مجلس الأمة
الغانم: تفرّد النموذج الكويتي وراء بقاء المسيرة الديموقراطية
وقال «ربما يتساءل البعض كيف تصف تجربة الكويت بالديمقراطية والرئيس لا يتم انتخابه ورئيس مجلس الوزراء يتم تعيينه لا انتخابه وللإجابة على هذا السؤال نحتاج الى الإقرار بانه لا يوجد نموذج موحد وواحد للديمقراطية بل انه لا يوجد نظام امثل واكثر كمالا للديمقراطية».
وأضاف الغانم «اعتقد بان أي نظام سياسي بما فيه الديموقراطية يهدف الى تحقيق غاياته الأساسية التي من اجلها تم خلقه وابتكاره وهذه الغايات هي القيم والمثل التي نطمح اليها كالحرية والمساواة والعدالة قبل ان يكون الامر مرتبطا بنظام انتخابي او نيابي».
وأشار الغانم الى سياقات كثيرة تتعلق بكيفية تشكل النموذج الديموقراطي وتطوره في الكويت منها ما يتعلق بالبنية الاجتماعية ومنها ما يتعلق بنموذجها الاقتصادي والمتمثل في الاعتماد على مصدر دخل وحيد هو النفط.
وقال الغانم «لن ادعي بان نموذجنا السياسي هو الأمثل فكل النماذج الأخرى لديها مثالب لكنني استطيع الادعاء بان نموذجنا ملائم لنا برغم بعض العقبات السياقية وهو ملائم لنا لأنه يحقق قدرا كبيرا من القيم والمثل التي نؤمن بها ونطمح الى ترسيخها».
وأضاف «هو نظام يتطور ويتجدد برغم العقبات الكثيرة وهناك فسح زمنية كثيرة لكي يتحسن اكثر واكثر وطريق ذلك ليس مفروشا بالورود لكننا نعمل لكي نتطور ونخلق هذا التوازن بين حرياتنا المدنية وامننا الوطني».
وأضاف ان الكويتيين عندما أنشأوا نظامهم الديموقراطي كانوا يريدون ان يحققوا وحدتهم السياسية والمجتمعية ونجحوا في ذلك لأنهم يقدرون عاليا قيم التعددية والتسامح المتجذرتين عميقا في تاريخهم.
وقال ان قيم التعايش التي ترسخت عند الكويتيين لها علاقة بطبيعة تأسيس الدولة والتي تشكلت من أناس مهاجرين من خلفيات ثقافية مختلفة جاؤوا الى هذه البقعة من الأرض بحثا عن السلام والاستقرار الاقتصادي والمعيشي.
وتطرق الغانم في محاضرته الى سرد تاريخي حول التطور الديموقراطي في الكويت بدءا من المجلس الاستشاري عام 1921 والذي جاء اعقاب الحرب العالمية الأولى وبدء تقوض الإمبراطورية العثمانية وظهور نماذج حكم متطورة في بعض دول المنطقة مرورا بتجربة المجلس التشريعي عام 1938 وانتهاء بمرحلة الاستقلال وإقرار الدستور الكويتي عام 1962.
كما تطرق الغانم الى إنجازات المجلس الحالي وسعيه الى اتخاذ خطوات تشريعية ومبادرات برلمانية لتحقيق الشفافية والمسؤولية السياسية ضاربا المثل بإقرار البرلمان الحالي للقانون الذي يتيح للفرد التوجه مباشرة الى المحكمة الدستورية وهو القانون الذي يحفظ حق المواطن من أي انتهاك دستوري ومن أي تسلط وطغيان تشريعي يمكن ان يمارس من أي أغلبية برلمانية.
وعقب الانتهاء من كلمته تم فتح النقاش امام الحضور حيث تطرقت الأسئلة التي وجهت للغانم الى مواضيع متعددة تتعلق بالتجربة الكويتية وبالوضع الإقليمي ومناطق التوتر والصراع في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الغانم قد أكد في وقت سابق أمس التزام المملكة المتحدة المطلق بأمن الكويت القومي في ظل الظروف الإقليمية والمعطيات الحالية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الغانم لـ «كونا» وتلفزيون الكويت عقب لقائه مع رئيس مجلس العموم جون بيركو ورئيس لجنة الشؤون الخارجية كريس بلانت ونائبة رئيس مجلس اللوردات باتريشيا موريس وزعيم مجلس العموم الذي يمثل الأغلبية البرلمانية عن حزب المحافظين الحاكم كريس جرايلنج.
وقال الغانم إن هذا الالتزام القوي جاء عقب المباحثات التي أجراها والوفد المرافق والتي تتعلق بالوضع الإقليمي المعقد في المنطقة، مشيدا بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تربط الكويت بالمملكة المتحدة.
