أخبار

العم عبدالعزيز الشايع.. إنجازات تجارية وصناعية رائدة

برحيل العم عبدالعزيز الشايع تفقد الكويت أحد رجالاتها المخضرمين والشاهد على تاريخ الكويت والمساهم في الكثير من مشاريعها التجارية والصناعية.

رحلة عطاء حافلة بالنجاحات والإنجازات امتــــــــدت لما يربــو على 8 عقود في مختلف المجالات الحياتية، فكان، رحمه الله، اقتصاديا بارزا حمل لواء التنمية والمشروعات الرائدة، وسياسيا وضع مصلحة الوطن والمواطن قبل أي شيء.

فقد حقق العم عبدالعزيز الشايع، رحمه الله، خلال مسيرته العديد من الانجازات التي يشهد بها القاصي والداني، ونجح في تأسيس مجموعة من المؤسسات المهمة والبارزة في الكويت وخارجها، منها على سبيل المثال لا الحصر البنك الوطني، ومجمع الأفنيوز وفندق شيراتون الكويت أوبروي – المدينة المنورة، وغيرها من المشاريع الاقتصادية العملاقة في الكويت والعالم العربي.

كما ساهم العم بو حمد، رحمه الله، في تأسيس جمعية الهلال الأحمر واللجنة الشعبية لجمع التبرعات، حيث ترأسها لسنوات طويلة، كما كان، رحمه الله، من المؤسسين لشركة ناقلات النفط، وأحد المؤسسين الأوائل في الحقل التعاوني، كما شغل، رحمه الله، عضوية المجلس البلدي 1960 – 1963 ثم أصبح وزيرا للكهرباء والماء عام 1964.

أصداء الذاكرة

رصد «رحمه الله» تاريخ الكويت ودوّن حقباتها عبر كتاب «أصداء الذاكرة» الذي كان تأريخا للحالة الاجتماعية وللروح الكويتية والتآخي بين أبناء المجتمع الكويتي القديم سواء داخل الكويت أو حتى خارجها، حيث كان في الهند – حينها – مجتمع كويتي مصغر يمثله تجار الكويت هناك والذين كانوا الممول الرئيسي لاقتصاد الكويت الخالي من الموارد، الى جانب «نواخذة» السفن الكويتية التي ترسو في الهند وبحارتها.

العودة الى الكويت

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عاد تقريبا جميع التجار المهاجرين الى الهند لوطنهم الكويت ومن ضمنهم العم عبدالعزيز الشايع، رحمه الله، حيث انفتحت الكويت على العالم وأصبحت البضائع تأتي للكويت من أوروبا واليابان مباشرة، بعدما كانت بومباي مركزا تجاريا وحلقة وصل بين الهند والخليج.

البنك الوطني

ومع عودته، رحمه الله، بدأ التفكير مع آخرين بمجاراة العالم اقتصاديا فكانت فكرة تأسيس البنك الوطني، وعن تلك المرحلة يقول رحمه الله:

كانت توجد مشكلة في فترة الخمسينيات تمثلت في أن البنك البريطاني كان الوحيد الذي يعمل بالسوق، واذكر انه كان يوجد اتصال بين التجار وكنت أنا وعبداللطيف الشايع منهم، وذلك في مكتب عبدالمحسن الخرافي، ودرسنا موضوع تأسيس البنك الوطني، واتفقنا على أن يذهب وفد إلى الأمير الشيخ عبدالله السالم، ويوضح له انه من المستحيل ان يبقى التجار تحت رحمة البنك البريطاني ولا بد ان يكون لديهم بنك وطني، وفعلا ذهب وفد من المجتمعين في محل عبدالمحسن الخرافي وقابلوا الأمير عبدالله السالم وتجاوب معهم وأعطاهم ترخيصا، في ذلك الوقت القنصل البريطاني لم يعجبه القرار، فذهب إلى الأمير عبدالله السالم محتجا على أساس انه يوجد عقد بين الحكومة والبنك البريطاني ينص على عدم تأسيس بنك ثان غير البنك البريطاني، فكان جواب الأمير عبدالله السالم جوابا قاطعا ان العقد ينص على ألا يُنشأ بنك أجنبي في الكويت، ولكن هذا بنك محلي وطني ليس له علاقة بالبنك البريطاني، وهذا شيء أساسي لمساعدة التاجر الكويتي.

