أخبار

“جسر” من التلاحم يربط بين قطر والكويت.. دروب الإخوة تلتقي على محور صباح الأحمد

في عمق العلاقات القطرية الكويتية تنسجم أواصر تاريخية تربط بين البلدين، حيث تتجلى فيها أبعادٌ من الودّ والتقدير، وتعكس قيم الأخوة والتعاون المشتركة. ومن بين تلك الروابط الوطيدة، يبرز دور محور صباح الأحمد، الذي يحمل اسم أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله. تجسيدا لعلاقات الأخوة بين قطر والكويت، والمترسخة بقوة الرؤية الحكيمة والرشيدة لقيادة البلدين الشقيقين، مما يعكس تراثًا حافلاً بالتضامن والتلاحم.

يمثل محور صباح الأحمد إضافة مهمة لشبكة النقل البري في قطر، ويعد حلقة وصل رئيسية بين جنوب قطر وشمالها عبر مدينة الدوحة، كما يساهم في الحد من الاختناق المروري وتحقيق انسيابية مرورية كبيرة، ليخدم العديد من مرافق النقل الأخرى مثل مطار حمد الدولي وشبكة المترو من خلال تكامله مع العديد من الطرق الرئيسية مثل طريق الريان وطريق سلوى وطريق الشمال.

رئة الدوحة

يعد محور صباح الأحمد بمثابة “رئة الدوحة” والذي يساهم بشكل كبير على تخفيف الزحام المروري في الدوحة بشكل عام، لاسيما أمام القادمين من الجنوب إلى الشمال، حيث يعتبر الطريق بديلاً مثاليا لطريق الدوحة السريع وشارع 22 فبراير ما يحقق انسيابية مرورية كبيرة، حيث سيتمكن القادم من مطار حمد الدولي عبر المحور الجديد من الوصول إلى تقاطع أم لخبا في أقل من 18 دقيقة فقط في الوقت الذي تستغرق الرحلة نفسها عبر طريق الدوحة السريع وشارع 22 فبراير نحو 50 دقيقة، وهو ما يعني توفير نحو أكثر 70% من زمن التنقل.

أول محور في قطر

نظراً لأهمية الطريق المرورية وتيمنا باسم الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح يعتبر محور صباح الأحمد هو أول طريق يطلق عليه اسم محور، كما تم كتابته على اللوحات الإرشادية بخط مختلف مثل طريق المجد ليتميز عن باقي أسماء الطرقات والشوارع في قطر.

مسارات متعددة

ويصل عدد مسارات محور صباح الأحمد إلى 4 مسارات في كل اتجاه، إذ يمكنه استيعاب أكثر من 20 ألف مركبة في الساعة في الاتجاهين، مقارنة بالسعة السابقة للـ 8 آلاف مركبة في الساعة في الاتجاهين. هذا التطوير ليس فقط تقدماً في البنية التحتية، بل يُعتبر أيضاً خياراً مهماً للسائقين على طريق الدوحة السريع وشارع 22 فبراير، حيث يمكنهم التحرك بسلاسة وسرعة، حيث تصل سعة الطريق الجديدة إلى 12 ألف مركبة في الساعة في الاتجاهين.

كما يتضمن محور صباح الأحمد إنشاء معابر للمشاة لتشمل 7 جسور ونفقين للمشاة لتوفير حركة آمنة، إلى جانب مسارات للدراجات الهوائية والمشاة بطول 50.5 كيلومتر، بالإضافة إلى تجميل وتشجير مساحة تقدر بحوالي 355,642 مترا مربعا، بالإضافة إلى 30 جسراً و15 نفقاً للسيارات لتوفير حركة مرورية حرة.

“الجسر المعلق”.. إعجاز هندسي

يتضمن المحور جسراً معلقاً مدعوماً بالكوابل بطول 1200 متر تم تصميمه ليكون بدون أعمدة لمسافة 150 متراً، إذ يعمل الجسر على إحداث طفرة كبيرة في الحركة المرورية نظراً لموقعه الاستراتيجي فوق تقاطع حالول وفالح بن ناصر على طريق سلوى، حيث يستقبل الحركة المرورية القادمة من وإلى مطار حمد الدولي، ويخفف من الضغط المروري على الشوارع الموازية مثل شارع السوق المركزي وطريق الدوحة السريع.

كما يتضمن محور صباح الأحمد أطول جسر في البلاد بطول 2.6 كم يمتد فوق تقاطع الوعب وتقاطع مريخ وتقاطع صنيع بو حصى، حيث يتألف الجسر الحيوي من أربعة مسارات في كل اتجاه ليوفر تدفقاً مرورياً حراً أمام القادمين من طريق سلوى والوعب في اتجاه الريان وطريق الريان والعكس.

خدمة المنشآت ومترو الدوحة

يتكامل مشروع المحور مع شبكة المترو عن طريق الربط بين عدة محطات مثل محطة المنطقة الحرة ومحطة الوعب ومحطة الريان القديم وعقبة بن نافع وفريج السودان.

كما يساهم محور صباح الأحمد في ربط أهم المنشآت الاقتصادية في الدولة من مطار حمد الدولي مروراً بالمنطقة الاقتصادية الحرة والسوق البلدي وصولاً إلى المرافق التجارية القريبة من طريق سلوى وشارع الوعب وطريق الشمال عند تقاطع أم لخبا، كما يسهل الطريق الوصول إلى المنطقة الصناعية عبر اتصاله بطريق المنطقة الصناعية.

أما فيما يتعلق بالمنشآت الصحية، فإن محور صباح الأحمد ومن خلال ربطه بشبكة الطرق السريعة في الدولة، يعد الطريق الأمثل للوصول إلى المرافق الصحية في المناطق التي يصلها المحور مثل مستشفى سدرة للطب ومركز مسيمير الصحي ومركز الثمامة.

 

إغلاق
إغلاق