه وندرة الإحصاءات حوله بجعل المسألة معقدة في تقدير حجم العنف الأسري في الدولة.
إحصائيات ودراسات محلية
وأوردت الدراسة عددا من الإحصائيات والدراسات السابقة التي أجرتها جهات وأفراد عن العنف في الكويت والتي أشارت بعضها إلى أن 35% من النساء في الكويت تتعرضن للعنف، و32% من العائلات الكويتية تشهد حالات عنف اسري و32.8% من الأطفال في سن المدرسة يتعرضون إلى سوء معاملة من قبل الاسرة سواء الأب أو الأم أو الإخوة الكبار، لافتة إلى انه بالرغم من هذه الدراسات القليلة إلا أن النتائج والدلالات تبقى غير دقيقة وغير كافية وذلك لعدم وصول جميع حالات العنف الأسري إلى الجهات الرسمية.
أشكال العنف الأسري
وتطرقت الدراسة إلى أشكال العنف الأسري فلفتت إلى العنف الجسدي والعنف الجنسي والعنف اللفظي والعنف النفسي، والصحي، والاجتماعي والاقتصادي، مشيرة إلى دراسة أعدتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للوقوف على أشكال العنف في المجتمع الكويتي وشملت عينة البحث 1295 أسرة أظهرت نتائجها أن العنف البدني يصل إلى 94.1% والعنف اللفظي 98.4% والاقتصادي 94.8% والجنسي 85.4%.
وقد أثبتت الدراسات المتعلقة بالتحصيل الدراسي أن ارتفاع القلق والتوتر بدرجة كبيرة يرتبط ارتباطا سلبيا مع التحصيل، فالابنة التي تشعر بالقلق والخوف على امنها النفسي وعلى تماسك أسرتها، قد تفقد الدافعية للدراسة.. والدافعية للإنجاز والتفوق.
وشددت الدراسة على أهمية العلاقة بين البيت والمدرسة لأنها تكشف الكثير من الصعوبات التي يتعرض لها الأبناء وخاصة في المرحلتين الأساسيتين الابتدائية والإعدادية إذ إن هذه العلاقة تساهم في تطوير المحصلة التعليمية لديهم ومعرفة الأسباب التي يمكن أن تؤثر على هذه المحصلة الإنتاجية.
مبينة عدة آليات للتعاون بين المدرسة والأسرة وهي في الاجتماعات الدورية بين المدرسة وأولياء الأمور والنشرات المدرسية والدورية والدعوة للمشاركة في اتخاذ القرار لافتة إلى انه يجب على هاتين المؤسستين الممثلتين بالمدرسة والأسرة أن يكون التفاعل بينهما إيجابيا للوقوف على أي مشكلة يعاني منها الأبناء حتى تستطيعا معا ومن خلال التضافر إيجاد حل مناسب لها لينعكس هذا الأمر مستقبلا على التحصيل العلمي والسلوكي الفردي والاجتماعي.
الدراسة الميدانية
أما في الشق الميداني فقد أظهرت الدراسة الميدانية التي اجريت على طالبات الصف السادس الابتدائي في مدارس الجهراء عبر تحليل استبيان تم توزيعه عليهن أن العنف الأسري بكل أشكاله وأنواعه يؤثر بشكل سلبي وملحوظ على التحصيل الدراسي للأبناء باختلاف المناطق السكنية، كما انه يؤثر وبشكل كبير على زيادة السلوك العدواني لدى التلميذة.
وأثبتت الدراسة أن التلميذات تتعرضن بشكل كبير للسخرية والاستهزاء كأكثر شكل من أشكال العنف الأسري الذي يجعل من عملية تركيزهن وتحصيلهن الدراسي مسألة صعبة من حيث التنفيذ والمتابعة.
كما أثبتت انه لا يوجد اهتمام من قبل أولياء أمور التلميذات بتحصيلهن الدراسي أو وجود تواصل بينهم وبين المدرسة، وبينت كمحصلة نهائية وجود علاقة قوية بين محور أسباب العنف الأسري وتأخر التحصيل الدراسي حيث لا يكترث أولياء الأمور بتوجيه النصح أو الإرشاد للتلميذات فيما يختص بتحصيلهن الدراسي ولا يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب عليهن بهذا الخصوص.
كما ان الطالبات اللاتي يتعرضن للعنف الاسري أو يشاهدنه بشكل مستمر يتأثرن بشكل مباشر في تحصيلهن الدراسي والميل للسلوك العدواني أو الانطواء والعزلة والشعور بالامتهان وفقدان الكرامة وعدم الرغبة في اقامة صداقات مع الزميلات كما يشعرن بفقدان الأمن الأسري مما يولد شعورا دائما بالخوف والتوتر.
