أخبار

الشريكة: الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية من الواجبات الكفائية على كل من يقدر على القيام به بالأساليب لمشروعة الحكيمة

أعلن مدير إدارة تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف د.عبدالله الشريكة أن إدارة الوسطية سيتم نقلها إلى مبنى وزارة الأوقاف الجديد في منطقة الرقعي، وذلك بعد أكثر من 15 عاما من تواجدها في مبناها الحالي بمنطقة حولي على الدائري الثالث.

وقال الشريكة إن وزارة الأوقاف خصصت جزءا في المبنى الجديد لانتقال مبنى مركز تعزيز الوسطية، لافتا إلى أن من اختصاصات مركز تعزيز الوسطية محاربة التطرف الفكري والسلوكي، كما هو منصوص عليه في قرار تشكيله «ونحن نبذل ما في وسعنا لمعالجة مثل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الكويتي المعروف بحبه للخير واحترامه للآخرين وحفظ حقوق الناس، وعدم الاقتحام أو التدخل في خصوصياتهم.

وتابع الشريكة قائلا: لكننا نلحظ أحيانا أن هناك من ينتهك تلك الخصوصيات ويتصرف تصرفا سلوكيا منحرفا عما عهد به هذا المجتمع الطيب، فنراهم مثلا يقومون بأفعال مخالفة للشرع أولا، ثم للقانون والعادات والتقاليد مثل «السرعة في الغضب المنفلت الذي أدى إلى الكثير من حالات الشجار الدموي وفي بعض الحالات جرائم قتل».

وفيما يخص تضمين المناهج الدراسية مواد لنشر الفكر الوسطي، قال د.الشريكة: هناك مبادرة ضمن الوثيقة الوطنية للوسطية والاعتدال التي أقرها مجلس الوزراء، لتضمين مناهج التعليم في التربية والأوقاف مواد لتعزيز الوسطية ودرء الفتن وكذلك تعزيز السلم المجتمعي والوحدة الوطنية.

وشدد د.الشريكة على أن الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية لا شك أنه من الواجبات الكفائية لكل من يقدر على أن يقوم بهذا الدفاع بالأساليب المشروعة الحكيمة التي شرعها الإسلام.

وأكد أن الإسلام دين يدعو إلى الحكمة والتعقل وعدم الاستعجال ويحذر غاية التحذير من التهور والاندفاع الذي قد تكون عواقبه وخيمة على الأمة.

ولفت إلى أنه من الملاحظ للمتابعين أن النشاط الإرهابي ضعف ضعفا كبيرا خلال أزمة كورونا ووصل إلى درجات متدنية خلال هذه الأزمة الصحية، ويكاد يكون قد اختفى في كثير من الدول، مضيفا: ليس لدينا دليل أو دراسة عن خفوت ظاهرة الإرهاب أو التطرف خلال أزمة «كورونا»، ونسأل الله أن يقي العالم أجمع شر هذا البلاء.

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

نبدأ من الانتقال إلى المبنى الجديد لوزارة الأوقاف متى سيتم ذلك؟ وماذا عن دعم وزير الأوقاف عيسى الكندري لدور الإدارة؟

٭ بإذن الله سيتم الانتقال قريبا إلى مبنى الوزارة وسيتم تخصيص موقع للجنة العليا لتعزيز الوسطية بمقر دائم لرئيسها وزير الأوقاف ونائب الرئيس وكيل وزارة الأوقاف، ونحن متفائلون جدا بوزير الأوقاف الأخ عيسى الكندري، وسبق أن جلسنا معه وزادنا تفاؤلا بأنه سيكون أكثر المسؤولين دعما لجهود الوسطية ومحاربة التطرف سواء في اللجنة العليا لتعزيز الوسطية أو في كل قطاعات الوزارة بشكل عام.

