مقالات وكتاب

هل استوعبنا غزو الكويت

45

كتب مشارى الذايدى الكاتب المبدع في زاويته بالصفحة الأخيرة بجريدة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن تحت عنوان (هل استوعبنا غزو الكويت) في مقال رائع جدا تشعر وأنت تقرأه أنك تقرأ لمواطن سعودي يتمتع بالحس الوطني السعودي والكويتي والخليجي العربي ، وهذا الكلام لم يكتبه مواطن كويتي شعر بحرارة الألم والحزن في مناسبة ذكري الغزو العراقي الغاشم علي الكويت يوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 ولكنه كاتبه مشارى الذايدى الابن البار لبلده المملكة العربية السعودية الشقيقة مشاركة منه مع أهل الكويت في هذه الذكري الحزينة وقد بدأ مقاله (قبل ربع قرن من هذا اليوم ارتكب صدام حسين حماقته الكبرى بغزو دولة الكويت) وهذا المقال يستحق قراءته والاحتفاظ به في سجل تاريخ الكويت عن هذا الغزو الغاشم مضيفا كاتب المقال (في الكويت عرف الناس هناك أنه لا خيار لهم غير دولة الكويت بشكلها الأميري الصباحي والعلاقة الدستورية بين أهل الكويت وحكامها وكان مؤتمر جدة الشعبي تفويضا جديدا للشرعية الكويتية الداخلية).

ويختتم مقاله الرائع بقوله (مازلنا نقرأ عن تلك اللحظة التي لم يتم استيعابها كلها حتى الآن) هذا كلام مواطن سعودي كتبه تضامنا مع الكويت وأهلها فماذا نقول نحن أبناء الكويت عن فترة الغزو وهل استوعبنا أحزاننا وآلامنا وإحساسنا بتشردنا وكدنا أن نفقد وطننا نهائيا بعد أن فقدناه لمدة 6 شهور عجاف في سوالف بعد تحرير بلدنا والعيش في أمن وسلام ونحن نتحدث في لقاءاتنا وأحاديثنا عن الغزو العراقي الغاشم كأننا نقرأ قصة أو رواية خيالية نطوي صفحاتها بعد أن تسلينا بقراءتها وكنا نعيش أيامنا وحياتنا وكأن الأمر سهلا ومررنا عليه مرور الكرام .

لا يا أحبائي الكويتيين علينا أن نستوعب الدرس ونضعه نصب أعيننا دائما ونعلمه لأبنائنا وأحفادنا ونغرسه في نفوسهم وإلي متي سنظل نتحسر علي ما أصابنا من هجمة شرسة أصابتنا بالشلل التام وكدنا نفقد عقولنا في حيرة من أمرنا ونعيش في أحلام سوداء قاتمة لم نصدق ما أصابنا لولا عناية الله سبحانه وتعالي ووقوف الأشقاء والأصدقاء والمتعاطفين مع الكويت من مختلف دول العالم إلي أن تحررت الكويت وعادت الشرعية لآل الصباح الكرام والتقت مع الشعب الكويتي الوفي الذي ضحي بشهدائه والأسري وهدمت معالم الكويت وحرق نفطها الدخل الرئيسي لمصدرها والحمد لله والشكر لله عز وجل وشكرا جزيلا لجميع الدول والشعوب التي وقفت معنا وساندتنا وضحي أبناءها بأرواحهم نصرة للكويت المخطوفة في رابعة النهار وشكرا جزيلا للمملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة المؤتمر الشعبي في جدة الذي أعطي تفويضا جديدا للشرعية الكويتية الداخلية وهذا ما أكده الكاتب المبدع مشارى الذايدى في مقاله الرائع وأنا كمواطن كويتي أسجل الشكر والتقدير للأخ مشارى الذايدى لحسه الوطني السعودي والكويتي والخليجي العربي ومشاركته الفعالة بمقاله الرائع الذي أثلج صدورنا فله منا المحبة والإخاء وعلينا نحن أبناء الكويت أن نستوعب غزو بلدنا لأن ما حدث لنا ليس بالأمر الهين بل أمرا صعبا علينا لذلك علينا أن نستوعب هذا الغزو وأن نضعه نصب أعيننا دائما .

بدر عبد الله المديرس

إغلاق
إغلاق