كما أظهرت نتائج الدراسة وجود بعض العوامل التي تتصف بها الأسرة التي يوجد بها نوع من العنف الأسري كتدني المستوى الاقتصادي أو العيش مع أحد الوالدين وليس أسرة متكاملة، فكلما كانت الأسرة متملكة لمصادر إشباع الاحتياجات المختلفة لأفرادها، كان الأفراد أكثر قدرة على التوافق النفسي والاجتماعي مما يؤدي إلى ارتفاع التحصيل الدراسي لهم.
فرضيات الدراسة
اما فرضيات الدراسة فتوزعت إلى فرضية رئيسية وهي أن ممارسة العنف من قبل الاسرة على الابناء يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي، والفرضيات الجزئية تمحورت حول ان العنف الاسري يؤدي الى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدى تلميذات الصف السادس في المدارس الحكومية، وانه يزيد السلوك العدواني لدى التلميذات مع قريناتهن في المدرسة، كما يقلل من دافع الانجاز الدراسي والتفوق لدى الابناء.
تحليل النتائج
وقد اثبت تحليل نتائج الاجابات حول هذه الفرضيات ان نسبة تأثر التحصيل الدراسي لتلميذات الصف السادس بسبب ممارسة العنف من قبل الاسرة على الابناء 36.78%، إذ يتأثر التحصيل الدراسي للتلميذات بسبب احتكاكهن بأشكال العنف الأسري الذي شكل المحور الأول من الاستبيان، وقد جاءت اجابة أفراد العينة بالايجاب مرتفعة على بند «يصرخ ولي أمري بوجهي» و«يستعمل ولي أمري الشتم عند مخاطبتي»، كما جاءت مرتفعة أيضا في محور أسباب العنف في بنود «يسخر ولي أمري مني عندما لا أوافقه الرأي» و«أتعرض للعنف عند رفض أوامر ولي أمري» بينما جاءت منخفضة جدا في بند «أتعرض للعنف عند حصولي على درجات منخفضة»، او يفسر ان السبب الرئيسي للعنف هو غير دراسي أي إن اسر هؤلاء الفتيات لا يكترثن بمستوى تقدم الطالبة الدراسي كمقياس أولي للعقاب والثواب ولكنهم يهتمون فقط بتوجيه العقاب المتمثل في أكثريته بالسخرية في حالة عدم اصغاء التلميذات لآراء وتوجيهات ولي الأمر.
ومن هنا تمثل مشاهدة التلميذة لمظاهر وأشكال العنف الاسري داخل محيطها شكلا من عدم الاستقرار الاجتماعي والنفسي مما يجعلها عرضة للذبذبات وعدم المقدرة على التركيز وذلك مع وضع صغر عمر التلميذة بالاعتبار حيث إن العمر الصغير للطالب يجعله غير قادر على تكوين القناعات الدافعية الذاتية من أجل التقدم الدراسي بغض النظر عن الظروف المحيطة به.
بينما بلغت النسبة 44.48% في درجة الارتباط بين محاور العنف الاسري والتحصيل الدراسي، إذ أثبتت الاجابات عن هذه المحاور ان التلميذات لا يستطعن تطوير تحصيلهن الدراسي نتيجة ما يشاهدن من مظاهر وأشكال للعنف داخل نطاق الاسرة، ولا يوجد من يشجع أو يقيم هؤلاء على إخفاقهن الدراسي، ولا يكترث أولياء الامور بتوجيههن نحو اسلوب استذكار افضل، كما ان الضغوط النفسية عليهن تجعلهن غير قادرات على التقدم في الدراسة ما يؤدي بالتبعية الى انخفاض تحصيلهن الدراسي، بالاضافة الى ان تعرض الطالبة لضغوط اجتماعية واقتصادية لا يمثل بيئة صحية للتقدم الدراسي ما يساهم في انخفاض تحصيلها دراسيا.
السلوك العدواني
أما في فرضية تأثير العنف الاسري على السلوك العدواني للتلميذات فقد جاءت الاجابات الواردة من الطالبات على محور نتائج العنف الاسري مرتفعة على بنود «أشعر بالرغبة في الشجار مع زميلاتي» و«لا أرغب في التعامل مع أحد في المدرسة» و«أبدو غاضبة لأي سبب» وهذا ما يثبت ان تعرض التلميذات للعنف الاسري مصاحبا لاخفاقهن الدراسي يزيد من ميولهن العدوانية باختلاف أشكاله.
وفيما يتعلق بالفرضية الخاصة بان العنف الاسري يقلل دوافع الانجاز والتفوق لفت تحليل النتائج الى ان تعرض التلميذات للعنف المتمثل في السخرية والتحقير يجعلهن مترددات وخائفات طوال الوقت ويعانين من حالات الاحباط، كما ان الانجاز يحتاج الى بيئة اسرية متوازنة تعزز في التلميذة الثقة بالنفس.
