مقالات وكتاب
عسى الله لا يبردها ..بأكود منها
مقولة يقولها الأولون عن الجائحة رجاء انكشافها، و ألا يأتي ما هو أشد منها فينسى الناس شدة الاولى لقسوة الثانية ، و قد عاين أهل هذا البلد بشكل ملموس نتيجة أعمالهم الطيبة على مر عصور ، وشاهدوا كيف فعلت ” صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ ” عندما رفع الله بلاء الاحتلال في زمن قياسي مقارنة بأحوال الأمم ،على سبيل المثال رجح التصويت في الكونغرس الامريكي عام 1990 قرار التدخل العسكري بفارق أربعة اصوات فقط ، بدلا من الحصار لسنوات ، بينما سيطر التردد على متخذ القرار- هناك – في حالات اخرى بالمنطقة سنة 2011 و ما بعدها ، و لم يتحقق تصويت مماثل في بريطانيا و غيرها .
نعم ، لقد رأينا في الشرق الأوسط ( يبردها بأكود منها ) ، عدة مرات .. فترحم الناس على طغاة قساة لما رأوا ممن جاء بعدهم ، و في بلد كالكويت الذي لا يملك مقومات الدول الكبيرة ، ماديا ، فإن ” صنائع المعروف ” هي أداته ” الأهم” لمواجهة الجوائح ، و قد تحقق رفع البلاء في ذلك اليوم الأسود حينما اجتمعت القلوب على مواجهة ساعة الحقيقة بقلوب صافية ليس بينها من يخذل الناس عن البذل ، وفي تجربتنا الحالية جاء رد الناس على من مارس التشكيك الفالت و الظالم ، جاء ردهم عبر تصويت شارك فيه مائتا ألف مواطن و مقيم ( 200,000 ) ، و في ظرف 24 ساعة فقط ، و الأهم من المبلغ هو هذا العدد المشارك في ( الحملة / التصويت ).
لماذا فعل الناس ذلك ؟
لأنهم مطلعون على أماكن تنفيذ تبرعاتهم ، و أثرها على المحتاجين ، و الأهم .. هو أنهم جربوا أثر تلك الأعمال الكريمة عليهم و على وطنهم ، و هم يؤمنون تماما بــ
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بأَنفُسِهِمْ ).
______________
فيصل الزامل