أخبار
المناور يطالب بإنشاء هيئة وطنية لإدارة الأزمات
قال الأستاذ في مجال إدارة الأزمات والمخاطر د.فيصل المناور إن الأخطار أحد الأسباب التي تؤثر على مسارات الدولة وخططها لتنمية مجتمعاتها، لافتا إلى أننا نعيش في إقليم ملتهب بالصراعات وليس بالأزمات، مؤكدا أن الأزمات تحدث بشكل مفاجئ وهناك احتمال أن يتولد من هذا الصراع بعض الأزمات.
وأضاف المناور خلال ندوة حول دور المواطن والحكومة في ظل مفهوم إدارة الأزمات تحت عنوان «الأزمة الإقليمية الراهنة – تجارب محلية وعالمية» التي نظمها د.محمد طالب الكندري في ديوانه بمنطقة الرميثية أن الأزمة حالة مفاجئة تهدد القيم والأهداف العامة وتأتي في فترة محدودة من الزمن، مشيرا إلى إن أهم نقطة للتعامل مع الأزمة هو العامل الزمني، مضيفا أن الأزمة تجعل المنطقة في حالة عدم استقرار وإذا لم تعالج ستتسبب في إشكاليات مزمنة وبالتالي تصبح تكلفة معالجتها عالية.
وأشار المناور إلى أن الأزمة الحالية لها عناصر أولها تهديد القيم العامة والاستقرار السياسي، والمعيار هو إدراك صانع القرار لهذه التهديدات، وبالتالي من الممكن الوصول إلى معالجة الأزمة دون أن تستفحل، لافتا إلى أن الوقت في التعامل مع الأزمات قصير.
ولفت إلى كارثة مفاعل تشيرنوبل وأن الحكومة السوفييتية لم تكن شفافة ولم تقل للناس ماذا يحدث وتم الكشف عنه بعد أسبوع وكشفه السويديون.
وأضاف المناور أن هناك من يرى أن المفاجأة من عناصر الأزمة وهناك من لا يرى ذلك، موضحا انه في الدول البسيطة تعتبر المفاجأة عنصرا للأزمة لكن في دول العالم المتقدم ترى أن المفاجأة ليست عنصرا لأن لديهم مراصد للأزمات وهيئات وطنية للازمات ورسم السيناريوهات وتوقعها وأنظمة إدارية قادرة على الرصد فأصبح عنصر المفاجأة ليس من ضمن مفهوم عناصر الأزمة، مؤكدا انه يمكن إدارة الأزمة بسهولة إذا اكتشفت مبكرا.
وأضاف المناور أن الفترة الحالية تشهد أزمات معقدة مثل العلاقات الأميركية – الإيرانية وتأثيرها على المنطقة الخليجية، موضحا ان إدارة الأزمة هي عملية إدارة مستمرة في التنبؤ ورصد المتغيرات والتهديدات على المستويين الداخلي والخارجي التي قد تولد أزمات والمنهجية الوقائية لإدارة الأزمات والتعامل معها.
وتابع المناور انه لدينا في الكويت أزمة ثقة بين الشعب والمؤسسات الحكومية وعدم اليقين بالمستقبل وتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة ومحاربة الفساد المنتشر، مضيفا ان المطلوب من المواطن عدم الانسياق للإشــاعات والانضـــباط بالتعليمات الموجودة في حال وجود الخطر وأخذها من المصدر الرسمي والالتزام بها وعدم الاستجابة للنعرات الطائفية ولجم الطائفيين وعدم والتهويل أو المبالغة في الأمور والالتفاف حول القيادة السياسية ومواجهة الأخطار الإقليمية والتوعية من خلال الدواوين والندوات والابتعاد عن المغامرات.
وطالب الحكومة بإنشاء هيئة وطنية لإدارة الأزمات بمختلف أشكالها، واختيار الأكفاء أهل الاختصاص للمناصب المختلفة والابتعاد عن التعيينات الباراشوتية بالإضافة إلى التعامل بشفافية مع المواطن والتوجيه والتعبئة العامة وإيجاد قوانين العفو والابتعاد عن الواسطات أثناء الأزمات.
(الوطن)