وأضاف الغانم أن جميع من التقى بهم من نواب في مجلس العموم وعلى رأسهم رئيس المجلس أكدوا التزامهم بأمن وحماية واستقرار الكويت.
وقال إن توقيع الدول الكبرى (5+1) مع إيران على الاتفاق الإطاري للملف النووي الإيراني لم ولن يؤثر على التزام المملكة المتحدة بأمن الكويت وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأشار إلى أن لقاءاته والوفد المرافق مع الجانب البريطاني تطرقت أيضا إلى ضرورة التعجيل بتوقيع اتفاقية تبادل المطلوبين والصادرة بحقهم أحكام نهائية تتعلق بسرقة الأموال العامة.
وبين أن زيارة وزير العدل يعقوب الصانع في مطلع العام الحالي للندن كانت بهدف التنسيق مع نظيره البريطاني للتوقيع على هذه الاتفاقية.
وقال إن جميع أعضاء مجلس الأمة عازمون على كشف سراق المال وسيضغطون للإسراع بالتوقيع على هذه الاتفاقية حتى لا تكون بريطانيا ملاذا آمنا لسراق المال العام.
وأضاف الغانم انه وأعضاء الوفد المرافق له ركزوا على حث مجلس العموم وفي مقدمتهم رئيس المجلس على إقرار اتفاقية تبادل المطلوبين، مشيرا إلى أن عدم وجود اتفاقية بين البلدين مكن عددا من سراق المال العام من الإفلات من العقاب.
وبين أن لهذه الاتفاقية أهمية بالغة لمنع كل من تسول له نفسه الإقدام على سرقة أموال الشعب الكويتي، مؤكدا أن مجلس العموم البريطاني وعد بسرعة إقرار هذه الاتفاقية.
وقال الغانم إن توقيع هذه الاتفاقية سيكون «خبرا سيئا» على كل من خالف القانون الكويتي وكل من اعتدى على المال العام.
وأشاد الغانم في ختام تصريحه بنتائج لقاءاته مع البرلمانيين البريطانيين، مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات التاريخية بين الكويت وبريطانيا لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وكانت نائبة رئيس مجلس اللوردات البارونة باتريشيا موريس قد أقامت مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد المرافق له حضرها عدد من أعضاء مجلس اللوردات ومجلس العموم.
وقام الرئيس الغانم والوفد المرافق له بعد ذلك برفقة موريس بجولة داخل قصر ويستمنستر الذي يضم مجلس العموم ومجلس اللوردات وبرج بيغ بانغ الشهير، حيث استمع الوفد إلى تاريخ وسير عمل هذا المبنى العريق.
وختم الرئيس الغانم لقاءاته في البرلمان باجتماع مع زعيم مجلس العموم الذي يمثل الأغلبية البرلمانية عن حزب المحافظين الحاكم كريس جرايلنج، حيث تم التباحث حول العلاقات البرلمانية والسياسية بين البلدين وسبل تعزيزها.
وكان الرئيس الغانم قد اجتمع والوفد المرافق له مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني كريس بلانت في مبنى البرلمان.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين الكويت وبريطانيا واستعراض علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في شتى المجالات.
وتطرق الاجتماع إلى قضايا الساعة التي تشهدها الساحتان العربية والدولية وفي مقدمتها تداعيات أزمة اللاجئين السوريين وحشد الجهود الدولية لمعالجتها خصوصا مع استمرار تدفق آلاف منهم على حدود الاتحاد الأوروبي.
كما تطرق الاجتماع إلى عدد من التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، لاسيما القضية الفلسطينية وملف الإرهاب وأمن الخليج والأوضاع في العراق واليمن.
وحضر اللقاء الوفد المرافق لرئيس مجلس الأمة كل من النواب أحمد القصيبي وراكان النصف وعسكر العنزي وماجد المطيري، إضافة إلى سفير الكويت المعتمد لدى المملكة المتحدة خالد عبدالعزيز الدويسان والسفير البريطاني لدى الكويت ماثيو لودج.
الغانم اجتمع مع ولي العهد البريطاني وزعيم مجلس العموم
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم مع الامير تشالز |
اجتمع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم امس مع ولي عهد بريطانيا الأمير تشالز في قصر بيركهول باسكتلندا.
واعرب الامير تشالز خلال الاجتماع الذي عقد على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الغانم الى المملكة المتحدة عن اعتزازه بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيدا بالدور الذي يلعبه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وخاصة في المجال الإنساني. وطلب الامير تشالز نقل تحياته الصادقة الى صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد متمنيا للغانم والوفد المرافق زيارة ناجحة وموفقة.