عالم النفط

ثم بدأت فكرة تأسيس شركة الناقلات عام 1957، ويستذكر رحمه الله بدايات تلك الفكرة بالقول في أحد لقاءاته الصحافية عام ٢٠١٢: اجتمعنا وتأسست بمبلغ مليوني دينار تقريبا وتم تكوين أعضاء للغرفة وكنت انا أحد أعضاء الناقلات بالغرفة وكنت عضوا متطوعا من دون راتب حيث كنا جميعا أعضاء متطوعين، وأسسنا الناقلات ولاحظنا أن الناقلات 100% كويتية قطاع خاص، وبعدها بفترة أسسنا البترول الوطنية ولكن كانت مختلفة وكانت نسبة 40% منها قطاعا خاصا و60% للحكومة، بعدها تم تأسيس البتروكيماويات، وفي سنة 1959 تأسست غرفة التجارة وكانت نقلة بالنسبة للكويت لأنها أول غرفة تنشأ بالمنطقة وكان لها وزن سواء بالتجارة أو الاقتصاد أو السياسة وكانت لها مصداقية، وساعدت التجار، وفتحت الأبواب للتوسع بالتجارة وبعد ثلاث أو أربع سنوات تقريبا التحقت بالغرف العربية وأصبحت عضوا باتحاد الغرف العربية.

الفنادق

ومن المحطات المثمرة في مسيرة الراحل، رحمه الله، محطة بناء فندق الشيراتون، فقد كانت الكويت في مطلع الستينيات من القرن الماضي، أي مع بداية النهضة العمرانية وتأسيس الدولة بعد الاستقلال، بحاجة الى فنادق، ولم يكن فيها فندق واحد يمكن أن يصنف بثلاث نجوم على الأقل. وبعد فترة من الزمن تم إنشاء فنادق الخليج والكارلتون وبريستول في شارع فهد السالم، وبعدها بني فندق الشاطئ على البحر، وكلها تعتبر فنادق من فئة نجمتين أو ثلاث بإدارة عادية. وعن تلك المرحلة يقول، رحمه الله: اقترحنا ثلاثة مواقع لإقامة فندق 5 نجوم منها الموقع الحالي للشيراتون والبنك المركزي وموقع آخر قريبا منه لعرضها بالمزاد العلني وكانت مغامرة، فقلنا نحن نريد ان ندخل بالمشروع، ودخلنا المزاد العلني في البلدية واشترينا قطعة الأرض المقام عليها فندق الشيراتون حاليا، وقلنا من يبني فندقا خمس نجوم؟، لا يوجد احد، فكانت مغامرة، فقلنا نريد ان نجعله سكنيا، ولما انتهينا من البنيان، وجاءتنا شركة أميركية وكانت مستعدة لان تدير هذا الفندق وحبذنا الفكرة، لكن اليوم الذي أكملنا الفندق ما فرشنا غير دورين من ستة أدوار لأنه كان لا يوجد نزلاء، بعدها ازداد عدد النزلاء.

الأفنيوز

ومن المحطات التجارية المهمة التي كان يقف العم عبدالعزيز الشايع، رحمه الله، عندها محطة مشروع الأفنيوز، فيقول في كتابه «أصداء الذاكرة»: جاءني ابني محمد خلال شهر رمضان عام 2005 ليخبرني بضرورة الاستحواذ على قسم من الأسهم لشركة المباني لمشروع الأفنيوز في الكويت، والذي سيفتح أبوابه عام 2007 وشرح لي عن أهميته الاستراتيجية لقطاع التجزئة الذي شهد توسعات كبيرة.

وعند سؤالي له عن كيفية تدبير المبلغ المطلوب لشراء الحصة اللازمة للاستحواذ، تركني لدقائق وأجرى اتصالاته، وأتى ليخبرني بأن المبلغ تم تدبيره، وعليه الإسراع لإتمام الصفقة مع شركة الصناعات الوطنية التي تملك 51% من المشروع – وعلى أساس شراء نسبة تكون كافية للاستحواذ، وفعلا تمت العملية بنجاح وطلبنا من محمد أن يكون رئيس مجلس الإدارة لهذه الشركة، لما له من خبرة متميزة في إنشاء وإدارة المحلات التجارية، وقد باشر في تطوير المشروع.

واليوم تعد هذه الشركة من أكبر الشركات العقارية المدرجة في سوق الأوراق المالية، وقد حصل على عدة جوائز، ابرزها جائزة عالمية في لندن نالها على أساس التميز في البناء والمساحة والإدارة.