وأيضا نبارك لوكيل الوزارة م.فريد عمادي التجديد له وكيلا لوزارة الأوقاف وثقة القيادة السياسية، فهو من أركان اللجنة العليا لتعزيز الوسطية وممن خططوا لها، وممن بذلوا جهودا لإخراج الوثيقة الوطنية للوسطية والاعتدال ورسم استراتيجيات الوسطية.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم جميعا لمزيد من الدعم في هذا المجال، وأن يكونوا كذلك سببا في إزالة بعض العوائق والعقبات التي تعترض عمل الوسطية غير المقصودة بسبب بعض الإجراءات البيروقراطية.

وإن شاء الله سنجتهد في تفعيل دورنا أكثر وفق الأوضاع الصحية الراهنة والإجراءات التي تفرضها السلطات الصحية والتعليمات التي تصدر من قبل قيادات وزارة الأوقاف وبقية الوزارات الأعضاء في اللجنة العليا لتعزيز الوسطية.

العنف السلوكي

ماذا عن جهود مركز تعزيز الوسطية في مواجهة التطرف الفكري أو السلوكي، خاصة مع انتشار بعض ظواهر العنف السلوكي بين الشباب في الآونة الأخيرة؟

٭ من اختصاصات مركز تعزيز الوسطية محاربة التطرف الفكري والسلوكي، كما هو منصوص عليه في قرار تشكيله، ونحن والإخوة في المركز نبذل ما بوسعنا لمعالجة مثل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الكويتي المعروف بحبه للخير واحترامه للآخرين وحفظ حقوق الناس، وعدم الاقتحام أو التدخل في خصوصياتهم. لكن نلحظ أحيانا أن هناك من ينتهك تلك الخصوصيات ويتصرف تصرفا سلوكيا منحرفا عما عهد به هذا المجتمع الطيب، فنراهم مثلا يقومون مثلا بأفعال مخالفة للشرع أولا، ثم للقانون وللعادات والتقاليد.

ومن ذلك السرعة في الغضب المنفلت الذي رأينا أنه أدى إلى الكثير من حالات الشجار الدموي وفي بعض الحالات أدى إلى جرائم قتل. ونحن بإذن الله تعالى نسعى لبث روح التسامح والهدوء والحلم، كذلك روح تقبل الآخرين وروح الود في حل الخلافات وغض الطرف وكذلك ما يتعلق بالرفق في التعامل مع الجميع، وطبعا دورنا خلال هذه الأزمة سيكون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونسأل الله أن يعيننا على ذلك.

«كورونا» والتطرف

البعض يرى أن أزمة كورونا أدت إلى خفوت صوت الجماعات المتطرفة وأعمال العنف والإرهاب، فما السبب من وجهة نظركم؟

٭ من الملاحظ للمتابعين أن النشاط الإرهابي ضعف ضعفا كبيرا ووصل إلى درجات متدنية خلال هذه الأزمة الصحية، ويكاد يكون قد اختفى في كثير من الدول.

لكن ليس لدينا دليل أو دراسة عن سبب خفوت ظاهرة الإرهاب أو التطرف خلال أزمة كورونا، ونسأل الله أن يقي العالم أجمع شر هذا البلاء.

التعاون مع الجهات الدولية

ننتقل إلى تعاون الوسطية مع جهات الدولة وحتى مع المؤسسات والجهات الدولية لمواجهة أخطار العنف والتطرف، أين وصلت تلك الجهود خلال أزمة «كورونا»؟

٭ فيما يخص التعاون مع الجهات والوزارات الأعضاء في اللجنة العليا لتعزيز الوسطية وهي 7 وزارات لا شك أنه قائم وبقوة ولكن بالطبع انخفض النشاط أثناء الأزمة الصحية بسبب الاجراءات الصحية المفروضة التي نلتزم بها جميعا في الدوام وعدم الاختلاط، كذلك بسبب التباعد الجسدي وعدم إقامة أي فعاليات في المساجد أو المدارس أو الجامعات والاكتفاء بالعمل عن بعد ومن خلال مواقع التواصل.

