مقالات وكتاب
صراعهم وضحايانا
طوّعتنا الثورة المعلوماتية، وتكنولوجيا الإتصالات المتطورة على مدار الساعة الدخول إلى دوامة الأحداث، ومراقبة الأخبار والتأثر بها سلباً وايجاباً، وفي الأغلب فهي تولجنا دون أن ندرك إلى ماتريد نشره وترسيخه في أذهاننا،
وفي ظل هذا الواقع المفروض بحكم الثقافة التكنولوجية، شاهدنا وعايشنا أجواء مكهربة وماتزال بين مجلس الأمة والحكومة، وفي حالة الشد والجذب بين الطرفين يقع المواطن البسيط ضحية الصراعات وأصبحت عملية بناء الإنسان الكويتي في كافة أوجهها في ذيل اهتمام المؤسستين التنفيذية والتشريعية، وبات هدفهم الأسمى من يكسر عظم الأخر،؟وكمواطن لادخل لي برغبة النائب الفلاني في الانتقام من الوزيرالعلاني، ولن استفيد إذا دخل الوزير ” س ” في خلافات سياسية أو شخصانية مع النائب ” ص ” واللافت من الأحداث الأخيرة أن الكويت غائبة تماماً عن خارطة الاهتمام، وأصبح جل اهتمامهم تسجيل نقطة سوداء على بعضهم البعض ولاحت في الأفق ثقافة الانتقام في سلوكيات بعض النواب والوزراء، ورغم رفضنا لهذه الثقافة إلا أنها حقيقةً وردة فعل طبيعية لأداء نيابي سابق انخفض إلى دون المستوى، وقبله حُقب وليس حُقبة من علاقة شديدة التعقيد، إلا أن المجلس الأخير كان الأسوأ حيث شرعت بعض القوانين التي يرى المتابعون أنها قيدت إلى حد ما الحريات، وضيقت الخناق من جهة المعيشة للمواطنين والوافدين كقرارات رفع البنزين، وقوانين زيادة الكهرباء، والقيمة المضافة المزمع تطبيقها تنفيذاً لقرارات دول مجلس التعاون، حتى خُيل للمتابع أن مجلس الأمة السابق إدارة حكومية، وحتى هذا الواقع المرفوض شعبياً ونيابياً لايجب أن يتم التعامل معه بالتعنت والعناد، فهذه ملفات يحتاج حلها إلى توافق وانسجام بين أعضاء السلطتين، ورغبة حقيقية في الإنجاز.
وحتى لاتكون الصورة أكثر قتامة واحباط لانريد التعميم بسلبية الاداء بالنسبة للوزراء والنواب، فمن نافلة القول ان مجلس الامة يضم كوكبة من النواب الوطنيين الذين لاغبار على أدائهم تشريعياً ورقابياً، وهذه الثلة تمثل نسبة متواضعة عند مقارنتها ببقية النواب لكن، وجودها أفضل من عدمه فالتوازن بين صوت العقل والتطرف إلى حد ما مقبول إذا ماغلبت الأخيرة، وواقع الأداء النيابي سلباً وايجاباً ينسحب على عمل الوزراء، فالواقع يؤكد وجود وزراء اكفاء لديهم رغبة في واضحة في العمل والانجاز، وهذه البوادر نلاحظها في سلوك وزير الصحة مثالاً لاحصراً إذ اتخذ قرارا تنفيذية ايجابية فور تسلمه حقيبة الصحة، وفي المقابل يوجد وزراء جل عملهم تصريحات تلو التصريحات بعضها منسجم واخر متناقض، ولاعزاء لنا سوى توجيهات سمو الأمير حفظه الله ورعاه فهي كخارطة إنقاذ وإنفاذ لهذا البلد من عنق زجاجة ضيق جدا جدا !!
تويتر ALi_Baji_1