نسمع شكوى وبكاء من رفعت عليهم قضايا من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ففضلا عن الخسائر التي تكبدوها وتوقف أعمالهم وفقدانهم مصدر الرزق وذهاب جهودهم وتعبهم أدراج الرياح وجدنا السجن يلاحقهم، إنها مأساة تقطع القلب مع ذلك لم يطرف للمسؤولين جفن، ولم تصبح قضيتهم من أولويات تحرك النواب وذوي الرأي في المجتمع، بل الكل تركهم يغرقون في دموعهم ويصطلون بجحيم آهاتهم وعذاباتهم حتى أنهم ولفرط معاناتهم يفضلون الموت، إي والله سمعت أحدهم في مقابلة يقول مستعدين أن نحرق أنفسنا، وأنه سوف يسلم نفسه للسجن للخلاص من هذا الجحيم النفسي وللآثار التي امتدت إلى حياتهم الأسرية، وبعضهم استدان وتراكمت عليه الديون لكي يدفع رواتب العمال لديه.
كان على الحكومة والمجلس التشريعي أن يسارعا لحظة وقوع جائحة كورونا بتشريع قانون يواجه مشكلة هؤلاء، ويحميهم من أي ظلم وجشع، فالبدهي عند وقوع الجوائح يجب أن تشتغل القوانين الاستثنائية لتضبط الأمور وفق ما يتناسب مع ظروف الجائحة فلا يدفع أصحاب المشاريع والمنشآت الاقتصادية الإيجارات والرواتب وأقساط البنوك وكل الالتزامات إلا بقدر وبنسبة ما تشتغل مشروعاتهم أياً كانت، ولا تحتسب عليهم الإيجارات أو أسعار الفوائد أو ما في حكمها ديون في المستقبل لأنهم لم يدفعوها كاملة.
فمثلا إذا كانت نسبة ما يمكنه تحصيله من دخل 20% يدفع رواتب وإيجارات وأقساط بنوك وغيرها 20% عما كان يدفعه قبل حدوث الجائحة، وكلما ارتفع دخل المشروع ارتفعت نسبة ما سبق أن تكون هذه مُجزِئة ولا يدفع شيء مستقبلا.
وكذلك ينسحب ذلك على العاملين ومن يرتبطون في دخولهم بالمشاريع من ناحية إيجارات مساكنهم وأقساطهم البنكية وغير البنكية وحتى ملاك العقارات والمحلات لا يدفعون أقساطهم البنكية إن كانت عليهم أقساط إلا بالنسبة التي يدفعها لهم مستأجرو العقار من أصحاب المشاريع.
لو تم التشريع ذلك وفرضه على الجميع لما حدثت هذه المشكلات، ولما وقع أحد ضحية الجشع، ولقلت الخسائر وانعدمت النتائج الكارثية والمأساوية التي حدثت، ولكان تصرف السلطة التنفيذية والتشريعية غاية في العقلانية والرشاد.
والآن يطلب منا الموقف صونا لأصحاب المشاريع المنكوبين، وحفاظاً على استمرار مشاريعهم التحرك السريع لإصدار قانون يتضمن العلاج لهذه الأزمة وفق المنظور الذي طرحناه وبأثر رجعي منذ وقوع الأزمة وشطب كل القضايا المرفوعة ضدهم والتحرك لوضع مقترحات تسهم في تعويضهم واسترداد ما أُخذ منهم وإعادة غرسهم في أنشطتهم عسى أن يجنبنا الله حوبتهم.
المصدر: الجريدة