العنف الاسري والمنطقة السكنية
وقد ربطت الدراسة بين متغير المنطقة السكنية وقدرة التلميذات على التحصيل الدراسي في ظل ما قد يعانينه من العنف الاسري، حيث لحظت ان أغلبية التلميذات اللواتي اخترن نسب تكرار آلية لفقرات أشكال العنف الاسري يقعن تحت ضغط من العيش في حالة اقتصادية متدنية ويعشن مع احد الوالدين دون الاخر حيث اثرت الحالة الاقتصادية والاجتماعية لبعض المناطق وزادت من تعرضهن للعنف الاسري باختلاف محاوره بما تتميز به هذه المناطق من تسلط الرجال على النساء وفرض رأيهن عليهن والاستئثار بالقوامة وعدم تشجيع المرأة على التعلم.
توصيات
وأوصت الدراسة بضرورة السعي للحد من من العنف الاسري من خلال انتشار المودة والشعور بالمسؤولية من الطرفين، والاهتمام بالتنشئة الاجتماعية والتربية منذ الصغر وبث المفاهيم الايجابية المتمثلة بأهمية الترابط الاسري، وأن يدرك مرتكب العنف حجم الخطأ الذي يقوم به في حقه وحق ابنائه وان يسعى لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء ذلك.
كما أوصت بضرورة إجراء عدة دراسات رصينة وموسعة حول حجم العنف الاسري ومدى انتشاره وأسبابه وآثاره على الجنسين على المدى القريب والبعيد وفي مختلف الاعمار، بالاضافة الى اجراء المزيد من البحوث والدراسات النفسية والطبية على مرتكبي جرائم العنف الاسري وعلى ضحاياهم للتعرف على أسباب الحالات الخاصة منه والقيام أيضا بدراسة لتحديد مقار ذكاء الافراد الذين يتورطون في حوادث العنف الاسري.
محتويات الكتاب
يتألف كتاب «العنف الاسري وأثره في التحصيل الدراسي»، من 188 صفحة، من استهلال ومقدمة وبابين، بالإضافة الى خاتمة عامة والملاحق والمصادر والمراجع وكلمة للمؤلفة، ويختص الباب الاول بالمقاربة النظرية وينقسم الى فصلين الاول تحت عنوان الاطار المفهومي للعنف الاسري وتفسيراته ويعالج مفهوم العنف الاسري ومجمل النظريات المفسرة له، بينما يتناول الفصل الثاني العنف الاسري وتأثيره على محيط الاسرة، ويعالج العنف الاسري وعلاقته بالسلوك العدواني، ومشاهدة العنف بين الوالدين وعلاقة الاسرة مع المدرسة، أما الباب الثاني من الكتاب فقد خصص للمقاربة الميدانية والذي تضمن الاجراءات المنهجية للدراسة والاطار العلمي لها وينقسم الى فصلين، الأول عرض النتائج وتحليلها بوصف الخصائص الديموغرافية لعينة الدراسة وعرض النتائج بناء على متغير التحصيل الدراسي والمنطقة السكنية، والثاني تفسير النتائج ومناقشتها وفق متغير التحصيل الدراسي والمنطقة السكانية ومناقشة نتائج الدراسة مع الدراسات السابقة.
آليات التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور
تبنت الدراسة آلية للتفاعل والتعاون بين المدرسة والاسرة لما له من تأثير على التحصيل الدراسي للأبناء وتتلخص هذه الآلية في ثلاثة بنود:
أولا: الاجتماعات الدورية بين المدرسة وأولياء الامور ولها عدة أنواع: اجتماعات اليوم المفتوح وتعريف الاسرة على البرامج والاساتذة، اجتماعات الصفوف، حيث يلتقي فيها أولياء امور تلاميذ الصف لتداول المواضيع المشتركة، اجتماعات نهاية الفصل الدراسي لمناقشة النتائج، اجتماعات فردية سواء مع الاساتذة او مع الادارة.
ثانيا: النشرات المدرسية الدورية: النشرة الشهرية الخاصة بأولياء الامور لإطلاعهم تباعا على انشطة المدرسة ومشاريعها الدراسية، النشرات الاسبوعية من الاساتذة المتعلقة بمادة معينة في صف معين، والتقارير الدورية حول تقدم التلميذ وتفاصيل نشاطه الدراسي، التقارير الدورية حول نتائج التحصيل الدراسي والسلوكي للتلميذ، عمل استمارات لاستطلاع الرأي الخاصة بالأهل وتوضيح مقترحاتهم او شكاويهم.