ولكن مازال هناك تنسيق وتعاون في بعض الأمور من قبل كل الأعضاء مشكورين، ونطمح إلى المزيد ـ بإذن الله ـ بعد أن تنفرج هذه الأزمة.

وبالنسبة للتعاون مع بعض الدول فهو قائم وقوي، لكنه أيضا قل خلال هذه الأزمة، وقد عقدت بعض الاجتماعات بين ممثلي وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول مجلس التعاون ومثل وزارة الأوقاف به وكيل وزارة الأوقاف م.فريد عمادي. ونحن في مركز تعزيز الوسطية أعضاء في الشبكة الخليجية للمراكز والجهات المعنية بمكافحة الإرهاب، وعندنا اجتماع سنوي ولكن في هذا العام تم تأجيله والنظر فيه، والتنسيق قائم وكذلك تبادل الخبرات، وبإذن الله تعود الأمور إلى ما قبل الأزمة.

تغيير المناهج

ننتقل إلى المناهج التعليمية ودور اللجنة العليا للوسطية في نشر الفكر الوسطي عبر مناهج وزارتي التربية والأوقاف، وما قمتم به من جهود إلى الآن في هذا الإطار؟

٭ بالنسبة للمناهج التعليمية سواء في وزارة التربية أو في الأوقاف، هناك مبادرة ضمن الوثيقة الوطنية للوسطية والاعتدال التي أقرها مجلس الوزراء، مبادرة لتضمين مناهج التعليم في التربية والأوقاف مواد تتضمن تعزيز الوسطية ودرء الفتن وكذلك تعزيز السلم المجتمعي والوحدة الوطنية.

والإخوة ممثلو هذه الوزارات والأخ وكيل وزارة الأوقاف نائب رئيس اللجنة العليا يقومون بجهود كبيرة في موضوع المناهج، وهناك لجنة خاصة للمناهج بوزارة الأوقاف وكذلك هناك تعاون بين الأوقاف والتربية فيما يتعلق ببقية نشر الفكر الوسطي في وزارة التربية.

ميزانية الوسطية

كيف أثر خفض ميزانية الوسطية من 5 ملايين دينار إلى ما يقارب نصف مليون دينار فقط على جهودكم خلال الفترة الماضية؟

٭ فيما يخص ميزانيات الوسطية، نحن لا نعاني من ضعف الميزانيات لأننا نقوم بأعمال حاليا لا تتطلب ميزانيات كبيرة، وبالنسبة للاستعانة بالمختصين سواء من العلماء الشرعيين أو الاجتماعيين أو الأمنيين أو الإعلاميين فهذا أيضا قائم من خلال فرق العمل التي تشكل في الوسطية بموافقات ديوان الخدمة المدنية ووزارة الأوقاف وبقية الوزارات المعنية.

والحمد لله، كثير من هذه الفرق تقوم بدور مشكور ومشهود وجهد ربما يكون أقل من الطموح الذي نسعى له، لكنهم يقومون حسب الاستطاعة.ومما لا شك فيه أن هذه الجهود وهذا الدور تأثر بهذه الأزمة الصحية، حتى أننا توقفنا فترة طويلة جدا عن تشكيل الفرق من آخر شهر مارس إلى قرابة شهر نوفمبر حتى استطعنا تشكيل بعض الفرق التي ارتأينا أنه بإمكانها القيام ببعض الجهود عبر مواقع التواصل والتوجيه الإلكتروني. ونحن لا نجد في ذلك كثيرا من الإشكاليات، ولكن إذا عاد النشاط فسننطلق بكل قوة لاستعادة نشاط الوسطية كاملة بإذن الله من البرامج والدورات والأنشطة المختلفة.

