مقالات وكتاب

الاستفزاز.. وأفعى البرلمان

بقلم: د. عصام الفليج

 

دخلت أفعى ورشة منزلية، وبينما كانت تتجول هنا وهناك، مر جسمها فوق المنشار، مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً.
ارتبكت الأفعى؛ وكردة فعل
قامت بِعَض المنشار، تريد بذلك لدغه، مما أدى إلى سيلان الدم حول فمها.
لم تكن تدرك الأفعى ما يحصل، واعتقدت أن المنشار يهاجمها، فقامت بردة فعل قوية ورادعة، فالتفت بكامل جسمها حول المنشار محاولة عصره وخنقه
(حسب اعتقادها)، ففقدت حياتها.
يسمى ذلك في عالم الإدارة ضعف تقدير للموقف، وسوء ردة فعل، وفشل في إدارة الأزمات.
وهكذا نحن في حياتنا.. يغلبنا أحياناً الحماس، أو سوء الظن، أو لحظة غضب، فنجرح غيرنا، ثم ندرك بعد فوات الأوان أننا نجرح أنفسنا!
لنتخيل ذلك في حياتنا اليومية.. مع أزواجنا، وأبنائنا، وأرحامنا، وأصدقائنا، وزملائنا في العمل، وجيراننا، فماذا ستكون النتيجة يا ترى؟! بالطبع ستكون جراحاً ليس لها علاج ولا طبيب.
ولا يسلم العمل السياسي من ذلك، فكم أساءت الحكومة ومجلس الأمة والتيارات السياسية تقدير المواقف، فجاءت النتائج عكسية، والخسائر كبيرة، ولا ينفع حينها الندم، وسيعتصر الجميع الألم.
إننا بحاجة إلى تجاهل الأحداث السلبية، وتجاهل بعض الأشخاص الاستفزازيين، والتغافل عن بعض الأفعال والأقوال، فليس كل أمر يستحق “ردة فعل” قد تضرك، أو ربما تقتلك، وقد تضر المجتمع كله.
لنتداول هذه الثقافة فيما بيننا، ولننقلها لأبنائنا، ثقافة “التغافل”، وعدم الإنفعال اللاإرادي، وحتى لا يقال “قتلتنا أفعى البرلمان”!
وما أجمل وصية الرسول ﷺ “لا تغضب”.

الوسوم
إغلاق
إغلاق