مقالات وكتاب

الكويت ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا

بقلم: الكابتن عمار محمد العجمي

26 فبراير 2020

في هذه الأيام التي نستذكر فيها فضل الله ونعمتي الاستقلال والتحرير لا يمكن ان يمر شريط الذكريات دون تبوء هذا الشعب لصدارة الأحداث ، فمنذ بزوغ شمس الاستقلال كان ابناء هذا الوطن جذوة نيرة في بحر متلاطم ، فاحتضنوا قضايا الأمتين العربية والإسلامية وقدموا فيضا من العطاء والشهداء على الجبهة مع العدو الصهيوني وبما شهده الوطن من حوادث ارهابية وتفجيرات وخطف طائرات ، واستمرت إرادة الوطن صلبة وعزيمة ابناءه حديدية دون ان تنال منها أيادي الحقد والعدوان .

اثناء ذلك ، وفي خضم الصراع على الديموقراطية والعدوان على الدستور ، تعرض الوطن لأقسى محنة ومر ابناءه بأصعب ابتلاء ، عندما طعنت جحافل الغزو العراقي خاصرة الكويت ، راهن العدو على تحول الاختلاف في الرأي لخلاف في الحق ، الا ان شمس الكويت أشرقت رغم ذلك ، واصطف شعبها وقيادتها كالبنيان المرصوص دفاعًا عن كل ذرة رمل تحويها ارضهم ، وسالت الدماء معترضة على الغدر ومطالبة بالشرعية ، الشرعية التي لا يعرفها غاصب او يعلمها معتدي ، شرعية الدولة ، شرعية الوطن ، شرعية الكويت بقيادتها وشعبها وأرضا جسدًا واحدًا لا يقبل الفرقة او القسمة ، ازعم ان الكويت هي الدولة الوحيدة التي انصهرت لها بالقيادة بالشعب فكانوا مكونًا واحدًا لا يتنفس احدهما الهواء دون الآخر ، فامتزجت دماء الشعب بالقيادة وكان شهدائنا الأبرار عنوانًا واضحًا لمعنى التضحية والفداء .

اني وإن كنت اذكر المقاومة المدنية والعسكرية لابناء الوطن ، واذكر كيفان الصمود ، الا ان مدادي ينفذ عند الكلام عن شهدائنا الأبرار ، ممن ابوا الا إعلاء الحق ومقاومة المتعدي بمقابلة اسلحته الفتاكة بالإيمان الراسخ والصدر المواجه ، فعلم المعتدي الغاشم ورأي العالم معنى العزة والكرامة .

ان الكلام عن هذه المناسبات في أيامها ، يدعونا للتفكر بقيمة الوطن وحقه ، ومعدن ابناءه وواجباتهم ، ان العطاء لا يكسره فساد او يوهنه فاسد ، ورغم ضعف الحكومة وفقدها للقرار ، واختطاف مجلس الامة ، الا ان عزيمتنا يفترض ان تكون اكبر من ذلك كله ، سوء الاختيار والسلبية المجتمعية آفات تنخر أعمدة الديموقراطية والحقوق والواجبات العامة ، نعرف معدن الشعب بالأزمة ، وراينا نقاء سريرته وصلب ارادته ، فلماذا لا ننتفض لوطن يستحق منًا الفداء ، لماذا لا ننهضه من كبوته ونرتقي باختياراتنا لمن يستحقه ، ونعطي مجتمعنا حسن الأداء والإيجابية المقترنة بالعمل .

نعلم جميعًا ان سلب إرادة المجلس وضعف الحكومة وفقدها للقرار انعكاس لاختياراتنا ومرآة لحسن اداء واجباتنا وعزم المطالبة بحقوقنا ، فنحن نعلم وهم يعلمون أنكم القوة الحقيقية لأي نهضة او إصلاح .

ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل ، فان كانت الكويت حياتنا ، ماضينا ، حاضرنا ومستقبلنا فان الأمل يزهو والأماني تكبر لغد مشرق لوطن غال يستحق ونستحق ان يكون في المكانة التي تليق به عزيزا قويا كريما ذو منعة وحصانة .

إغلاق
إغلاق