بين الدفاع والاندفاع

البعض قد يخلط بين «الدفاع» عن قضايا الأمة مثل قضية فلسطين، والمسجد الأقصى، ورد الإساءة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وبين الاندفاع في ردود الأفعال، كيف تنظرون لذلك، وما نصيحتكم للشباب في ذلك؟

٭ الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية لاشك أنه من الواجبات الكفائية على كل من يقدر على أن يقوم بهذا الدفاع بالأساليب المشروعة الحكيمة التي شرعها الإسلام.

فالإسلام دين يدعو إلى الحكمة والتعقل وعدم الاستعجال، ويحذر غاية التحذير من التهور والدفاع الذي قد تكون عواقبه وخيمة على الأمة.

والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من كل عاقبة يؤدي إليها فعل متحمس أو مندفع، ولذلك لما أرسل حذيفة رضي الله عنه في غزوة الأحزاب ليأتي بخبر القوم وكم عددهم وعتادهم.. يتسلل بينهم كما في القصة المعروفة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم «ولا تذعرهم علي» ولا تفعل شيئا قد تكون ردة فعلهم عليه وخيمة، أي لا تتصرف بتصرف يهيج هؤلاء على دولة المسلمين، ولم يكن للمسلمين ـ آنذاك ـ طاقة بهم.

ولهذا بين العلماء وقرروا وحرروا انه حتى في قضايا إنكار المنكر إذا كان يؤدي إلى ما هو أنكر فإنه يترك، ومن قواعد الشريعة انه ترتكب المفسدة الأدنى لدفع المفسدة الأعلى عند التزاحم.

ولذلك في مثل هذه الأمور يجب الرجوع إلى العلماء الصادقين الربانيين وليس إلى المتحمسين أو الذين لا يقدرون عواقب الأمور، ونحن لا نشك أن أكثر هؤلاء نيتهم طيبة وقصدهم حسن.

ولكن قد يقع من بعضنا أو من بعضهم أحيانا ـ بسبب الانفعال أو الحماس أو بسبب ما يراه من ظلم وجور واعتداء من قبل أعداء الإسلام على مسلماته وثوابته فوجد أفعالا أو تصرفات تكون العواقب فيها غير حميدة.

وما يقال في ذلك يقال أيضا في كل المقامات حتى في داخل الدول المسلمة، فيجب أن تراعى المصالح ودرء المفاسد وان نكون حكماء وألا نكون مندفعين.

فيجب أن نتصرف تصرف العلماء العقلاء وليس بتصرف المتهورين السفهاء الذين لا يتأملون عواقب الأمور ويخوضون فيها بشكل ليس بجيد.

ولهذا، فإن الله سبحانه وتعالى نهانا عن سب آلهة المشركين، والسبب انه يترتب على ذلك مفاسد عظيمة، مصداقا لقوله الله عز وجل: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) الأنعام: 108.

وكذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هم بهدم الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم، لكن لأن قومه كانوا حديثي عهد بالإسلام فترك ذلك الأمر لأنه سيترتب عليه مفاسد، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقتل المنافقين خشية أن يقول الناس إن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه.

وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ أكثر من 90 مثالا في أن «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع أو المصالح» في كتابه «أعلام الموقعين عن رب العالمين».

ونحن في مركز الوسطية قمنا بطباعة عدة إصدارات منه «الوسطية في التعامل مع الحكام»، ومنها «الوسطية في التعامل مع العلماء»، وكيف نتعامل مع العالم المسلم إذا اخطأ وإذا لم يوفق في أمر ما، بمعنى أن نحفظ له حقوقه ومكانته وفي المقابل لا نقبل ما يقع منه من مخالفات للأدلة والنصوص الشرعية.

كذلك أصدرنا إصدارا بعنوان «الوسطية في التعامل مع العصاة»، والثاني بعنوان «الوسطية في التعامل مع غير المسلمين»، وبين فريق التأصيل الشرعي ما يتعلق بهذه الأمور بيانا جيدا ـ جزاهم الله خيرا.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق
إغلاق