شؤون دولية
إدارة أوباما تتنصل من تصريحات أوديرنو حول تقسيم العراق
وأكدت الخارجية الأميركية، أن الإدارة حريصة على وحدة العراق، برغم ما أعرب عنه الجنرال أوديرنو.
وشدد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي في تصريحات أمس الأول، على مخالفته لتصريح الجنرال، بالقول: «ذلك بكل تأكيد ليس موقفنا، ولا رؤيتنا للمستقبل الذي نريد للعراق أن يحصل عليه»، مشيرا إلى أن «آراء أوديرنو مسألة متعلقة به».
وكان الجنرال «أوديرنو» الذي يشغل منصب رئيس أركان الجيش الأميركي، قد قال في تصريحاته إن تقسيم العراق ربما يكون «الحل الوحيد» له، لاسيما في ظل ما يعانيه من احتلال داعش لأراضيه ومظاهرات ضد فساد الحكومة ومشاكل عديدة غيرها، بحسب قوله.
لكن المتحدث باسم الخارجية أكد أن حكومة بلاده تدعم «الحكومة العراقية في بغداد التي رئيس وزرائها حيدر العبادي، نريد مساعدته على التعامل مع التحديات الصعبة داخل بلاده، ونحن ندعم حكومة العراق ذات السيادة وهي الحكومة الوحيدة».
ورحب «كيربي» في الوقت نفسه «بالحيوية التي أظهرها العبادي في تشكيل حكومته والتغييرات التي أجراها ليجعل حكومة العراق متجاوبة بشكل أكبر مع التمثيل الشامل للشعب العراقي».
وعن موقف بلاده من إصلاحات «العبادي» التي أقرها البرلمان بعد موجة مظاهرات ضد الفساد، قال كيربي: «نحن ندعمه في جهوده الرامية للإصلاح، وذلك لمساعدة حكومة العراق خلال هذه الفترة الانتقالية شديدة الصعوبة».
وفي هذا السياق، اعلن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني أيضا، دعمه الإصلاحات التي أقرتها الحكومة ومجلس النواب العراقيان لمكافحة الفساد، مشددا على ضرورة إصلاح النظام القضائي للتماشي معها.
وقال الوكيل الشرعي للسيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس «قد اعلن في الأيام الأخيرة اتخاذ عدة قرارات في سبيل إصلاح المؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد فيها وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية».
أضاف: «ونحن، إذ نقدر ذلك، ونأمل ان تجد تلك القرارات طريقها الى التنفيذ في وقت قريب، نود الإشارة الى ان من أهم متطلبات العملية الإصلاحية اولا إصلاح الجهاز القضائي، فانه يشكل ركنا مهما في استكمال حزم الإصلاح، ولا يمكن ان يتم الإصلاح الحقيقي من دونه».
واعتبر إصلاح القضاء «المرتكز الأساس لإصلاح باقي مؤسسات الدولة».
من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون كبار إن متشددي تنظيم «داعش» استخدموا على الأرجح غاز الخردل ضد القوات الكردية في العراق هذا الأسبوع، في أول مؤشر على أن الجماعة المتشددة تحصلت على مواد كيماوية محظورة.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، على موقعها الإلكتروني، أنه وفقا للمسؤولين فإن «داعش» ربما حصل على غاز الخردل في سورية التي اعترفت حكومتها بامتلاك كميات كبيرة في عام 2013 عندما وافقت على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام غاز الخردل تطور في القدرات القتالية لتنظيم «داعش» ومبعث قلق في ظل المخاوف الاستخباراتية الأميركية بشأن مخازن الأسلحة الكيماوية الخفية في سورية حيث يتحكم التنظيم في مساحات واسعة من الأراضي.
وأضافت الصحيفة ان هذا الأمر يثير أسئلة حول تطور التهديد الذي يشكله «داعش» وقدرة حلفاء الولايات المتحدة على القتال في أرض المعركة حيث تقول قوات كردية وسورية معتدلة موجودة في جبهة القتال إنهم لا يحصلون على دعم أميركي كاف حاليا لمجابهة القدرات التقليدية لتنظيم «داعش».
ولفت المسؤولون إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد أن «داعش» لديه على الأقل مصدر صغير لغاز الخردل حتى قبل الاشتباك الذي دار هذا الأسبوع مع المقاتلين الأكراد المعروفين بالبشمركة.
ونوه المسؤولون بأن وكالات الاستخبارات الأميركية لاتزال تحقق في المصدر والكيفية التي وصلت بها هذه الأسلحة هذا الأسبوع إلى أرض المعركة.