ثالثا: الدعوة للمشاركة في اتخاذ القرار: كأن يدعى ولي الامر لان يكون عضوا في هيئة التأهيل التربوي او مكتب الانشطة المدرسية او لجنة الكتاب السنوي، حيث تعطي المدرسة الفرصة للاسرة للقيام بدور فعال وايجابي في التخطيط والتنفيذ لمشاريع المدرسة الصفية واللاصفية.
الاستبيان وأفراد العينة
تمت المقاربة الميدانية للدراسة عبر توجيه استبيان لتلميذات الصف السادس لمجموعة من المدارس الحكومية التابعة لمنطقة الجهراء التعليمية، إذ تم اختيار عينة عشوائية مكونة من 15 مدرسة من أصل 20 مدرسة لهذه المرحلة التعليمية للفتيات في المحافظة، حيث تم توزيع 200 استبيان على الطالبات، استعيد 180 منها ملئت بالكامل وبالشكل الصحيح و170 منها صالح للاستخدام، وقد تم اختيار منطقة الجهراء كونها تضم فئات اجتماعية متنوعة، وانجزت هذه الدراسة ميدانيا في العام الدراسي 2011-2012.
29 سؤالاً حول أشكال العنف الأسري
تضمنت استمارة الاستبيان 29 سؤالا من الاسئلة المتنوعة التي ترتبط ببعضها حول أشكال العنف الاسري وأسبابه ومشاهدة العنف الاسري ونتائجه على التلميذة والعلاقة بين المدرسة وولي الامر، ولحظت مشاركة حوالي 8.2% من التلميذات ممن يسكن في مناطق تعتبر حضرية بينما تسكن 91.7% من التلميذات في العينة في المناطق البدوية، و24% من تلميذات العينة تندرجن تحت فئة ناجح، بينما 13% منهن متوسط، و63% ضعيف دراسيا، كما ان اغلب التلميذات موضوع العينة ينتمين الى الفئة المتوسطة اقتصاديا بنسبة 45% بينما الفئة الغنية 20% والفقيرة 35%، وتعيش معظمهن مع أحد الوالدين بنسبة 38% بينما من يعيش مع اسرة متكاملة 20% والمتبقي اما ان الاب او الام متوفيان او يعيش مع احد الاقارب.
5 محاور ومقياس ثلاثي للإجابات
توزعت اسئلة الاستبيان على 5 محاور وتم استخدام مقياس ثلاثي للإجابات في تحديد ما اذا كانت الحالة تنطبق دائما أو تنطبق أحيانا أو لا تنطبق على افراد العينة:
المحور الاول: أشكال العنف الاسري وبنوده هي: يلقبني ولي أمري بألقاب مشينة، يصرخ ولي أمري بوجهي، يستعمل ولي أمري الشتم في مخاطبتي، تعرضت للضرب الشديد من أحد أفراد أسرتي، تعرضت للصفع على وجهي أكثر من مرة من أي مكان آخر، تعرضت للضرب الشديد ما استدعى ذهابي الى المشفى.
المحور الثاني: اسباب العنف الاسري وبنوده هي: يسخر ولي أمري مني عندما لا أوافقه الرأي، يسخر ولي أمري مني عندما أعرض رأيي، أتعرض للعنف عند حصولي على درجات منخفضة، أتعرض للعنف عند إخفاقي في أداء ما هو موكل إلي، أتعرض للعنف عند رفض أوامر ولي أمري.
المحور الثالث: مشاهدة العنف الاسري وبنوده هي: أشاهد والدتي تتعرض للضرب من قبل ولي أمري، أشاهد أختي تتعرض للضرب من قبل ولي أمري، أشاهد أخي يتعرض للضرب من قبل ولي أمري، أشاهد إخوتي يتعرضون للضرب من قبل ولي أمري، أشاهد أخواتي يتعرضن للضرب من قبل ولي أمري، أشاهد مشادات مستمرة في محيط الاسرة، أسمع مشاجرات مستمرة في محيط الاسرة.
المحور الرابع: نتائج العنف الاسري على التلميذة (السلوك العدواني) وتشمل بنوده: أشعر برغبة في التشاجر مع زميلاتي، لا أرغب في التعامل مع أحد في المدرسة، أستعمل ألقابا مشينة تجاه زميلاتي، أبدو غاضبة لأي سبب، لا أرغب في إقامة صداقات مع زميلاتي، أرغب في تخريب الممتلكات في المدرسة.
المحور الخامس: العلاقة بين المدرسة وولي الأمر وتشمل بنوده: تطلب الادارة من ولي امري الحضور للمدرسة للشكوى من سلوكي، تناقش المعلمة معي أوضاعي المدرسية، تناقش الاخصائية الاجتماعية معي أوضاعي السلوكية في المدرسة، تناقش الاخصائية الاجتماعية معي أوضاعي الاسرية، يتابع ولي أمري أوضاعي بالمدرسة.