أخبارأخبار رسميةسياسة دوليةشؤون دولية
الكويت: ملتزمون بمساندة العراق
عاد ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد إلى البلاد بعد ترؤسه وفد الكويت المشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في العاصمة العراقية.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير العدل ووزير الدولة لشؤون تعزيز النزاهة عبدالله الرومي ورئيس ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
وكان ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ترأس وفد الكويت المشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد في العاصمة العراقية.
وألقى سموه كلمة دولة الكويت في هذه المناسبة قال فيها:
انه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم للمشاركة في هذا المؤتمر المهم، مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي يأتي وبدون شك في وقت دقيق ومهم لمنطقتنا.
وأتقدم هنا بالشكر لرئيس مجلس وزراء العراق مصطفى الكاظمي على الدعوة لعقد مؤتمرنا هذا ولكرم الضيافة التي لاقاها وفد الكويت منذ الوصول والتي ليست بغريبة على العراق وشعبه الأصيل الكريم.
ان منطقتنا العربية والاقليم لن ينعما بالاستقرار ما دام العراق الشقيق يفتقده، فالعراق مهد الحضارات غني بموارده البشرية والطبيعية ومتميز بموقعه الجغرافي وأحد الركائز الأمنية والاقتصادية المهمة في منطقتنا وباستقراره يستتب أمن المنطقة وتتعزز فرص تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود ما بين دولها. فالعراق وعلى الرغم من المعاناة والأوضاع الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية والتحديات الأمنية الكبيرة التي عاش في ظلها خلال محاربته للارهاب والتطرف الا انه استطاع وبإرادة شعبه وبدعم من المجتمع الدولي تجاوزها والتغلب على الجزء الأعظم منها والدليل على ذلك هو اجتماعنا اليوم في العاصمة بغداد والتي كان لها نصيب كبير من هجمات الجماعات الإرهابية.
ان العراق الشقيق مقبل على مرحلة محورية من مسيرته السياسية تتمثل في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد بتاريخ 10 أكتوبر 2021 والتي تتطلب منا كدول منطقة ومجتمع دولي دعمه ومساندته لعقدها ولتمكين الحكومة العراقية من تحقيق ذلك علينا ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تلبية لتطلعات وطموحات شعبه.
تعد دولة الكويت من أكثر دول المنطقة تلمسا وتفاعلا مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق الشقيق فلذلك لم تتوان عن الوقوف معه ومساندته في أشد الظروف والمراحل، فبمبادرة سامية من قائد العمل الإنساني الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، حشدت الكويت الجهود الدولية واستضافت مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار المناطق المتضررة من داعش في شهر فبراير من عام 2018 والذي نتج عنه تعهدات بلغت 30 مليار دولار مما يجسد ايمان دولة الكويت والمجتمع الدولي بدعم العراق في مرحلة ما بعد تحقيق النصر على الإرهاب.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الكويتية ـ العراقية فهي تسير بخطى ثابتة مدفوعة بعزيمة جادة وإرادة مشتركة من قيادة البلدين نحو تعزيز أواصرها والدفع بها نحو أفق أرحب وأشمل وفي شتى المجالات ونتطلع الى مواصلة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين لما فيه مصلحة وخير لشعبي البلدين.
ونشيد هنا باستمرار وفاء العراق بالتزاماته الواردة في قرار مجلس الأمن 2107 الخاص بالمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني ونشيد بتعاون العراق الشقيق ونرحب بما تحقق حتى الآن ونشجع على الاستمرار بتلك الجهود الحثيثة للعثور على ما تبقى من مفقودين كويتيين ورعايا دول ثالثة والبالغ عددهم 328 شخصا وإغلاق هذا الملف الإنساني والعثور كذلك على الممتلكات الكويتية وبالأخص الأرشيف الوطني نظرا لأهميته التاريخية.
وأود أن أتقدم هنا بالشكر الى الحكومة العراقية ولأعضاء اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية والى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على جهودهم المبذولة والتي ساهمت في تحديد مصير ما تم العثور عليه من رفات الى هذا الحين ونتطلع الى انتهاء هذه المأساة الإنسانية بأقرب وقت.
والشكر موصول كذلك لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي لدورها المهم والحيوي في متابعة ملفات المفقودين والممتلكات الكويتية وفقا لأحكام القرار 2107 ولتسهيلها نقل جثمان عدد من الرفات الى دولة الكويت بالتعاون مع السلطات العراقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونأمل في أن يستمر التعاون وبنفس الوتيرة للانتهاء من كل المسائل الثنائية المتبقية لتعزيز تدابير بناء الثقة والانطلاق بالعلاقات الى أفق أوسع وأرحب بما يخدم مصالح البلدين.
في الختام نجدد التزام دولة الكويت بمساندة العراق الشقيق والوقوف الى جانبه حتى يتجاوز الصعاب التي تعترض طريق استتباب أمنه واستقراره وتمكنه من إعادة إعمار بلاده وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه وتتطلع إلى مشاركة فعالة للقطاع الخاص الكويتي في عملية إعادة إعمار العراق وما بعدها ولحين تبوؤ العراق بلاد الرافدين مكانه الطبيعي في محيطه الإقليمي والدولي بين أشقائه.
أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح والسداد وأن يحقق ما يصبوا اليه من نتائج وتطلعات وللعراق الشقيق الأمن والاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار.
المصدر: الأنباء الكويتية