مقالات وكتاب
الصحافة الرقمية.. الحرية أم الحصار؟!

بقلم : طارق بورسلي
احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في تاريخه السنوي الثالث من مايو، وقد تفاعل الصحافيون والصحافيات بالتغريدات حول المناسبة الدولية، وتستضيف الاحتفالية منظمة اليونيسكو وجمهورية أوروغواي الشرقية في المدة من 2 إلى 5 مايو 2022 المؤتمر العالمي السنوي لليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يعقد في صيغة هجينة في «بونتا ديل إستي» في أوروغواي.
ويأتي شعار الاحتفال هذا العام 2022 «الصحافة تحت الحصار الرقمي»، وذلك للتطور والنقلة النوعية التي شهدتها الصحافة في العالم من الصحافة الورقية إلى عالم الفضاء الإلكتروني، ومازالت الصحافة الورقية لم تندثر لا في المضمون ولا في المعنى الاجتماعي، وهي كإحدى أدوات التأثير الإعلامي الأبرز للقوى النعمة المؤثرة على أفراد المجتمع.
وكنت أتصفح بعض المواقع لقراءة معينة في هذا الجانب ووجدت أن الأمم المتحدة ومنذ عام 1993 تحتفل بهذه المناسبة تحت شعارات مختلفة، فماذا تحقق منها؟ وهل سيتحقق منها مع الشعار البرّاق «الصحافة تحت الحصار الرقمي؟» وهل سينجح النقاش حول تأثير العصر الرقمي لحرية التعبير وسلامة الصحافيين، والحصول على المعلومات ومعالجة مسألة انتهاك الخصوصية؟.
وتعتبر أخلاقيات المهنة من أسس تأسيس هذا الميثاق الدولي عام 1991 والذي عقدته اليونيسكو في ويندهوك لتعلنه الأمم المتحدة في ديسمبر، 1993ويحتفل به في الثالث من مايو كل عام، وحول أخلاقيات العمل الصحافي الرقمي نجد أن مصداقية ومضمون الخبر تضيع غالبا بين القوانين التي تقيد حرية القلم الصحافي وطرق التعبير عن حقيقة ما ينقله الخبر، وعلى الجهة الأخرى نجد الصحافة الصفراء والمفبركة والتي تخلو من المهنية لكنها موجودة بحكم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة نشر الخبر الذي قد يحمل الحقيقة والإشاعة، وحول الصحافة الاستقصائية بالفعل حملت العديد من التقارير فبركات إعلامية، وعلى الرغم من كل هذا إلا أن الصحافة الرقمية ضرورة وحاجة ملحة في ظل المتغيرات العالمية، ولكن أصبح الصحافيون مع الطفرة الرقمية تحت القيود ومنها القوانين الجزائية تحكم البوتقة الصحافية الرقمية في جميع دول العالم.
فإذا لم نحافظ على أخلاقيات المهنة وصدق القلم ومهنية الصحافة الحقيقية، فسنواجه حزمة جديدة من القوانين الرادعة للصحافة الوهمية الدعائية، ولابد من إعادة تنظيم حرية الصحافة الرقمية في الكويت والعالم بقوانين حكومية رادعة للمفبركين الدعائيين مروجي الإشاعة الرقمية، وحامية لحقوق الصحافيين الذين يواجهون التعسف القسري في المناطق المشتعلة حول العالم لنقلهم الحقيقة الكاملة فلتتحرك النقابات الصحافية لتحقيق هذه الحصانات لهؤلاء الأشخاص.. فهل الصحافة الرقمية ستنال الحرية أم سيخنقها الحصار؟!