اللجنة الشعبية

كما يعتبر العم عبدالعزيز الشايع، رحمه الله، من المؤسسين للجنة الشعبية لجمع التبرعات. وعن تأسيسها وعملها، يقول في أحد لقاءاته الصحافية:

تأسست في العام 1954 لجنة شعبية للعمل الخيري وكان رئيسها أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وكان وقتها رئيس دائرة الشؤون، وكانت تضم أعضاء مسجلين، وكنا نجمع التبرعات أولا للجزائر بعدها حرب السويس وبعدها حرب 1967 وفعلا جمعنا مبالغ كبيرة وسافرنا إلى العراق ودفعنا لهم وإلى الأردن وبعدها ذهبنا إلى مصر وقابلنا الرئيس جمال عبدالناصر ثم توجهنا إلى اليمن التي تعرضت لزلزال أزال قرية كاملة من بيوتها وجمعنا لهم تبرعات، هذه التبرعات بنت لهم نحو 330 بيتا، وبعض المدارس والمستشفيات والمساجد ومازالت قائمة، وأيضا في اليمن تم بناء مستشفى وهو الآن مدرسة في الطب، وفي لبنان أقمنا مدرسة في صيدا وفي طرابلس.

العمل التعاوني

وعن تأسيس جمعية الشامية، يستذكر العم بو حمد، رحمه الله، تلك المرحلة بقوله:

في الواقع كان التعاون هو العنصر الأساسي السائد في ذلك الوقت، في الحقيقة جمعية الشامية التعاونية هي امتداد لشيء موجود أصلا بالكويت، حيث شهدت في الخمسينيات تخطيطها بواسطة الجنرال هستد، الذي خطط المناطق مثل الشويخ، الشامية، الدسمة، المنطقة الصناعية، المستشفيات، الجامعة، فكانت الشامية من ضمن المناطق التي تم تخطيطها، وكل منطقة كان يوجد بها مبنى للجمعية، ومسجد، فوجود المبنى ساعد أهل الجمعية على تأسيس الجمعية لأن كل شيء جاهز، فاجتمعنا وكنا نحو 12 شخصا بإحدى المدارس وطرحنا الفكرة وتمت الموافقة عليها وانتخبنا مجلس إدارة في الوقت نفسه بكل سهولة وبساطة، وتقدمنا لوزارة الشؤون الاجتماعية نحن وجمعية كيفان في الوقت نفسه وكيفان أخذت الترخيص الأول، بعدها الشامية الترخيص الثاني، وكان ذلك عملا تطوعيا، وكان عملا مثمرا وفيه أمانة ومصداقية، وأهل المنطقة يحصلون على ما يريدون وبأسعار زهيدة، وكان الربح لا يزيد على 5%.

وبهذه المناسبة الحزينة تتقدم «الأنباء» إلى أسرة الراحل بأحر التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.

محطات من مسيرة الفقيد الراحل

٭ الميلاد: ٩/6/1926 – الكويت.

٭ الدراسة: 1939 – 1942: ثانوية سانت جوزيف هاي سكول – بومباي الهند.

٭ الأعمال والأنشطة: 1943 – 1952: مدير تنفيذي لمؤسسة علي حمود الشايع – بومباي الهند.

٭ 1952 – 1976: عضو مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية.

٭ 1954: عضو اللجنة الشعبية لجمع التبرعات وأحد مؤسسيها.

٭ 1960 – 1963: عضو المجلس البلدي.

٭ 1963: شريك وعضو مجلس إدارة الشركة الكويتية لاستيراد السيارات.

٭ 1964: وزير الكهرباء والماء.

٭ 1964: شريك ورئيس مجلس إدارة مجموعة محمد حمود الشايع (تجارة عامة واستثمار وتطوير العقار).

٭ 1965: شريك ورئيس مجلس إدارة في شركة الفنادق الشرقية «شيراتون الكويت».

٭ 1971 – 1983: شريك وعضو مجلس إدارة في شركة دار القبس «للصحافة والطباعة والنشر».

٭ 1983 – 1995: رئيس مجلس إدارة في شركة دار القبس «للصحافة والطباعة والنشر».

٭ 1988: شريك ورئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الشايع.

٭ ساهم في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

٭ أحد المؤسسين الأوائل في الحقل التعاوني.

٭ شارك في تأسيس جمعية الشامية التعاونية.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق
إغلاق