أخبار رسمية

الناصر: تكريس ثقافة السلام من مرتكزات سياسة الكويت الخارجية

برعاية وحضور وزير الخارجية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، نظم معهد المرأة للتنمية والسلام مساء أمس الأول احتفالية خاصة بمناسبة يوم السلام العالمي تحت شعار «السلام طريقنا» عبر منصة zoom، بمشاركة نخبة من الشخصيات منها أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ونائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة د.طارق الشيخ والقمص بيجول الأنبا بيشوي، ووزير الإعلام الأسبق سامي النصف وعميد السلك الديبلوماسي سفير السنغال عبدالأحد إمباكي والسفير الفلسطيني رامي طهبوب ورئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام كوثر الجوعان وعدد من الشخصيات.

في البداية، قال وزير الخارجية ووزير الدفاع بالإنابة د.أحمد ناصر المحمد في كلمة مسجلة ان شعار «السلام طريقنا» الذي أعلنته الأمم المتحدة تعزيزا لقيم ومثل السلام بين الأمم والشعوب، والذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لقيام الأمم المتحدة يدشن حقبة جديدة واعدة بالأمن والسلام والآمال بعد عقود من الحروب والدمار، موضحا أن الاحتفالية تسلط الضوء على أبرز القضايا العالمية التي تواجه المجتمع الدولي وما تتطلبه من تقييم للجهود الدولية في هذا المجال لضمان نشر مبادئ ثقافة السلام.

وأشار الناصر إلى حرص الكويت منذ نشأتها على نشر وتكريس ثقافة السلام والحوار والاعتدال فباتت أولوية في مرتكزات السياسة الخارجية تنطلق من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وعادات وتقاليد جبل عليها أهل الكويت، لافتا إلى أن دستور الكويت عام 1962 كرس في ديباجته مبادئ وثقافة السلام، والكويت تفخر بكونها بلد الصداقة والسلام وملتقى لمختلف الأديان والحضارات، وهذه المبادئ والأسس شكلت ركيزة هامة للسياسة الخارجية في تعاطيها مع المجتمع الدولي، فأضحى دعم جهود الوساطة وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية، وتعزيز الديبلوماسية الوقائية من ثوابت الديبلوماسية الكويتية.

وتابع: حرصت الكويت على دعم جهود الأمم المتحدة من خلال الانضمام إلى مبادرة تحالف الحضارات والتحقت بمجموعة أصدقاء التحالف، ويأتي ذلك وفق قناعة كويتية راسخة بأن الانفتاح على الثقافات الأخرى أمور متجذرة في الوجدان الفكري والثقافي للمواطن الكويتي، وإننا مطالبون اليوم، كحكومات ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني وأفراد، بأن نسعى وبنوايا صادقة لمحاربة الأفكار المتطرفة والداعية لنبذ الآخر والمحرضة على الكراهية، والتي تستدعي تنسيق الجهود لمواجهتها تعزيزا لتحقيق أهداف السلام والتسامح.

تطورات عصيبة

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية د.أحمد أبوالغيط: نحتفل باليوم العالمي للسلام في ظل تطورات عصيبة تشهدها المنطقة العربية وواجهت خلالها المرأة العربية صنوفا من المعاناة وظلت الضحية للنزاعات المسلحة، ومع ذلك فقد حاولت المرأة أن تقاوم وأن تقوم بدور فاعل في عمليات التفاوض والوساطة والحماية كما واصلت النساء ضغوطهن لإصدار تشريعات توفر المزيد من الحماية للنساء والفتيات والأطفال، مبينا أن ذلك أدى إلى صدور اصلاح تشريعي تضمن تجريما لبعض ممارسات العنف التي لم تكن مجرمة من قبل.

وأكد ان بناء مجتمعات ما بعد الصراع يتطلب فكرا جديدا يرسخ قيم عدم التميز ومشاركة المرأة في المجتمع ويحميها من العنف والظلم، لافتا إلى أن صيانة حقوق المرأة وتعزيز وضعها الاجتماعي صيانة للسلام ودعما للاستقرار وأن على الدول.

جائحة كورونا

من جانبها، هنأت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية د.كوثر الجوعان الكويت بتكريم صاحب السمو ومنحه وسام الاستحقاق من الولايات المتحدة، لافتة إلى ان التكريم جاء لأدواره المعهودة في تعزيز السلم والتعاون والإنسانية.