عودة «المحافظين الجدد» في الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية
واشنطن – وكالات: بعد ان ساد الاعتقاد ان خطاب «المحافظين الجدد» قد ولى الى غير رجعة ودفن في حرب العراق، عاد ذلك النهج العسكري المروج لاستخدام القوة في السياسة الخارجية الاميركية يطل برأسه مجددا في حملة انتخابات الرئاسة 2016.
وخلال العقد الماضي خرج «المحافظون الجدد» الذين يمثلهم نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد، من الساحة السياسية وباتوا «موضة قديمة».
لكن حملة انتخابات الرئاسة 2016 شهدت عودة مرشحين جمهوريين يعتمدون على مستشارين ارتبطت اسماؤهم في السابق بكوارث «الحرب الاستباقية» التي شنها الرئيس السابق جورج بوش على العراق.
وخلال المناظرات بين المرشحين الجمهوريين التي جرت الاسبوع الماضي، حرص 17 مرشحا على التأكيد ان باراك اوباما رئيس ضعيف، متعهدين بتبني منهاج اكثر قوة في السياسة الخارجية لبلادهم.
واعتبر المرشحون الجمهوريون ان الحذر والواقعية التي تبناها اوباما في حكمه هي خلل في القيادة الاميركية ادى الى فراغ في القوة سمح لكل من روسيا وايران والصين والجماعات الجهادية بان تنشر الفوضى في العالم.
واعلن السيناتور تيد كروز احد الراغبين في الوصول الى البيت الابيض «نحتاج الى قائد جديد يقف في وجه الاعداء».
وسعيا منه الى تجنب الجو المعادي للحرب الذي حمل اوباما الى الرئاسة، اكد السيناتور ليندسي غراهام ضرورة ارسال قوات اميركية الى العراق وسورية لقتال تنظيم الدولة الاسلامية «داعش».
واذا بدا ذلك الخطاب مألوفا، فكذلك كانت الوجوه.
فقد لجأ المرشح جيب بوش، شقيق الرئيس الاسبق جورج بوش، الى بول وولفويتز الذي كان من ابرز الداعين لغزو العراق عندما كان مساعدا لرامسفلد، ليكون مستشارا له.
اما السيناتور ماركو روبيو فمساعده هو جايمي فلاي الذي عمل في فريق الامن القومي للرئيس السابق جورج بوش.
في 2013، قال فلاي ان على الولايات المتحدة ان تتبنى سياسة تغيير النظام في ايران من خلال شن حملة قصف واسعة على اهداف حكومية.
وليس من المستغرب ان يلجأ مرشحون جمهوريون الى اشخاص عملوا في ادارتي بوش السابقتين نظرا لخبرتهم في مجال السياسة الخارجية.
ونظرا الى ان العمل الحكومي في واشنطن مسيس للغاية، فقد عمل هؤلاء طوال السنوات السبع الماضية في مؤسسات للابحاث وفي القطاع الخاص بانتظار ان يعودوا مجددا، الا ان بعض الجمهوريين يرون اسبابا اكثر منهجية للعودة الى الماضي.
ويعرب لورنس ويلكرسون الجمهوري الذي كان منافسا للمحافظين الجدد اثناء عمله رئيسا لهيئة موظفي كولن باول خلال ادارة بوش، عن اعتقاده ان السياسات الحزبية، وعدم الاستعداد لقبول تناقص سلطة اميركا في العالم دفع بالمرشحين الى اعتناق افكار المحافظين الجدد.
واضاف «لقد وجدوا انه من غير الممكن لهم الفوز بالرئاسة دون 12% من الاميركيين المجانين»، في اشارة الى الناخبين المحافظين المتدينين المتطرفين الذين يسعى المرشحون الى استمالتهم للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة.
وقال لوكالة فرانس برس «الجمهوريون يحتاجون الى اصواتهم، وهم يصوتون.
كما انهم يكرهون الرئيس كرها شديدا.
بعضهم عنصريون متعصبون جدا»، الا ان السبب هو النظرة الى القوة الاميركية وكيفية استخدامها.
واكد ويلكرسون، الكولونيل السابق في الجيش الاميركي، ان «الولايات المتحدة تفقد قوتها».
واضاف ان المرشحين الجمهوريين يريدون ان يقولوا للناخبين «نحن امة لا يستغني عنها العالم، نحن الشعب الاستثنائي، علينا ان نعود الى القمة مجددا».