أخبار
يوم المرأة العالمي.. بقلم: د.شمايل فيصل السنافي
يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفالية نأتي عليها كل عام من باب الترف أو الوجاهة ولا تخضع لروتينيات المناسبات.. واليوم لا يمكن اعتبار المساواة بين الجنسين هي فقط قضية المرأة الوحيدة وليست الحقوق السياسية هي منقوصها الوحيد في كثير من الدول. المرأة اليوم تمر بأوضاع غاية في الصعوبة، والمرأة العربية يشبه وضعها أوضاع المرأة في مناطق أخرى من العالم من حيث الظلم والأمية والبطالة والعنف الأسري.
وفي ظل موجات «الربيع العربي» التي مضى عليها اليوم أكثر من عشر سنوات، نجد أن المرأة مازالت تعاني من آثار ذلك في عدد من الدول، خصوصا ليبيا وتونس والجزائر وسورية واليمن وغيرها، كما أن المرأة الفلسطينية مازالت تكافح في شتى ميادين الحياة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كما أن استغلالها في فتاوى الإرهاب أمر لا يمكن قبوله ويتنافى مع كل قواعد الدين والحقوق الإنسانية.
لقد كان للإرهاب والتكفير في المنطقة أثر بالغ على النساء والفتيات من حيث انتهاك الحقوق والعنف الجنسي والاجتماعي والجسدي، وقد دفعتها الحروب والعمليات الإرهابية في المنطقة إلى اللجوء للهجرة غير الشرعية لتتحمل في ذلك عبء رعاية أبنائها وأسرتها في رحلات قاسية تنتهي أحيانا بالموت أو في مخيمات تحيط بها الثلوج في أشد ليالي الشتاء قسوة دون أن تتوافر لها مقومات الحياة الطبيعية ولا يتم تمكينها من أبسط وسائل ومقومات المعيشة.
أضف إلى ذلك الموروث الثقافي والمعتقدات المجتمعية التي تحد في كل يوم من انطلاقتها وتمنعها من بلوغ المكانة التي تستحقها، كما أن العنف ضدها مازال الأكثر ارتفاعا في العام رغم التقدم الإيجابي على مستوى التشريعات والقوانين، إلا أن المشكلة تكمن في تطبيق تلك التشريعات وفي تطوير الثقافة الاجتماعية.
ثم نأتي للمشاركة السياسية، فعلى الرغم من أن مشاركة المرأة في صنع القرار وفي البرلمانات العربية شهدت ارتفاعا ملحوظا، إلا أن مشاركة المرأة في صنع القرار والحياة السياسية مازالت محاطة بمجموعة من العوائق.
ومازال التمييز يلاحقها في تولي الوظائف وفي الرعاية السكنية وفي قوانين الأحوال الشخصية.
لكن رغم كل هذه الظروف تتمسك المرأة العربية بحقوقها الأساسية وبمكانتها في تقدم المجتمع وازدهاره، وهذا لن يكون بمعزل عن تحرير المجتمع بكامله من الموروث التقليدي والتمييز بحق النساء وإقامة المساواة الكاملة.
تحية للمرأة في عيدها.. تحية لكفاحها في شتى مناطق العالم من شمال أفريقيا إلى فلسطين والشام واليمن.. من أفغانستان إلى الصومال.. ومن صربيا إلى مقدونيا إلى أوكرانيا.. ومن كولومبيا إلى فنزويلا والمكسيك.. تحية لها وهي تسلك الطرق الوعرة هربا من جحيم الحروب ودمار الإرهاب وعنف المجتمع.
المصدر : الانباء