وذكرت الجوعان ان العالم يحتفل بيوم السلام العالمي متوحدا ضد عدو واحد وهو جائحة كورونا التي هددت أمننا وصحتنا، موضحة ان ما يحدث في مكان بالكون يمكن ان يؤثر على الجميع، داعية الى تضافر الجهود لمواجهة الجائحة، وهناك آثار تقع على المرأة جراء المحن المدمرة بسبب ما تمر به المنطقة من حروب وعنف شديد كما أنها بجانب الأطفال يشكلان القسم الأكبر من النازحين ولذلك علينا النظر إلى الدور الفاعل للمرأة في عملية السلام.

من ناحيته، أكد عميد السلك الديبلوماسي عبدالاحد امباكي أن الكويت بلد السلام والإنسانية وصاحب السمو حامل لواء الإنسانية في العالم، لافتا إلى أن الاحتفالية فرصة لنوجه الشكر للكويت على كل الجهود التي تقوم بها في هذا الشأن، لافتا إلى أن السلام هو الطريق الأساسي لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية، موضحا أن الكويت بلد المحبة والسلام ونموذج يحتذى به في التعايش السلمي.

في السياق ذاته، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى الكويت د.طارق الشيخ ان الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للسلام من خلال نشر التعاطف وثقافة السلام والأمل في مواجهة جائحة «كوفيد ـ 19»، وتدعو للوقوف مع الأمم المتحدة ضد محاولات استخدام الفيروس للترويج للتمييز أو الكراهية.

وأضاف الشيخ: يتم الاحتفال باليوم الدولي للسلام في جميع أنحاء العالم في 21 سبتمبر، حيث تأسس يوم السلام عام 1981 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ويعتبر يوما تاريخا مشتركا عالميا للبشرية جمعاء للتذكرة بضرورة الالتزام بالسلام فوق كل الاختلافات والمساهمة في بناء ثقافة السلام، وفي مارس الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف المتحاربة إلى إلقاء أسلحتهم والتركيز ضد هذا الوباء العالمي غير المسبوق وهناك حاجة أيضا إلى التضامن والتعاون للفوز في المعركة الجديدة ضد أسوأ أزمة صحية، وبينما نكافح من أجل هزيمة «كورونا»، أصبحت أصوات الناس أكثر أهمية من أي وقت مضى وستتم دعوة العالم لتوحيد ومشاركة الأفكار حول كيفية التغلب على هذه العاصفة وتضميد كوكبنا وتغييره للأفضل.

الحرب والسلام

وأكد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب أن تحقيق السلام يبدأ بإعطاء الحقوق لأصحابها ووضع حد للاحتلال، موضحا أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون للسلام وسعى إليه بكل ما أوتي من قوة من منطلق إيمان واضح به، مشددا على أن مفتاح الحرب والسلام يبدأ من فلسطين والقضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في العالم، موضحا أن شجر الزيتون رمز السلام لم يسلم من الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار طهبوب إلى أن صاحب السمو هو أحد رموز السلام في العالم وتجسيد للتمسك بالقضية الفلسطينية التي حملها لكل المحافل الدولية منذ عام 1963 وحتى الآن.

من جانبه، أكد راعي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية القمص بيجول الأنبا بيشوي أن الكويت بلد يعلي من قيم السلام والتعايش ويشجع عليه ويدعمه، موضحا أنه يصلي من أجل أن يسود الأمن والسلام ربوع الكويت ويعمها الاستقرار، لافتا إلى أن الكنيسة تبارك أي جهد يعزز السلام وتشجع السلام القائم على العدل، مشيرا إلى السلام دائما في مقدمة رسائلها وتنصح دائما بأنه من لا نستطيع مصادقته لا يجب أن نتخذه عدوا. من جهته، قال وزير الإعلام الأسبق سامي النصف أن السلام يقوم على معادلة الربح -الربح فالجميع رابح منه، بينما تقوم الحروب على معادلة الخسارة ـ الخسارة، مشددا على أن ثقافة تعزيز السلام أضحت ضرورة لأجل أن يسود السلام فهو ليس شعارا ولكنه فعل يجب أن يتحقق.

وذكر النصف أن الكويت اختارت الديمقراطية لدعم السلام الداخلي وتحركت على المسار الاقتصادي لدعم الدول الأخرى والمسار السياسي لدعم وتعزيز قيم السلام متخذة من الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وسيلة فعلية واستطاعت أن توازن بين المعسكرين بديبلوماسية العقل والمنطق.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق
إغلاق