شؤون دولية
مجلس الأمن و6 دول أوروبية ترحب بحكومة الوفاق الليبية

- بعيرة: ليون خرق المسودة وسعى لتوقيع الاتفاق «مهما كان الثمن»
تباينت ردود الأفعال المحلية والدولية حول إعلان المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون مقترحا بتشكيل حكومة وفاق وطني ليبية أمس الأول بمدينة الصخيرات المغربية.فبينما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوافق الأطراف الليبية المشاركة في الحوار على حكومة توافق سيرأسها عضو مجلس النواب فائز السراج، داعيا أطراف النزاع الليبي إلى عدم التفريط في هذه الفرصة لإخراج البلاد من الفوضى وتبني الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
فقد توقع عضو مجلس النواب وعضو فريقه في الحوار السياسي الليبي أبوبكر بعيرة أن يرفض مجلس النواب منح الثقة لحكومة التوافق التي أعلنها المبعوث الأممي ليون محذرا في ذات الوقت من إمكانية «انفجار الوضع في ليبيا».
واتهم بعيرة في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام، ليون بالسعي لتوقيع الاتفاق «مهما كان الثمن» ومتهما إياه بـ «خرق ما تم الاتفاق عليه في المسودة من خلال تعيينه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة على خلاف مبدأ الانتخاب الذي ينص عليه الاتفاق».
وأوضح بعيرة أن الحكومة في صيغتها الحالية «ستجعل الجيش في مهب الريح»، معتبرا أن القيادات المقترحة معروفة بمعارضتها لـ«عملية الكرامة» وقائدها خليفة حفتر.
وخرجت أمس بساحة الكيش بمدينة بنغازي مظاهرة شعبية رافضة لمقترح المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون ولأسماء حكومة التوافق وداعمة للبرلمان والقيادة العامة للقوات المسلحة.
وعبر المشاركون في المظاهرة عن رفضهم المطلق للحكومة التي وصفوها «بحكومة الوصايا».
وأكد المتظاهرون على استمرار العمليات العسكرية لتحرير بنغازي من التكفيريين والمليشيات الإرهابية التي تتلقي الدعم من بعض الأشخاص الذين تم تنصيبهم في الحكومة الجديدة.
في المقابل أيدت فرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا برئاسة مصطفى السراج مثلما اقترحت الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بين الفصائل المتحاربة.
من جانبه رحب مجلس الامن بإعلان قائمة المرشحين لحكومة الوفاق الوطني الليبية، معتبرا هذه الخطوة فرصة حقيقية لحل الأزمات السياسية والأمنية والمؤسسية في ليبيا.
وبدورها قالت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغريني، إن عرض الحزمة النهائية للاتفاق السياسي الليبي من قبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون خطوة هامة نحو استكمال مفاوضات صعبة في الأشهر الأخيرة وذلك في تصريح لها عقب الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية.
وجددت موغريني تأكيدها على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعم فوري كبير سياسيا، وماليا بحزمة مساعدات تصل إلى 100 مليون يورو للحكومة الجديدة.
وبينت موغريني أن الاتحاد الأوروبي يؤيد تماما النص النهائي وقادة حكومة الوفاق الوطني الذين سيكون عليهم الآن مسؤولية تشكيل الحكومة الجديدة والإشراف على تنفيذ الاتفاق.
كما، رحبت الولايات المتحدة بتوصل الأطراف الليبية إلى اتفاق سياسي نهائي يتضمن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة في ليبيا.
وصرح جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأن الاتفاق يعد خطوة مهمة لاستعادة السلام والاستقرار في ليبيا من خلال تشكيل حكومة ستعمل على توحيد البلاد، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للمضي قدما والتصديق على إطار العمل السياسي الآن.
وقال المسؤول الأميركي إن ليبيا لاتزال تواجه تحديات كثيرة ودعا مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في ليبيا إلى التصديق فورا على إطار العمل السياسي النهائي وعلى تشكيلة حكومة الوفاق الوطني.
وأكد كيربي أن الولايات المتحدة تشجع كافة الليبيين على الوحدة ودعم تشكيل حكومة الوحدة التي تحتاجها البلاد، وأضاف أن الولايات المتحدة على استعداد لدعم الاتفاق السياسي وضمان عمل حكومة الوفاق الوطني ومؤسساتها بكل فاعلية لتلبية احتياجات الشعب الليبي.